قضيت أجمل سنين طفولتي في منطقة الحورة (البحبوح) أتحدث عن خمسين سنة إلى الوراء عندما كان المطار البحري في المنطقة بين الحورة والقضيبية من الجهة الجنوبية المطلة على البحر، ذلك البحر الجميل بشواطئه ورماله الناعمة وكثرة الأسماك بأنواعها، الحورة هي من احتضنت الشخصيات الفريدة من نوعها.. من رياضيين، كتاب، ممثلين، سياسيين، مخلصين للوطن وغيرهم.ذكرياتي في الحورة من الصعب أن أنساها، ذلك المسلخ الوحيد في مملكة البحرين وهو المصدر والقلب المصدر لجميع مناطق المملكة.كانت المنطقة مشهورة ببيوتها القديمة الأثرية التي رسمت لوحة جميلة مازالت لا تفارقني.حياة بسيطة محبة بين الجميع، عندما كنا صغاراً لا نعرف بلداً غير اسم الحورة، احتفالاتها متعددة في رمضان وبعدها العيد، نعتز بفريقنا لكرة القدم (نادي العربي) الذي كنا نفتخر به وبلاعبيه، قصص غريبة كانت تحدث في المنطقة، منها المظاهرات ضد الاستعمار الإنجليزي الذي راح ضحيته عدد ليس بقليل من شباب المنطقة، منهم من أبعد عن البلاد، ومنهم من دس في السجون ونال نصيبه من التعذيب، كان هؤلاء الشباب يدافعون عن الوطن وليس لهم أهداف خارجية، حبهم كبير لأرضهم وليس لغيرها، وكانت الشخصية العربية المفضلة هي جمال عبدالناصر.. وكانت تتردد شعارات لا أستطيع أن أنساها.الحورة اليوم ليست كما كانت، لقد هجرها أهلها، شوارعها حزينة على فراقهم.كم هو كبير اشتياقي إلى الحورة.الناشط الاجتماعي صالح بن علي
الحورة التي أعرفها
31 أكتوبر 2015