عواصم - (الجزيرة نت): تتجه التحليلات بشأن حادثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء - التي صدرت عن خبراء ومحللين وقادة سياسيين - إلى ترجيح فرضية حدوث تفجير ناجم عن وجود قنبلة تم زرعها على متن الطائرة قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ.ومما يجعل هذه الفرضية هي الأقرب للقبول دون غيرها، ما تداولته وسائل الإعلام بشأن الحادثة منذ الإعلان عن سقوط الطائرة، حيث استبعدت غالبية التحليلات - ومن بينها ما صدر عن المسؤولين الروس وعن الشركة المالكة للطائرة - سقوط الطائرة بسبب عطل فني أو بشري، نظراً لحالة الطائرة ولمناسبة الأحوال الجوية للطيران في ذلك الوقت.جاء بعد ذلك تبني تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي إسقاط الطائرة الذي وجه أنظار المحللين بقوة لترجيح نظرية العمل «الإرهابي» المتعمد في إسقاط الطائرة، وصدرت تصريحات واضحة من قبل السلطات الروسية، أنها لا تستبعد أي فرضية في تحطم الطائرة، بما فيها العمل الإرهابي.وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الإثنين الماضي إنه «ليس هناك مبرر بعد لاستبعاد أي نظرية»، وذلك في معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كان عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة؟كما نقلت وسائل إعلام روسية عن الشركة المالكة للطائرة نفيها وقوع عطل فني بأجهزة الطائرة المنكوبة، ورجحت تعرضها لـ»تأثير خارجي»، وقالت إنه من المستحيل أن تكون الطائرة قد انشطرت في الجو نتيجة لخلل فني أو خطأ بشري.وأمس الأول، شكل منعطفاً جديداً في الحادثة، بدأ بتجديد تنظيم الدولة في تسجيل جديد بث على مواقعه تحت عنوان «نحن من أسقطها فموتوا بغيظكم» مسؤوليته عن إسقاط الطائرة، حيث قال المتحدث في التسجيل إنهم ليسوا مجبرين على الكشف عن الطريقة التي تم بها إسقاط الطائرة.وتحدى المتحدث في التسجيل أن تثبت نتائج التحقيقات في سقوط الطائرة، وتحليل صندوقيها الأسودين وحطامها عدم صحة كلامه، مشدداً على أن التنظيم سيفصح عن آلية إسقاط الطائرة في الوقت المناسب الذي يحدده، وبالشكل الذي يراه مناسباً.تلا ذلك حديث مصادر أمنية أمريكية وأوروبية عن أدلة تشير إلى أن قنبلة زرعها «داعش» هي السبب على الأرجح في تحطم الطائرة.ونقلت شبكتا «سي إن إن» و»إن بي سي» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن تحطم الطائرة قد نجم عن تفجير عبوة ناسفة زرعها «داعش»، أو إحدى الجماعات المرتبطة به على متن الطائرة قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ.من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند - بعد اجتماع للجنة الأزمات التابعة للحكومة برئاسة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون - إنهم خلصوا إلى أن هناك احتمالاً كبيراً بأن التحطم نجم عن عبوة ناسفة على متن الطائرة.وقبل ذلك أكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان أنه «مع تكشف المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أسقطت بعبوة ناسفة».وفي تقرير لها تحت عنوان «كيف يمكن لقنبلة أن تسقط الطائرة الروسية في سيناء؟» ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن إدخال قنبلة إلى الطائرة صعب للغاية، وهناك شكوك كبيرة في قدرة أتباع «داعش» التنسيق لإنجاز مثل هذه المهمة.كما استبعد التقرير أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ، لأنها كانت تطير على ارتفاع أعلى مما يمكن أن تصل إليه الصواريخ التي يملكها «داعش».وعادت الصحيفة مرة أخرى إلى فرضية زرع قنبلة على متن الطائرة، فنقلت عن خبير في أمن سيناء أنه إذا صح أن قنبلة قد سربت إلى داخل الطائرة، من المرجح أن يكون ذلك قد تم بواسطة شخص في الأرض استغل ثغرة في أمن المطار، أكثر من أن يكون راكباً نجح في تمريرها على المسؤولين عن الأمن.وأضاف زاك غولد أنه إذا كانت قنبلة، أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإدخالها إلى الطائرة أن تكون عبر عامل بالمطار، أو موظف يقوم بإدخالها بنفسه، أو أي شخص آخر ينجح في التسلل إلى داخل المطار.ولفت غولد إلى أن هذه الطائرة مستأجرة تقل روسا و3 أوكرانيين. ولكي يحمل أحد هؤلاء الركاب قنبلة، يجب أن تكون هناك قدرة للتنظيم على تجنيد «متطوع للاستشهاد» من الروس أو الأوكرانيين أو قدرة متطورة لتزوير جواز سفر روسي أو إعطاء أو بيع قنبلة لشخص بعلم أنها ستدخل الطائرة.لكن الصحيفة عادت لتقول، إن مطار شرم الشيخ صغير نسبياً، وهناك أربع أو خمس مراحل للتفتيش الأمني به ومن الصعب جداً وضع قنبلة بداخل الطائرة، ويقوم على خدمة جمهور غالبيته من السياح، الذين يأتون في مجموعات من بريطانيا وألمانيا وروسيا ودول أوروبا الشرقية الأخرى.وأضافت رغم ذلك، فقد وضعت قوات الأمن بمطار شرم الشيخ تحت التدقيق الأمني المشدد، بعد أن قالت الحكومة البريطانية إن قنبلة ربما تكون هي السبب في إسقاط الطائرة الروسية.لكنها أشارت إلى أنه سبق لأمن المطار أن تم اختباره من قبل حكومات غربية عام 2014 عقب الهجوم بقنبلة على حافلة سياح من كوريا الجنوبية، كما إن الحكومة البريطانية أجرت فحصا أمنياً آخر هذا العام.وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا صدق إعلان «داعش» مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية، ستكون هذه هي المرة الأولى لعملية للتنظيم في مجال الطيران.