بريطانيون مثقفون تخلوا عن وظائفهم للمحاربة تحت راية داعشالمملكة المتحدة ملتزمة بضمان أمن شركائها بالمنطقةرباني: أفغانستان عازمة على دحر التطرف بحرب بلا هوادة خوجة: حركة تحرير سورية ضد احتلال إيراني روسي مزدوجوصف وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث بالمملكة المتحدة فيليب هاموند تنظيم «داعش» الإرهابي بالعقدة المخربة والبربرية التي تسعى لتحقيق أهدافها لتحكم بالترهيب والعنف وقمع كل من لا يعتمد آراءها ويؤدي لإقصاء فئات مختلفة وزعزعة أسس الأقاليم، لافتاً إلى أن بريطانيا تأخرت بالاعتراف بمخاطر التطرف، ولكي نربح بمواجهته يجب انتزاع كل أنواع التطرف وانتزاع فكرة أن الإسلام لا يتماشى مع المواطنة الجيدة في الغرب.ولفت، في كلمته خلال الجلسة العامة الثالثة في حوار المنامة بعنوان «تحديات التطرف» إلى أن أمن منطقة الخليج العربي من أمن المملكة المتحدة، والتزام بلاده بضمان أمن شركائها بالمنطقة.وكشف هاموند عن إشراك حاملتي طائرات جديدتين في أمن الخليج في مستهل العقد المقبل واللتين مازالتا قيد الإنشاء حالياً، وذلك تعزيزاً لالتزامنا بالتواجد العسكري المستدام في المنطقة براً وبحراً وجواً.وذكر أن هزيمة داعش لوحده ليست كافية، ولكي نزيح تهديدهم يجب انتزاع أيديولوجيتهم الإسلامية المتطرفة، وهي معركة على مستوى الأجيال.وبين أن أيديولوجية التطرف في القرن الحادي والعشرين معقدة بطابعها المختلف، لأنها ليست مخترعة مثل الفاشية والشيوعية في القرن الماضي، بل آخذة جذورها في إساءة تفسير أحد أهم أديان العالم وهو الدين الإسلامي، مدعومة بالإنترنت لنقل رسالاته عبر العالم بسرعة وسهولة.وأكد على الحاجة لمقاربة شاملة بين جميع الأطراف لمواجهة كافة أنواع التطرف، مع التأكيد على ضرورة احترام الثقافات والتاريخ المختلف، فإن لم نفسح مجالاً للاختلاف عن الرأي السائد فقد يؤدي سريعاً إلى ظهور التطرف.ونوه إلى قيام بريطانيين مثقفين بالتخلي عن وظائفهم الجيدة للمحاربة تحت راية داعش، مشيراً إلى أنه يجب إدراك بأن ليس هناك إرهابي بين ليلة وضحاها، وأن هناك عملية متتالية تبدأ مع تجارب ساذجة ونظام قيم مبسط وينتهي بعمليات انتحارية.وقال إن بريطانيا أصدرت مؤخراً استراتيجية متكاملة لمكافحة التطرف وتعزيز النسيج المجتمعي ودعم الأصوات المعتدلة ومحاربة التطرف بكافة أشكاله على جميع المستويات.كما لفت إلى قيام الخارجية البريطانية بإنشاء وحدة لتحليل التطرف والسلوكيات الخاطئة وسوء استخدام الشريعة واحتواء المحتوى الخطر على الإنترنت، إضافة إلى اعتماد إجراءات أكثر صرامة بالجامعات والمدارس والسجون، واعتماد تشريع لتغليظ العقوبات على المنظمات المتطرفة.وأضاف أن أفضل دفاع ضد التطرف هم المسلمون البريطانيون الذين يفتخرون بدينهم وجنسيتهم، مؤكداً على ضرورة دعم المسلمين لاستعادة دينهم من المتطرفين، والتأكيد على أن الإسلام بريء من التطرف.بدوره، قال وزير خارجية أفغانستان صلاح الدين رباني إن لبلاده باعاً طويلاً في مكافحة الإرهاب ولاتزال تقاتل ببسالة جميع المتطرفين والإرهابيين من طالبان والقاعدة وجماعة الحقاني وحركة تركستان الشرقية وفلولها.وأكد رباني أن أفغانستان عازمة على الانتصار على التطرف بحرب بلا هوادة وإجهاض جميع الخطط والمؤامرات.وأضاف أن طبيعة تهديد الإرهاب تتطلب منهجية دولية لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أنه يجب علينا أن نفي بوعودنا لمضاعفة الجهود لمواجهة خطاب الإرهاب والتطرف وترويج مبادئ الاعتدال والتسامح.واستطرد أن وضع حد للعنف يتصدر أولوياتنا وضحينا بالكثير من مواردنا للتوصل لنتيجة ملموسة، ورغم الاعتداءات أبقينا باب المباحثات مستمراً لممثلي المعارضة، إلا أن القوى الوطنية ستواصل دفاعها عن مواطنيها، قاتلنا بمفردنا وبيد واحدة نيابة عن العالم كله وندعو الراغبين لإعادة التأكيد على الدعم المستمر، الخيار خيارنا والبقاء بهذا المسار لمنع تقويض جميع بلداننا.من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة إن ظاهرة الإرهاب غريبة عن بلد كان مهداً لأقدم الحضارات الإنسانية منذ قرون عدة ما قبل الميلاد.وأوضح أنه منذ مطلع 2011 بدأ الحراك الشعبي في سوريا يطالب بالحرية والتغيير، والذي جوبه باستخدام كافة أنواع الترسانة العسكرية والكيماوية والبراميل المتفجرة لقمع مطالب الشعب، إضافة إلى إطلاق استخبارات الأسد لسراح المجموعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.وبين أن مساري الترسانة العسكرية والكيماوية وتهيئة بيئة حاضنة لتنظيم داعش ساعدا في تدمير الهوية السورية العليا وجعل الهوية التحتية تتناثر وتتنافس فيما بينها، وهو ما وفر بيئة الفوضى التي يستفيد منها النظام والجماعات الإرهابية.ورأى أن السبب الثاني في استمرار التطرف هو عدم توفر الرغبة السياسية للمجتمع الدولي لإيجاد حل جذري تفرض على النظام الحل، إضافة إلى الفشل الإقليمي وفشل الجامعة العربية بإيجاد الحل وفشل مجلس الأمن بوقف القتل.وقال إن البديل لذلك كله هو مشروع وطني يجمع مكونات الشعب السوري وهو ما نسعى لتعزيز قوته من الناحية العرقية والدينية والسياسية والمجتمعية، إلا أنه يواجه بطش النظام وتحدي توفير البيئة الآمنة في المناطق المحررة وكيفية فرض الحوكمة المدنية كبديل عن التطرف.وذكر أن ما يواجهه السوريون الآن هو حركة تحرير ضد احتلال إيراني روسي مزدوج يغذي بيئة الفوضى بقتل مزيد من الأبرياء من الشعب السوري، لافتاً إلى أن احتلال روسيا منذ شهر تسبب في سقوط أكثر من 1400 قتيل كلهم مدنيون، مستهدفاً المستشفيات على وجه الخصوص.وأكد خوجة أن الخروج بالأزمة الخانقة ممكن بدعم حل شامل يعالج بطش النظام وإيقاف العدوان الخارجي المتمثل بالاحتلال الروسي الإيراني والقوة الجاذبة للتطرف والإرهاب، إضافة إلى توفير بيئة آمنة للمدنيين ومناطق خالية من القصف ووقف كامل لإطلاق النار وتفعيل الحل السياسي لاتفاق جنيف، وأن يكون رحيل الأسد شرطاً أساسياً كبداية لهزيمة الإرهاب وخطوة لبدء مصالحة وطنية ووضع البلاد على طريق التحول السلمي إلى مرحلة انتقالية يشارك بها جميع مكونات المجتمع.
هاموند: «داعش» عقدة إرهابية بربرية وبريطانيا تأخرت في الاعتراف بمخاطر التطرف
01 نوفمبر 2015