تنطلق في البحرين اليوم فعاليات منتدى «حوار المنامة» بنسخته 11، بمشاركة مسؤولين وخبراء ومختصين من أكثر من 20 دولة.ويبدأ المنتدى أعماله بجلسة افتتاحية متلفزة مع قناة «سكاي نيوز» عربية واجتماعات ثنائية بين الوزراء والمسؤولين، بينما تناقش في اليومين الثاني والثالث السياسة الأمريكية والأمن الإقليمي، الشرق الأوسط بعد المفاوضات النووية، تحديات التطرف، الصراعات والتحالفات في الشرق الأوسط، مستقبل اليمن، الموقف الدفاعي لدول مجلس التعاون والقوى الخارجية، تثبيت الاستقرار في الدول الضعيفة، دور الإسلام السياسي، وإدارة امتداد الصراع.يكتسب مؤتمر الأمن الإقليمي السنوي «منتدى حوار المنامة» بنسخته 11 المنعقد مابين 30 أكتوبر ـ 1 نوفمبر 2015، أهمية بالغة نظراً لمجموعة عوامل تتعلق بالحدث نفسه وتوقيته في ظل ظروف ومستجدات تشهدها بالمنطقة، والقضايا الحيوية المبحوثة.واستعدت البحرين لاستضافة المنتدى بعد أن أصبح محط اهتمام الجميع، خاصة مع استقطابه مزيداً من الدول باتت تدرك أهمية التشاور والتنسيق، في ظل ما تمر به المنطقة والعالم من منعطفات خطيرة تستدعي الوقوف عندها بالبحث والتحليل وتقديم الرؤى الواضحة لتجاوزها والعبور بالمنطقة والعالم إلى مرفأ سلام وأمن، وهو هدف البحرين من استضافتها للمنتدى في إطار مساعيها الدؤوبة لإحلال الأمن والسلام في العالم.ينظم المنتدى سنوياً المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وتشارك فيه وفود رسمية رفيعة تضم وزراء دفاع وخارجية ومستشاري أمن قومي من أكثر من 20 دولة من دول الخليج والشرق الأوسط والعالم، ترتبط مصالحها مع دول مجلس التعاون، لتسهم مثل هذه المحافل في التواصل المباشر مع دول العالم، ما من شأنه ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الدولي.ويعد المنتدى أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط، بحكم المشاركة رفيعة المستوى، حيث تحرص الدول الكبرى والأطراف الإقليمية الرئيسة والفاعلة على حضوره سنوياً.ولا عجب أن تكون المشاركة قياسية هذا العام من جانب الدول، نظراً لنجاحات كبيرة حققها المنتدى في دوراته السابقة، ونظراً لما يعج به الإقليم من قضايا لا تهم دول المنطقة فحسب بل العالم كله.ويبحث المنتدى عدداً من القضايا المهمة والحيوية تتعلق بأمن الخليج من قبيل السياسة الأمريكية والأمن الإقليمي ومستقبل الشرق الأوسط بعد المفاوضات النووية الإيرانية، وأخطار الجماعات المتطرفة، ومستقبل اليمن، إلى جانب الصراعات والتحالفات في الشرق الأوسط، والموقف الدفاعي لدول مجلس التعاون والقوى الخارجية. ومن هنا تبرز أهمية الدورة الجديدة للمنتدى، خاصة أن البحرين تؤيد دائماً الجهود الجماعية لأجل الوصول إلى حلول وقواسم مشتركة للتخفيف من أزمات يواجهها العالم أجمع.ويوفر المنتدى فرصة للتباحث والمناقشة بين كبار المسؤولين الدوليين حول عدد من الأفكار تعالج الكثير من القضايا، ومن هنا تأتي أهمية وجود حوار «جاد وبناء» بين دول المنطقة والعالم وفق قواعد القانون الدولي وحسن الجوار لتحقيق الاستقرار بما يخدم المصالح المشتركة، إذ إن الحوارات المباشرة والتفاهمات السياسية تجنب العالم الذهاب إلى المجهول وتحفظ طاقات وموارد المنطقة من الاستنزاف.ويعقد المنتدى في توقيت مهم جداً، حيث تواجه المنطقة العديد من المخاطر تهدد استقرارها، من قبيل الإرهاب والملف الإيراني الذي يكتسب أهميته بعد توقيع الاتفاق النووي، والملف اليمني بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحرر واستعادة الشرعية.المنطقة الآن في حاجة لحوار بناء من أجل إزالة مسببات عدم الاستقرار، ومنتدى حوار المنامة يفتح المجال لذلك، ولعل ما يجري في المنتدى من مناقشات وما يتمخض عنه من أفكار ورؤى وطروحات، تؤسس لاتفاقات وأسس ودعائم تقود المنطقة إلى بر الأمان والاستقرار.