تنطلق، غداً الأربعاء، أعمال المنتدى الخليجي للإعلام السياسي في دورته الثالثة تحت شعار «الإعلام والسلم الأهلي»، بمشاركة نُخبة من رجال الفكر والسياسة والإعلام الخليجيين والعرب، تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، وبهدف البحث في سبل تعزيز الخطاب المنفتح بين أبناء المجتمع في الإعلام السياسي الخليجي، وترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر ونبذ التعصب.وأوضح مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية نبيل الحمر أن المنتدى الخليجي للإعلام السياسي أصبح يشكّل منبراً خليجياً للبحث في تطوير الإعلام الخليجي وتعزيز ثقافة الديمقراطية.وقال إن تنظيم المنتدى سنوياً في البحرين يجسد ما توليه القيادة في المملكة من اهتمام بتعزيز دور الإعلام وجعله أكثر إسهاماً في الحفاظ على المكتسبات التنموية والديمقراطية التي تحققت لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.وعبّر الحمر عن امتنانه لنائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة على رعايته للمنتدى، والتي شكّلت منذ انطلاقة المنتدى في دورته الأولى عاملاً جوهرياً فيما حققه المنتدى من مكانة على المستوى الخليجي والعربي.وأكد الحمر أن المنتدى في دورته الثالثة يطرح قضايا مهمة على الصعيد الإعلامي، ويناقش دور الإعلام في غرس وتعزيز «الإعلام والسلم الأهلي»، والتي تتضمّن إقرار الجميع بالحفاظ على سلام دائم يرفض كل أشكال العنف والتنازع أو يدعو إليهما أو يبررهما.وأشار إلى أن المنتدى يسعى إلى تطوير الخطاب الإعلامي الخليجي، وجعله يتجه نحو صياغة منظومة جديدة تحترم قيم السلم الأهلي في المجتمعات وتعززها وترفض كل صوت ينادي بالعداء والتقسيم والفرقة.ونوّه إلى أن معهد البحرين للتنمية السياسية، وهو الجهة المنظمّة للمنتدى، حرص على أن تكون أهداف دورات المنتدى المتعاقبة مكمّلة لبعضها البعض من ناحية تعبئة وتحفيز مكامن القوة الإعلامية، وتوجيهها نحو ما يعزّز من قيم وثقافة الديمقراطية، والتعايش السلمي، وثقافة الاختلاف والتسامح وقبول الآخر وتعزيز السلم الأهلي وغيرها من القيم والمفاهيم التي تعزز من ترابط المجتمعات الخليجية عبر خطاب إعلامي خليجي منفتح ومسؤول.وأفاد أن معهد البحرين للتنمية السياسية بذل جهداً كبيراً في اتخاذ كافة الاستعدادات التنظيمية لاستضافة المنتدى، وحرصت لجنة الإعداد والتنظيم للمنتدى منذ وقت مبكر على إنجاز جميع الترتيبات الخاصة بالمنتدى، من ناحية الإعداد والتنظيم وتوجيه الدعوات للضيوف والمشاركين، بهدف التأكد من إخراج الفعالية بشكل مشرف يليق بمكانة مملكة البحرين وسمعتها في مجال تنظيم واستضافة الفعاليات الكبرى خليجياً وعربياً ودولياً. وذكر أن عملية التسجيل لحضور المنتدى حققت إقبالاً كبيراً من مختلف الفعاليات السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية من المهتمين بقضايا الإعلام والسياسة من البحرين ودول مجلس التعاون، واكتمل حجز كافة المقاعد المتاحة للجمهور خلال فترة وجيزة من فتح باب التسجيل، وهو ما يعكس ما يحظى به المنتدى من مكانة متقدمة وإقبال جماهيري كأحد المنتديات الفكرية التي تلامس أبرز القضايا المعاصرة للمجتمعات الخليجية والعربية. ويشار إلى أن انعقاد المنتدى يأتي في ظل أجواء مضطربة تحيط بدول المنطقة، لاسيما انتشار آفة التطرف والإرهاب وتزايد مظاهر العنف والفوضى ومخاطر الصراعات والحروب وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة ككل، الأمر الذي يجعل من العمل على تحصين الجبهة الداخلية من محاولات اختراق المجتمعات الخليجية وبث الفرقة والتعصب والاقتتال فيها، وهدم مقوّمات الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد، أمراً ضرورياً ومسؤولية مشتركة بُغية ترسيخ دعائم السلم الأهلي بمفاهيم سليمة تعزّز لغة الحوار والتسامح، واحترام التعددية، وتقبل الآخر. وحرص معهد البحرين للتنمية السياسية على اختيار نخبة متميزة من رجال الفكر والسياسة والإعلام الخليجيين والعرب، للمشاركة في أعمال المنتدى وإثراء مناقشاته للخروج بتوصيات تسهم في تعزيز دور الإعلام في تحقيق السلم الأهلي. وتضم قائمة المشاركين في المنتدى لهذا العام كل مدير عام قناة العربية الإعلامي تركي الدخيل، كمتحدث رئيس في المنتدى، إلى جانب كل من خليل الذوادي الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، وجمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، ود.سيف المسكري الأمين العام الأسبق للشؤون السياسية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونارت بوران المدير العام لقناة سكاي نيوز عربيّة، وحسن معوض مقدم برامج حوارية بقناة العربية، وجيزال خوري مقدمة برامج حوارية بقناة بي بي سي العربية، ود.ماجد التركي رئيس مركز الإعلام والدراسات العربيّة – الروسيّة، ود.علي الشعيبي أكاديمي ومستشار إعلامي بالإمارات، ود.هيثم الزبيدي رئيس مجلس إدارة دار العرب بلندن، ومنار الحشاش عضو مجلس إدارة الجائزة العالمية للمحتوى الإلكتروني، وبدر صالح مقدم برنامج «ايش اللي» على موقع «يوتيوب».ويعد تسليم النسخة الأولى لجائزة منتدى الإعلام السياسي السنوية للفائزين من الكتّاب والصحفيّين والإعلاميّين الخليجيين والعرب، الحدث الأبرز خلال الدورة من المنتدى، وجرى تقييم الأعمال المشاركة في الجائزة على مدار العام من النتاج الصحافي والإعلامي في موضوع الجائزة تعزيز ثقافة الاختلاف، ويتطلع المعهد أن تساهم الجائزة في نشر ثقافة الديمقراطيّة وحقوق الإنسان، وتعزيز الحوار بين تيّارات المجتمع، ونشر قيم التسامح وقبول الآخر، وإبراز الجهود الرائدة والمبادرات الفاعلة لدى الأفراد والمؤسّسات الإعلاميّة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، من خلال التشجيع على الارتقاء بالمادّة الصحفيّة والتلفزيونيّة لمفهوم ثقافة الديمقراطيّة وقبول الآخر.وتتضمن جلسات المنتدى، ثلاث جلسات تطرح المحاور الرئيسة للمنتدى حيث يتطرق المحور الأول إلى دور الإعلام التقليدي في تعزيز ثقافة السلم الأهلي، بينما يتطرق المحور الثاني إلى الإعلام الجديد بين الإقصاء والإستيعاب، بينما يتطرق المحور الثالث إلى تعزيز ثقافة السلم الأهلي، وتأتي الجلسة الختامية للمنتدى لتحمل المقترحات والتوصيات التي أوصى بها المنتدى.