كتبت ـ مرام بوكمال:"الكثير من الموهوبين الذين لا يحصلون على فرصة من أجل دعم مشاريعهم”، بهذه الكلمات ابتدرت المخترعة الموهوبة زينب الأنصاري (25 عاماً) حديثها حول التحديات التي تواجه الموهوبين، وتجربتها في اختراع كرسي متحرك يعمل بالصوت والريموت كنترول، وتشير إلى أن من التحديات التي تواجه الموهوبين تسجيل براءة الاختراع، "أحياناً ليس هناك من يضمن لك حقك في الاختراع كونه قد يسرق أو ينسب لشخص آخر وتصبح غير قادر في بعض الأحيان على المطالبة به”.وحصلت زينب الأنصاري، بكالوريوس هندسة المعلومات، على المركز الثالث باختراعها كأفضل بحث علمي في أبوظبي، ونالت الميدالية البرونزية للاختراعات في دولة الكويت، وكرمها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المؤسسة الخيرية الملكية، إضافة إلى فوزها بجائزة أصغر مخترعة لعام 2013 من نادي المنامة روتاري، كما حصلت على جائزة الرالي الإعلامي والذي كان تحت رعاية سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.- كيف جاءت فكرة مشروع الاختراع؟بداية جاءت فكرة المشروع من مشروع التخرج الجامعي وبدأ اهتمامي به منذ بداية دخولي الجامعة حيث كان لي حب معرفة ظهور الإلكترونيات أولاً بأول، وبعدها طلب منا عمل مشروع تخرج يختص بالروبوتات التي تعود بالنفع على المجتمع، كنت في حيرة من أمري وكان عقلي يجول بين لعبة للأطفال أو روبوت متحرك من هنا جاءت الفكرة بكرسي متحرك يتحرك بالصوت والريموت كنترول يعين المعاقين وكبار السن من التحرك عبر الكرسي بالصوت أو الريموت حسب رغبتهم.- هل هناك من ساندك في عمل المشروع؟نعم، كان لأمي دور كبير في تشجيعي ساعدتني وشدت على يدي من قبل بداية مشروعي ووفرت لي الإمكانيات المادية لشراء الأدوات المستخدمة في صناعة هذا الاختراع، فلأمي فضل عظيم علي فلولاها لم أصل لما أنا عليه الآن.- ماهي الأسباب التي قادتك لاختراع كرسي يعمل بالصوت؟بسبب وجود فئة من المجتمع التي تعاني من الشلل الرباعي والبعض من الفئة التي فقدت الأيدي فلا يستطيعون تحريك الكرسي المتوفر باليد أو بالريموت كنترول فيكون هذا كحل أوسط لهم عبر استخدام تقنية التحكم بالصوت من خلال تحديد صوت صاحب الجهاز والقيام بما يأمر، هذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني لإنقاذ هؤلاء الناس.- ماهي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟الحياة مليئة بالصعوبات وصعوباتي لاتقف دون إبداعي، حيث هناك الكثير من الصعوبات التي واجهتني خصيصاً في الحصول على القطع الصغيرة الموجودة خارج البلاد مثل الفويس كونترول وقطعة الصوت واحتراقها عند شرائها، إضافة إلى ارتفاع أسعار هذه القطع إلى جانب العديد من المشاكل التي واجهتني في البرمجة وغيرها ولكن بفضل الله وتعبي واصلت الصنع والعمل ساعات طويلة وأياماً وشهوراً حتى خرج هذا الكرسي المتحرك بجهدي ودون مساعدة الغير.- ماذا يمكن أن يضيف هذا الاختراع برأيك؟ سيساهم هذا الجهاز في تحسين التكنولوجيا من أجل حياة أفضل وأسهل للأشخاص ذوي الإعاقة أو حتى كبار السن في مختلف الأماكن سواء في المستشفيات أو المدارس أو العمل أو حتى في مراكز التسوق واستقلاليتهم في الحركة براحة واطمئنان كما يمكن لهذا المشروع أن يفيد موظفي المستشفيات في توفير الوقت بالقيام بأعمال أخرى عوضاً عن الانشغال بتحريك أصحاب الكراسي المتحركة وحتى التخفيف على أسر المعاقين فهو جهاز مساعد وصديق للبيئة ليس به جوانب وآثار سلبية، إذ لاتوجد به أسلاك أو أدوات خطرة وضارة. والأجمل أنه لا يسبب ضرراً على النظام البيئي ويمكن إعادة تدوير أجزائه كافة، ويؤمن سلامة مستخدمه.- ما الذي دفعك لاختراع يهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟شعرت أنه يجب أن يكون هناك من يهتم بشكل أكبر لذوي هذه الفئة فهم يحتاجون إلى عناية ومساعدة مكثفة من جهتنا، إضافة إلى أنني لا أسعى إلى الحصول على المال بل أسعى إلى كسب الحسنات.- كم هي المدة التي استغرقتها في تنفيذ المشروع؟استغرقت المدة لتنفيذ المشروع بعد أن وجدت الموافقة من إدارة الجامعة أي بداية العمل حتى الاختراع 8 شهور.- ماهي الأدوات التي قمت باستخدامها في المشروع؟استخدمت العديد من الأدوات منها ريموت التلفازwhite board ،motherboard أسلاك للتوصيلات الكهربائية، قطعة للصوت اسمها voice recognition capacitors, resistor كرسي.- ما هي الكتب والمصادر التي لجأت إليها أثناء مرحلة الاختراع؟بحثت في تفاصيل العمل وعن الأدوات التي سوف أحتاجها وكيف يمكنها أن تتحقق، قد قمت بشراء كتب تتعلق بالـMicro Controller كيفية البرمجة بالإضافة إلى التصفح والبحث في مواقع الشبكة العنكبوتية ومنها موقع Parallax.- هل كانت لك مشاركات محلية ودولية تخص هذا الاختراع؟نعم، قد قمت بالمشاركة في مسابقة الهوية للابتكار والإبداع في أبوظبي، كما شاركت في معرض الشرق الأوسط السابع للاختراعات في دولة الكويت.- ما هي الجوائز التي حصلت عليها؟حصلت على المركز الثالث كأفضل بحث علمي في أبوظبي وعلى الميدالية البرونزية للاختراعات في دولة الكويت، كما كُرمت من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المؤسسة الخيرية الملكية وبالإضافة إلى جائزة أصغر مخترعة لعام 2013 من Rotary Club of Manama، كما حصلت على جائزة الرالي الإعلامي والذي كان تحت رعاية سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.- هل هناك اختراعات خليجية مثيلة للكرسي؟لا، لايوجد وهذا هو السبب الذي دفعني للقيام به.- برأيك ما المعوقات التي قد تواجه المخترعين بشكل عام؟التسجيل لبراءة الاختراع، فأحياناً ليس هناك من يضمن لك حقك في الاختراع كونه قد يُسرق أو ينسب لشخص آخر وتصبح غير قادر في بعض الأحيان بالمطالبة به، بالإضافة إلى الحاجة إلى الدعم من بعض الشركات حيث هناك الكثير من الموهوبين الذين لن يستطيعوا الحصول على فرصة لدعم مشاريعهم.- هل هناك جهة معينة تطمحين بأن تقوم بدعم المشاريع الشبابية للابتكارات؟نعم، أتمنى ذلك من مؤسسة الشباب والرياضة بدعم جميع الاختراعات والابتكارات الشبابية.-هل هناك معارض سوف تقومين بالمشاركة فيها؟في الوقت الحالي لاتوجد معارض، لكني راغبة في الاشتراك في أي معارض قادمة في بداية السنة الجديدة لعام 2016.- ماهي طموحاتك للمستقبل القريب والبعيد؟آمالي وطموحاتي كثيرة ولكن طموحي الحالي هو الحصول على براءة اختراع وفتح شركة لبيع كرسي بالصوت والريموت كنترول وأن يعرض الجهاز على أحد من أصحاب الإعاقات الحركية فإني أود أن يكون لهم كمفاجأة عند رؤيتهم له وتجريبه، إضافة إلى مواصلة دراسة الماجستير في الهندسة الإدارية والعمل على افتتاح مشروع تجاري خاص بي، أما بالنسبة للمستقبل البعيد فإني أفكر في اختراعات جديدة وذلك عمل كرسي آخر لإعاقة الصم والبكم يكون بحركة اليدين وبلغتهم واختراعات أخرى تفيد المجتمع بإذن الله.- نهاية.. كلمة أخيرة أو رسالة توجهينها لمن يريد أو يفكر بالاختراع؟أود أن أقدم شكراً خاصاً لله الذي وفقني ثم إلى والدتي وجميع من ساندني وشجعني وأخذ بيدي، وأود أن أقول لمن يفكر بالاختراع لا تستهن بأي فكرة تخطر على بالك فمجرد فكرة بسيطة بالإصرار والعزيمة والبحث توصلك للنجاح.ليس هناك شيء اسمه مستحيل وفكر دائماً خارج الصندوق.