وزيرة الدفاع الألمانية:كثرت النزاعات وقلت التحالفات القادرة على التحكمالتحالفات الترهيبية تبدو أكثر قوةمكافحة الإرهاب سواء تمثل ذلك في داعش أو غيرهامكافحة الإرهاب على المستوى العسكري والأيديولوجيلسنا بصدد خطة محورية بل إن الجميع يعيش لحظة حازمةالحاجة ماسة لاستراتيجية وشراكة وإرادة سياسية لمواجهة العدووزير الدفاع العراقي:إدارة المصير تصنعها التدابير الجريئة والقرارات الشجاعةإنهاء داعش فرصة لحوارات دفاعية بين جيوش المنطقةقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إنه من المؤسف أن القيادات في سوريا لم تستجب للرؤى العراقية لمواجهة الأزمة والتزمت ما بدا في حينها أنه مصلحة والحقيقة أنه كان وهماً، وجعلت مقتربات علاقتها مع العراق لنسق إقليمي جعل من الساحة العراقية مرتعاً للإرهاب والتطرف وتصدير الفتنة، فيما شددت وزيرة الدفاع الألمانية د.أورسولا فون دير لاين على أهمية محاربة من يغذي الإرهاب عن طريق الاتحاد وتسليط الضوء على رأي واحد وهي الشراكة نحو الالتزام.وأشارت وزيرة الدفاع الألمانية، في مداخلتها في الجلسة الرابعة من حوار المنامة والتي انطلقت تحت عنوان «الصراعات والتحالفات في الشرق الأوسط» حيث أدار الجلسة المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن جون تشيبمان، إلى أنه نعم كثرت النزاعات وقلت التحالفات القادرة على التحكم وبعض التحالفات الترهيبية تبدو أكثر قوة من التحالفات.ونوهت بأنه في أوروبا لا يقفون متفرجين على ما يجري، فقد استهدف الإرهاب بلدانهم أيضاً حيث أنهم أصيبوا بالصدمة لرؤية الجثث على السواحل الأوروبية وازدياد عدد اللاجئين حيث وصل عدد اللاجئين إلى بلادها إلى عشرة آلاف لاجئ يومياً لذا أصبحت هذه النزاعات تخص البلدان الأوروبية أيضاً.وأكدت أنه يجب مكافحة الإرهاب سواء تمثل ذلك في داعش أو غيرها من جماعات إرهابية ليس على المستوى العسكري فقط بل على المستوى الأيديولوجي ومن ثم إرساء الاستقرار في بعض البلدان مثل لبنان وسوريا وهو شرط مسبق لبلوغ المصلحة والمنفعة العامة لشعوب هذه المنطقة.وأضافت أنهم ليسوا بصدد خطة محورية بل إن الجميع يعيش لحظة حازمة فأوروبا بما فيها ألمانيا تواجه ذلك بجهود ديبلوماسية عن طريق دعم المجتمعات كتونس وأفغانستان وذلك بإعطائهم ملاذاً آمناً كما تعمل ألمانيا على استتباب واستقرار الأمن في العراق كما تقوم القوات الألمانية بتأمين سواحل لبنان وأيضاً تقوم بتدريب القوات في صوماليا.وأشارت إلى أن هناك خمس عشرة دولة اجتمعت في فيينا تحت مظلة الأمم المتحدة منوهة بعدم كفاية ذلك بل هناك حاجة ماسة إلى إستراتيجية وشراكة وإرادة سياسية مشتركة ومواجهة عدو واحد من خلال إبراز التضامن مع ملايين البشر ومن خلال توفير المزيد من الدعم للبلدان التي تستقبل اللاجئين مثل الأردن ولبنان وتركيا والعمل على عودتهم سالمين إلى بلدانهم.وأعربت عن تهانيها للبحرين بنجاح منتدى حوار المنامة، مؤكدة أن المؤتمر أعطاها فرصة قيمة لزيارة البحرين والتي اشتهرت عبر العصور بأنها مهد الحضارات العديدة.مقاربات بين العراق وسورياأكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مشاركته في الجلسة على وجود مقاربات بين العراق وسوريا، مضيفاً أنه بإمعان النظر نجد أن الدولتين تعانيان تحديات مشتركة ومخاطر الانهيار والتفتت ومخاطر الإرهاب وداعش.وأشار خالد العبيدي إلى أن التاريخ لا تصنعه الأنظمة بل الشعوب الحية متى ما وجدت ذاتها، وأن إدارة المصير لا تصنعها انشغالات الحال بل التدابير الجريئة والقرارات الشجاعة، وأن السكن بالتاريخ لا يبني ولا يسمن من جوع.وأشار إلى ضرورة التبصر لما يجري في العراق وسوريا من أحداث متداخلة وحروب ممتدة وساحة عمليات واحدة، لافتاً إلى أنه بسبب تداخل التهديدات والأزمات أصبحنا نداري تهديداً بتهديد مقبل ونطمع لرؤية ذروة الأزمة على أمل تسويتها، والعلة في كل ما يجري أننا مازلنا حيارى من إنتاج ذاتنا من جديد والهوية التي نسعى لصيانتها.وذكر أن وحدة البناء الأمني هو امتداد بالضرورة لوحدة البناء الأرضي أو الجغرافي وأي خلل في إدراك معطياته المختلفة سيكون أشبه بلعبة الدومينو، وتمادي حركات النصرة ثم داعش في سوريا هو ذات التمادي في العراق وذاته في ليبيا ومصر وهو ليس بعيد عن كل من يحسب خلاف ذلك.وأضاف «ينبغي علينا أن نلجأ إلى تبني برامج هندسة تاريخية لمجابهة داعش وجعلها أولوية تتجاوز الإدارة الروتينية للأحداث فهي البديل الأنجع الذي يحفظ المنطقة من تداعيات التدخل الخارجي لإدارة مشاغلها الأمنية، موضحاً أنه منذ يونيو 2014 والعراق وسوريا مسرح واحد لتهديد داعش الذي لم توقفه إلا إحداثيات السياسة الدولية على الأرض، فامتداد داعش شرقاً وجنوباً اعترضته شبكة الوجود الدولي وتمدده غرباً اعترضه الوجود الروسي في سوريا.وشدد على أن زلزال داعش إذا ما انهار العراق وسوريا سيضرب المنطقة كلها ولا يمكن أن يندحر إلا عسكرياً في العراق وسوريا وتتبعه آليات فكرية وإعلامية واقتصادية ومجتمعية، في الدولتين أو على مستوى الإقليم الشرق أوسطي ودون ذلك سيبقى الحل مجرد سراب لا رصيد له على أرض الواقع.وأشار إلى أن اعتبار ما يجري في العراق وسوريا نمطاً واحداً في التوصيف السياسي أمر مقلق للغاية فالمعطيات السياسية بين البلدين مختلفة جداً والبناء على فرضية التهميش والإقصاء التي يتردد صداها إقليمياً تجاه العراق سيدعم الجماعات الإرهابية المسلحة عملياً بدلاً من أن يكون حافزاً للاستقرار في العراق.وأكد وزير الدفاع العراقي أن الوضع في سوريا مقلق ولا يملك رصيداً للتوافق السياسي الداخلي من دون إسناد حقيقي إقليمي أو دولي، لافتاً إلى أن القضاء على داعش هي فرصة لبناء حوارات دفاعية بين جيوش المنطقة ومؤسساتها الوطنية من أجل بناء تآلفات إستراتيجية أصبحت ضرورة وليست خياراً.
وزير الدفاع العراقي: سوريا لم تستجب للرؤى العراقية بمواجهة الأزمة
01 نوفمبر 2015