عقد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس (شي جين بينغ) رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة وذلك بقاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين. وقد جرت لعاهل البلاد المفدى مراسم استقبال رسمية ، فلدى وصول جلالة الملك المفدى الى قاعة الشعب ، كان في استقبال جلالته فخامة الرئيس الصيني الذي رحب بجلالة الملك وبزيارته الى جمهورية الصين الشعبية. ثم صافح جلالة الملك المفدى كبار الوزراء والمسئولين الصينيين، وصافح فخامة الرئيس الصيني الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك . ثم توجه جلالة العاهل المفدى وفخامة الرئيس الصيني الى منصة الشرف ، حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الملكي البحريني والوطني الصيني ، واطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة تحية بمقدم جلالة الملك المفدى. بعدها تفقد جلالة الملك المفدى والرئيس الصيني حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما. وقد حيا طلبة وطالبات المدارس جلالة الملك المفدى. ثم توجه جلالة العاهل المفدى وفخامة الرئيس الصيني والوفدان المرافقان الى قاعة الشعب الكبرى ، حيث عقدت الجلسة المباحثات الرسمية ، وترأس جلالة الملك المفدى الجانب البحريني ، فيما ترأس فخامة الرئيس الصيني الجانب الصيني. وفي مستهل اللقاء اعرب جلالة الملك المفدى عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس الصيني على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي قوبل به جلالته خلال هذه الزيارة والوفد المرافق بما يجسد علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، معربا جلالته عن تقديره واعتزازه بحرص فخامة الرئيس الصيني على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومع مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما اعرب جلالته عن سعادته بزيارته الأولى لجمهورية الصين الشعبية تلبية لدعوة كريمة من فخامة الرئيس الصيني . شاكرا جلالته كلمات فخامته الترحيبية. واكد جلالة الملك المفدى إن ما لمسه خلال تبادل وجهات النظر مع فخامته والمسئولين الصينيين حول مجمل التطورات والأوضاع الدولية ليزيدنا تقديراً للدور الكبير الذي تواصل الصين القيام به عملاً على دعم و ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكذلك جهودها لمكافحة الإرهاب الدولي وزيادة التعاون للقضاء عليه بكل صوره وأشكاله، والدعوة إلى عدم التدخل في الشئون الداخلية. منوها جلالته بالتواصل بين الصين والبحرين الذي يمتد لسنوات طويلة مضت شهدت حلقات متتابعة من التبادل التجاري، عندما بدأت الصين باستيراد الشحنات الأولى من إنتاج مصانع ألومنيوم البحرين العالمية في سبعينات القرن الماضي. معربا جلالته عن اعتزازه بمرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. واعرب جلالة العاهل المفدى عن سعادته لتنامي هذه العلاقات لما يبديه الجانبان من حرصٍ مشترك على تعزيز وترسيخ التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وذلك في إطار اللجنة البحرينية الصينية المشتركة ، ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها من قبل حكومتي البلدين الصديقين أثناء هذه الزيارة بشأن التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية ، وكذلك المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليم والسياحة والصحة . وأن ذلك يقودنا إلى آفاق أرحب من التعاون بين البلدين. كما اعرب جلالته عن سعادته لما أتاحته هذه الزيارة من فرصة الاطلاع على التقدم الهائل الذي حققته جمهورية الصين الشعبية على مدى العقود الثلاثة الماضية في المجالات الاقتصادية والتنموية والعمرانية. وأكد جلالته أن ما تتمتع به البحرين ومنطقة الخليج والصين من تراث حضاري و معماري وثقافي متميز ومتنوع تضرب جذوره لآلاف السنين في أعماق التاريخ الإنساني يؤكد أن ما يربطنا من عوامل مشتركة تشكل قاعدة صلبة لتنمية وتطوير العلاقات بيننا. وثمن جلالته عالياً جهود فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية في إنجاح المعرض الصيني العربي الاول حيث استطاعت الصين بالوئام والوحدة بين مكوناتها تحقيق انطلاقات اقتصادية وتنموية كبيرة، وأن هذا المعرض يمثل جسرا للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين دولنا وشعوبنا. كما حيا جلالة الملك المفدى بكل تقدير سعي الصين الحثيث لنصرة القضايا العادلة وموقفها الثابت والداعم للحقوق العربية وعدم التدخل في الشئون الداخلية وتأييد اجراءات حفظ الامن والاستقرار. وجدد جلالته خالص شكره للقيادة والشعب الصيني الصديق على حسن الوفادة وعميق المشاعر الودية ، ووجه جلالته الدعوة لفخامة الرئيس الصيني لزيارة مملكة البحرين، متطلعا جلالته للترحيب به ضيفاً عزيزاً على شعب البحرين لمواصلة العمل سوياً تحقيقاً لكل ما فيه خير البلدين الصديقين . ومن جانبه نوه فخامة الرئيس الصيني بعمق العلاقات التي تربط بين الصين ومملكة البحرين وكذلك مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مثمنا فخامته الحرص المشترك على تنمية وتعزيز هذه العلاقات بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين. مؤكدا فخامته حرص الصين على استقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعارضتها لأي تدخل خارجي في شئون الدول الخليجية الصديقة وحرصها كذلك على جعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. وأكد فخامته على أهمية توفير سبل النجاح للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين لما يمثله من أهمية ولدعم الجهود المشتركة للارتقاء بمستوى التعاون بين الصين ومجلس التعاون.