الملك محمد السادس: ثروات الصحراء المغربية لصالح سكانهاحريصون على تمكين أبناء الصحراء المغربية لتدبير شؤونهم في النهوض بتنمية المنطقةلا نرفع شعارات فارغة ولا نبيع الأوهام بل نقدم الالتزامات وننفذها على أرض الواقعالمغرب وعد بتمكين سكان أقاليمه الجنوبية من تدبير شؤونهم المحلية وها هم يختارون ممثليهموعدنا بتطبيق الجهوية المتقدمة وهي اليوم حقيقة على أرض الواقع بمؤسساتها واختصاصاتهاالمسيرة الخضراء عبرت عن إرادة غير عادية لشعب متحد بأكمله وراء ملكهالمسيرة إنجاز كبير على المستوى التنظيمي واللوجستيكتب - وليد صبري:في الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء بالمملكة المغربية، تمضي البلاد قدماً متسلحة بالتنمية، بينما شكلت تلك المسيرة على جميع المستويات نموذجاً فريداً في سجلات تاريخ الأمم، وتعبيراً عن إرادة غير عادية لشعب متحد بأكمله وراء ملكه، في الوقت الذي أطلق فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس في مدينة العيون كبرى محافظات الصحراء المغربية عدداً من مشاريع التنمية بقيمة 77 مليار درهم «7.7 مليار دولار». ويسعى المغرب جاهداً إلى حل قضية الصحراء بدعم وتأييد عالمي بما يضمن حق المغرب في سيادته على أراضيه، والتي استعادها من المحتل الإسباني ضمن المسيرة الخضراء التي شكلت الحدث قبل 40 عاماً، والتي أشاد بها الخبراء والمحللون، حينما لبى أكثر من نصف مليون مغربي، في 6 نوفمبر 1975، نداء العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، رحمه الله، في «مسيرة خضراء» إلى الصحراء المغربية «لاستعادة الأقاليم الصحراوية» من المستعمر الإسباني.من جهته، قال الكاتب والمحلل اللبناني خيرالله خيرالله، إنه «في مثل هذه الأيام قبل 40 عاماً، أطلق الملك الحسن الثاني، رحمه الله، «المسيرة الخضراء»، التي استهدفت استرجاع الصحراء المغربية إثر جلاء الاستعمار الإسباني عنها، وبعد 40 عاماً، يتبين أن الملك الحسن الثاني رحمه الله لم يكن يحافظ على مصالح المغرب وحقوقه الوطنية وأمنه فحسب، بل حافظ أيضاً على الأمن الإقليمي، كما حافظ عملياً على أمن كل دولة من دول المنطقة».وشدد على أن «الخطوة المغربية، خطوة من أجل الاستقرار على الصعيد الإقليمي بهدف حماية دول شمال أفريقيا من الإرهاب والتطرف وقيام بؤر للإرهاب».في السياق ذاته، قال الباحث عبدالمجيد بلغزال إن «الاستثمارات في الصحراء المغربية تساهم في تنمية المنطقة، حتى تكون مؤهلة للحكم الذاتي».وفيما يحيي المغاربة الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء، يبدو أن فرص المغرب نحو كسب قضيته أمام العالم وافرة، وأن المسيرة التي انطلقت في 6 نوفمبر 1975، تصل إلى غايتها باعتراف العالم أن الأقاليم الجنوبية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي. وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل الأمريكي بيتر فام إن «المسيرة الخضراء تشكل على جميع المستويات، نموذجاً فريداً في سجلات تاريخ الأمم، وتعبيراً عن إرادة غير عادية لشعب بأكمله متحد وراء ملكه». ويجد الخبراء في النجاح المستمر لقضية الصحراء المغربية، إنجازاً كبيراً للمسيرة الخضراء على المستوى التنظيمي واللوجستي. وقد أطلق العاهل المغربي في مدينة العيون كبرى محافظات الصحراء المغربية عدداً من مشاريع التنمية بقيمة 77 مليار درهم «7.7 مليار دولار». وقالت وكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء إن الاتفاقات تدخل ضمن خطة أطلق عليها «النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية». وذكرت الحكومة المغربية أن هذا «النموذج يتمحور حول 3 أهداف رئيسة هي حماية الثروات المائية والبحرية والنهوض بالطاقات المتجددة وحماية الأنظمة الطبيعية والتنوع البيئي وتقوية شبكات الربط بين الأقاليم الجنوبية وباقي مدن وأقاليم المملكة وكذا مع باقي العالم». وحضر حفل توقيع اتفاقات المشاريع الاستثمارية الذي نقل التلفزيون وقائعه جميع أعضاء الحكومة المغربية ورؤساء ومسؤولو المدن والأقاليم في الصحراء المغربية. وتم إعلان المشاريع في الذكرى الأربعين لـ»المسيرة الخضراء» التي لبى خلالها أكثر من نصف مليون مغربي نداء العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، رحمه الله، وساروا في اتجاه الصحراء المغربية لاستعادتها من المستعمر الإسباني. وتندرج 5 اتفاقات تم توقيعها في «مشروع تنمية الأقاليم الجنوبية - الصحراء المغربية» للمغرب والذي اقترحه في نوفمبر 2012 المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يقدم الاستشارات إلى الحكومة ومجلسي النواب والمستشارين في ميادين الاقتصاد والمجتمع والثقافة والتنمية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير الاقتصاد والمالية المغربي محمد بوسعيد قوله إن الاتفاقات الموقعة تمثل جزءاً من تنفيذ مخطط تنمية الصحراء، وأبرز ما تتضمنه «إنشاء المركز الاستشفائي الجامعي للعيون «كبرى محافظات الصحراء»، وإنشاء مشروع تكنوبول «مجمع اقتصادي» بمنقطة فم الواد، والنهوض بالثقافة الحسانية «ثقافة أهل أصحراء»». وأعلنت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب «اتحاد رجال الأعمال» مريم بن صالح مبادرة بقيمة 5.4 مليار درهم «500 مليون يورو» لإنجاز 59 مشروعاً في مختلف القطاعات «الطاقة والعقارات والتجارة والخدمات والنقل والتربية والصحة»، و»هو ما سيمكن من تأمين 10 آلاف و300» فرصة عمل. وتحدث وزير التجهيز والنقل عزيز رباح عن مشاريع في البنية التحتية الطرقية على طول 1055 كلم على مدى 6 سنوات بقيمة 8.5 مليار درهم «نحو 800 مليون يورو». وفي قطاع الزراعة تحدث وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش عن مشروعين زراعيين بنحو 140 مليون يورو. وفي مجال الصحة، قال وزير الصحة الحسين الوردي إنه سيتم إنشاء مركز استشفائي جامعي بمدينة العيون بقيمة 1.2 مليار درهم «112 مليون يورو». ووجه العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء، انتقادات لاذعة إلى الجزائر بشأن الصحراء المغربية مؤكداً في الوقت ذاته استثمار عائدات المنطقة لصالح سكانها.في السياق ذاته، قال العاهل المغربي «نؤكد مواصلة استثمار عائدات الثروات الطبيعية لفائدة سكان المنطقة، في إطار التشاور والتنسيق معهم».ولفت عاهل المغرب إلى حرصه على تمكين أبناء الصحراء «من الوسائل اللازمة لتدبير شؤونهم وإبراز قدراتهم في النهوض بتنمية المنطقة». وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إن تنمية المناطق «تلبي احتياجات السكان (...) لتحمل مسؤولياتهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم وجذب الاستثمارات وإيجاد وظائف بما يمنح الأمل للشبان». وأضاف أن كل هذا «يشكل استعداداً لحكم ذاتي موسع» في الصحراء المغربية في إشارة إلى اقتراح قدمه المغرب عام 2007. وأعلن الملك مجموعة من المشاريع «كالمشروع الكبير لتحلية ماء البحر بالداخلة «أقصى جنوب الصحراء»، وإقامة وحدات ومناطق صناعية بالعيون والمرسى وبوجدور». وفي مجال البنى التحتية، أوضح الملك أنه «ستتم تقوية الشبكة الطرقية بالمنطقة بإنجاز طريق مزدوج، بالمواصفات الدولية، بين تيزنيت جنوب المغرب والعيون والداخلة أقصى جنوب الصحراء» بطول أكثر من ألف كيلومتر. ودعا الحكومة إلى التفكير في إقامة محور للنقل الجوي انطلاقاً من الصحراء المغربية نحو أفريقيا. كما تحدث عن عزم المغرب «بناء الميناء الأطلسي الكبير لمدينة الداخلة وإنجاز مشاريع كبرى لطاقة الشمس والرياح». واعتبر أن ما يهمه «هو صيانة كرامة أبناء الصحراء وخصوصاً الأجيال الصاعدة وتعميق حبهم وارتباطهم بوطنهم». وأعلن كذلك «إحداث صندوق للتنمية الاقتصادية مهمته تطوير النسيج الاقتصادي، ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي، وتوفير الدخل وفرص الشغل وخصوصاً لفائدة الشباب» في الصحراء.وقال العاهل المغربي في خطاب وجهه من العيون «إننا نوجه رسالة إلى العالم نحن لا نرفع شعارات فارغة ولا نبيع الأوهام كما يفعل الآخرون بل نقدم الالتزامات ونقوم بالوفاء بها وبتنفيذها على أرض الواقع». وأضاف «فالمغرب وعد بتطبيق الجهوية المتقدمة وهي اليوم حقيقة على أرض الواقع بمؤسساتها واختصاصاتها والمغرب وعد بالديمقراطية وبتمكين سكان أقاليمه الجنوبية من تدبير شؤونهم المحلية وها هم اليوم يختارون ممثليهم ويشاركون في المؤسسات المحلية بكل حرية ومسؤولية». من جهة أخرى، تساءل الملك عن مصير المساعدات الإنسانية للصحراء المغربية. وقال «أين ذهبت مئات الملايين من اليوروهات التي تقدم كمساعدات إنسانية وتتجاوز 60 مليون يورو سنوياً، دون احتساب الملايين المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين؟». وأضاف «كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات وحسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأمريكا اللاتينية؟». من ناحية أخرى، أصدر الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء عفواً على 4215 سجيناً من بينهم 37 محكوماً في قضايا متعلقة «بالإرهاب» و218 سجيناً من الصحراء المغربية.
4 عقود على المسيرة الخضراء بالمغرب.. نموذج فريد بتاريخ الأمم
09 نوفمبر 2015