انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الخليجي الخامس لتحسين الإنتاجية وأدوات قياسها، بمشاركة 14 ورقة بحرينية و25 متحدثاً، بهدف دراسة حالة 4 آلاف حالة لشركات بحرينية وخليجية وعالمية من خلال أدوات قياس الإنتاجية بشكل عام من أجل المردود الإيجابي للموظف، ومزيد من النجاح المادي في الإيرادات والأرباح وزيادة مساحة الزبائن، إضافة إلى الرضا التام للزبائن.وأكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله بن خالد آل خليفة أن انطلاق المؤتمر في نسخته الخامسة يأتي كحدث مهم في وقت برزت فيه العديد من التحديات العالمية والإقليمية والتي تؤثر سلباً أو إيجاباً على إنتاجية الموظفين بصفة عامة سواء في القطاع العام أو الخاص وعليه لابد من وجود أدوات وطرق حديثة وعلمية في القطاع العام أو الخاص لقياس الإنتاجية بغض النظر عن موقعنا على وجه الكرة الأرضية.وأوضح، خلال رعايته للمؤتمر، الذي نظمته مجموعة «أورجن»، بحضور 150 مشاركاً من ممثلي القطاع الحكومي والقطاع الخاص، أن هذه الأدوات ساعدت الكثير من المؤسسات العملاقة عالمياً مثل General Electric, Apple, Microsoft وغيرها من المؤسسات العالمية على تطور برامج الإنتاجية الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جودة الإنتاج والأداء البشري بصفة عامة.وأشار إلى أن منطقتنا تشهد في الوقت الراهن نمواً مطرداً على أكثر من صعيد وتحتل تنمية الموارد البشرية العنصر الأهم في عملية التنمية لذا يأتي مثل أهمية هذا المؤتمر مركزاً على عملية الإنتاج وخصوصاً في ضوء وتداخل كثير من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتقنية، وخصوصاً ما تشهده السياحة من تطور مذهل في أدوات التواصل الاجتماعي والهاتف النقال وغيرها ويأتي القطاع الصحي من ضمن أولوياتنا لتحسين الإنتاجية فيه وفي نفس الوقت برامج الجودة وستعتمد استراتيجية تنافسية ونوعية في هذا القطاع لنكون في مصاف الدول المتقدمة.وأعرب عن أمله أن تسارع جميع المؤسسات في هذا القطاع خصوصاً وغيرها من القطاعات في العمل على تحسين منتجاتها وخدماتها ورفع كفاءة إنتاجاتها لتواكب تطلعات الحكومة والمواطنين على حد سواء.وقال وفق المنظمون للمؤتمر الخليج الخاص للإنتاجية هذا العام في اختيار عنوان المؤتمر الذي يركز على أدوات الإنتاجية واستراتيجية المسؤولين من مدراء ورؤساء في القطاعين العام والخاص في حسن استخدام هذه الأدوات وتوجيهها التوجه السليم لتحصيل أكبر عائد ممكن، ومزج ذلك بالتجارب العلمية التي سيطرحها مختلف المتحدثين والمشاركين في هذا المؤتمر.كما أعرب عن شكره للمتحدثين والمشاركين للمؤتمر لما لهم من خبرات طويلة دولية وإقليمية ومحلية متنوعة، مؤكدا ثقته بأن المؤتمر سيحقق النتائج المرجوة منه من خلال ما طلعت عليه شخصياً لأوراق المؤتمر وجلسات العمل والمشاركين فيه.ومن جانبه، أعرب رئيس المؤتمر المدير العام لمجموعة «أورجن» عيسى سيار عن شكره لرعاية الشيخ محمد بن عبدالله للمؤتمر في نسخته الخامسة.وأكد أن الرعاية تجسد حرص على احتضان الفاعليات التي تهدف إلى التطوير والتنمية، مشيراً إلى أن المؤتمر سيسلط الضوء على إن الإنتاجية التي أصبحت في كثير من البلدان المتقدمة اقتصادياً وبعض الدول النامية ثقافة مؤسسية يحتضنها المجتمع بكل مؤسساته.وبين أن هذا ما ينبغي التركيز عليه في الدول الخليجية والمدخل لذلك هو الأسرة والتعليم والتدريب مع أهمية التركيز على توفر مقومات البيئة الحاضنة.وأشار إلى أن المهتمين بشكل عام والاقتصاديين بشكل خاص ينظرون إلى الإنتاجية على أنها المصدر الحقيقي للنمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة في أي بلد، مهما كان نوع النشاط الاقتصادي فيه لأن معدلات نمو الإنتاجية وتحليل عناصرها تعطي نظرة فاحصة للنشاط الاقتصادي، وتكشف نواحي الضعف والقوة في هذا النشاط ولهذا تتسابق الدول المتقدمة اقتصادياً للمحافظة على استمرارية معدلات نمو متزايدة في الإنتاجية بإدخال التحسينات المستمرة في الجوانب التكنولوجية والإدارية والبشرية وذلك للبقاء في دائرة الجذب والمنافسة، وتمكنت العديد من تلك الدول عن هذه الطريق من تحقيق تقدم صناعي كبير مكنها من السيطرة والتحكم في الاقتصاد العالمي.ونوه إلى أن اليابان استخدمت الإنتاجية كوسيلة فعالة لإصلاح اقتصادها الذي تدمر كليا خلال الحرب العالمية الثانية، واستطاعت بفضل رفع معدلات الإنتاجية من النهوض ثانية بعد أن حققت معدلات نمو عالية في الإنتاجية، مردفاً لقد أخذت بعض دول جنوب شرق آسيا كسنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا بتجربة اليابان القريبة منها، فركزت الجهود الكبيرة من أجل نوعية مجتمعاتها بأهمية تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، فوضعت لذلك السياسات والبرنامج الوطنية لتحقيق أهدافها.وأضاف أن استمرارية تحسين الإنتاجية تتطلب التعود على الأساليب الكفؤة لأداء العمل في جميع نشاطات المجتمع، وهذا يعني إدخال تغييرات تربوية واجتماعية وسلوكية في المجتمع تؤدي إلى إيجاد مجتمع متطور الأنشطة، ولذلك أخذت بعض الدول النامية ومنها دول الخليج العربي من تجارب بعض الدول الآسيوية، ومنها سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية « نمو آسيا « بعض الأساليب والمبادئ التي استندت إليها تلك الدول في السياسات والبرامج الوطنية للإنتاجية وحققت نتائج إيجابية، ولكنها في تقديري مازالت متواضعة قياساً بتلك الدول، ولعل أهم الأسباب هو ضعف الثقافة المؤسسية المجتمعية فيما يتعلق بمفهوم الإنتاجية بشكل عام، بالإضافة إلى غياب الأنظمة الحاضنة لتطبيقات الإنتاجية، ولذلك فالمؤتمر سيرد على العديد من التساؤلات، ومنها الفرق بين الإنتاجية والإنتاج، ولماذا علينا الاهتمام بها وتحسينها وقياسها، وما هي أدوات قياسها، وما هي انعكاسات قياسها على الفرد والمجتمع وأهمية تحسينها؟.واستعرض سيار بعد ذلك مصطلحات الإنتاجية وتعريفها، وقياس وتحليل وتقيم وتخطيط وتحسين الإنتاجية وفوائد قياس الإنتاجية، مؤكداً أن المؤتمر سيخلص إلى نتائج مهمة في هذا الجانب المهم في تطوير الإنتاجية للفرد والمجتمع.وعلى جانب متصل، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة أورجن أحمد البناء أن الإنتاجية عامل مهم جداً في الوقت الحالي في ظل العديد من التحديات التي نمر بها.وأكد أن البحرين كدولة سعت في ظل هذه التحديات إلى اتخاذ العديد من الإجراءات، ومنها تكوين حكومة مصغرة هدفها ترشيد الإنفاق ولكن مع وضع الإنتاجية من جهة ثانية مع التركيز في عملها على التنمية البشرية وعند مستوى عال من الإنتاجية وقدرة على الأداء، وكانت نتائجها الناجحة واضحة المعالم، مبيناً أن مؤتمر الإنتاجية في نسخته الخامسة مع شعار عنوانه جاء لطرح موضوعات تعيشها البحرين والعالم بالمرحلة الحالية.وأشار إلى أن المؤتمر يشارك به 25 متحدثاً، ويستمر ليومين وستطرح خلاله 18 ورقة عمل منها 14 ورقة بحرينية، وسيتم خلاله استعراض «لدراسة الحالة» لمجموعة من الحالات، وستكون هناك 4 ورش عمل تتحدث احدها عن «الهندسة القيمية» والتي أكد استخدامها في دول عديدة بالعالم على التطور والنجاح واستطاعت من خلال هذه «الهندسة» تبوء مراكز متقدمة، مشيراً إلى أن المؤتمر سيستعرض لـ4000 شركة بحرينية وخليجية وعالمية كنوع من حالات للدراسة.ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة بن هندي، عبدالعزيز بن هندي المتحدث الأول في المؤتمر أثر قياس الإنتاجية في تحسين المنتج وتحقيق الربحية في كافة الجوانب.وشدد على أنهم كشركة عائلية بحرينية تسعى لتحقيق التوسع والنجاح والانتشار أنها تستخدم أدوات قياس الإنتاجية بشكل عام وجذري من أجل المردود المادي الإيجابي للعاملين في الشركة، ومن أجل تحقيق الأرباح مع خدمة متميزة وراقية للزبائن.وأشار بن هندي إلى أن الشركة التي بدأت عملها منذ أكثر من 50 عاماً أي في عام 1965 ولحد الآن، بدأت بـ10 موظفين، ووصل العدد إلى 700 موظف، واستطاعت التوسع ومد نشاطها ليشمل بلدنا البحرين والمملكة العربية السعودية تستخدم ومنذ انطلاق عملها الأساليب العملية والعلمية لقياس الإنتاجية وأدوات قياس الإنتاجية، ساعية إلى تقديم أفضل خدمة للزبون للحصول على رضاه لتكون شركتنا الاختيار الأول والأفضل لزبائنها، مشيراً إلى أن نسبة السيدات العاملات في الشركة زادت عن 10%، موضحاً أن الاهتمام ببيئة العمل والعاملين وكل صغيرة وكبيرة تتعلق بزيادة الإنتاجية والتطور والتوسع تضعها شركة بن هندي ضمن استراتيجيتها.وانطلقت جلسات عمل المؤتمر بجلستين وورشة عمل في عناوين تتمحور حول بطاقة الأداء المتوازن والإنتاجية «دراسة حالة» والتميز في عمليات الحوكمة لتحسين الإنتاجية، وتطبيقات عملية في استخدام الأدوات لتحسين الإنتاجية وورش عمل تخصصية حول كيفية تطبيق أدوات قياس الإنتاجية وقياس الجودة، ودور أدوات قياس الإنتاجية في تحسين المنتج، بينما سيقدم المؤتمر في يومية الثاني والأخير العديد من الجلسات ودراسة الحالة والورش التخصصية.