كتبت - زهراء حبيب:قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى أمس بالسجن المؤبد مع النفاذ لزوجة لاعب الكريكيت والتي قتلته عمداً مع سبق الإصرار بطعنه بالسكين وتسببت له بـ74 إصابة قطعية وطعنية، وتركته عارياً ينزف حتى الموت، ثم ادعت انتحاره، كما قضت بمصادرة سلاح الجريمة والإبعاد النهائي بعد تنفيذ الحكم. وانهارت المدانة بالبكاء بعد سماع نطق المحكمة بالسجن المؤبد، لحين إخراجها من المحكمة للرجوع لمحبسها. وحاولت المتهمة التخلص من زوجها بعد أن ارتبطت بعلاقة غرامية مع رجل من جنسيتها أثناء تواجدها بموطنها وبناء منزل العمر هناك، وكان الزوج ادخر المبالغ لبناء منزل الأسرة بموطنه، وتواجدت الزوجة للإشراف على عملية تشييده لكنها دخلت بعلاقة عاطفية مع شخص آخر، وعندما علم الزوج طلب رجوعها على الفور. وبعد أن تراكمت الديون على الزوج انتقل من السكن في شقة في البحرين إلى غرفة، وبدأت الزوجة باختلاق الخلافات بينها وبين زوجها، حتى يوم الواقعة، عندما طعنت وجرحت المجني عليه عدة طعنات وجرحت رقبته بالسكين حتى أردته قتيلاً، وجرحت نفسها لتدعي بأنه حاول الانتحار وهي كانت تمنعه. واتصلت بشقيق الزوج لتخبره بأن شقيقه انتحر بعد مرضه لمدة 5 أيام، إثر تناولة لطعام فاسد، واستيقظ وهو يطعن نفسه.بينما كشفت ابنة القتيل طفلة «5 سنوات» أن القاتلة هي الأم وأنها شاهدت والدها عارياً ويتقيأ دماً، ويكرر جملة لوالدتها «لماذا فعلت ذلك» وأن والدتها كانت تحمل سكيناً بيدها، وجلست فوق والدها وبيدها السكين وسمعت طلب والدها من أمها التوقف عن فعلها لكنها جرحته في رقبته مرتين. وقالت إن والدها حاول مسك السكين لكنها استطاعت انتزاعها منه ورمته على الأرض، عندها بدأ صوت والدها يخفت وهو ينزف من صدره ورقبته، والدم بكل مكان.وتعود وقائع القضية إلى تقديم المتهمة بلاغاً مفاده بأنها وحال استيقاظها من النوم شاهدت زوجها وهو يقوم بطعن نفسه بواسطة سكين عازماً على الانتحار وقد حاولت منعه إلا أنها لم تفلح في ذلك مما أدى إلى وفاته، ونظراً لغموض الواقعة وعدم معقولية ما جاء في البلاغ من أقوال، فقد انتدبت النيابة الطبيب الشرعي للكشف على الجثة وبيان سبب الوفاة تحديداً، وقد انتهى الطبيب الشرعي بتقريره وبعد إجراء الكشف الطبي وتشريح جثة المجني عليه بوجود حوالي 74 إصابة قطعية وطعنية وخدوش وعضة آدمية بمواضع متفرقة بالجثة بما يشير إلى قتله عمداً وفقاً لتنوع تلك الإصابات وتعددها ومواضعها التي لا تتفق وحالات الانتحار المتعارف عليها، وقد أسفرت التحقيقات وبعد سؤال الأبناء الصغار عن أنهما شاهدا والدتهما المتهمة وهي تحمل سكيناً في يدها بينما كان والدهما المجني عليه ملقى على ظهره عارياً من الملابس ويخرج الدم من فمه ويتوسل إلى المتهمة أن تتركه، بيد أنها قامت بجرحه في مقدمة عنقه بواسطة ذلك السكين ثم ألقت به على الأرض، وقد عززت تلك الأٌدلة ما كشفت عنه التحريات من وجود خلافات بين المتهمة وزوجها المجني عليه، لارتباطها بعلاقة غرامية بأحد الأشخاص من ذات جنسيتها، ولرغبتها في التخلص من زوجها المجني عليه والسفر إلى عشيقها، وقد ثبت فنياً بفحص أداة الجريمة «السكين» وجود خلايا بشرية مصدرها المتهمة، كما ثبت بإجراء الكشف عليها قيام المتهمة بإحداث إصابات افتعالية بجسدها والتي زعمت أنها نتيجة اشتباكها بزوجها لمنعه من الانتحار.فوجهت لها النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وأمرت بإحالتها محبوسة إلى المحكمة الكبرى الجنائية الأولى لمحاكمتها بتاريخ 13/10/2014 وأنه بعد تداولها خلال عدة جلسات وتقديمها دفاعها وانتهاء المرافعة تم حجزها للحكم وبناء عليه فقد قضت المحكمة بجلسة أمس الموافق 11/05/ 2015 وبعد اطمئنانها إلى أدلة الثبوت في الدعوى بمعاقبتها بالسجن المؤبد عما أسند إليها وأمرت بمصادرة السكين المضبوط وبإبعادها عن البلاد نهائياً عقب تنفيذ العقوبة المقضي بها.