خالد بن عبدالله: الإرهاب ينتج عن صراع أيديولوجي بين جماعات متشددةاستثمار التكنولوجيا بنشر ثقافة الحوار والتسامح واحترام الحقوقالبحرين ضربت مثلاً رائعاً في وحدة أبنائها وتماسك مجتمعهاتركي الدخيل:السلم الأهلي يقتضي رفض أنواع التحريض المادي والرمزيالفضائيات الدينية تمارس التجييش الطائفيعلى وسائل الإعلام العربية بناء ثقافة المناعة ضد التطرف الدينيثمة أصوات تتجه لتعزيز السلم الأهلي بمواجهة أيديولوجيا التباغضفؤاد شهاب:تعزيز دور الخطاب الإعلامي المعتدل بمواجهة خطر التطرفالمسؤولية المشتركة تتعاظم لحماية مجتمعاتنا من التفككالذوادي: الحرب العالمية الرابعة يقودها الإعلاممعوض: وسائل الإعلام يجب أن تلتزم الموضوعية لا الحيادنارت بوران: وسائل التواصل باتت جزءاً من الإعلام التقليديالجنفاوي: على الصحافة التفريق بين مصالحها التجارية ومسؤوليتها الوطنيةالحشاش: الإعلام الجديد يمر بنفس مراحل تطور «التقليدي» لكن بوتيرة أسرعالجنفاوي يفوز بجائزة الصحافة و«اتجاهات» يحصد جائزة التلفزيوناعتبر المشاركون في المنتدى الخليجي الثالث للإعلام السياسي المنعقد بالبحرين، وسائل التواصل الاجتماعي وما اصطلح على تسميته بـ»الإعلام الجديد» غير المنضبط، يدفع باتجاه تقويض أمن المجتمعات وسلمها الأهلي.ودعا المشاركون في المنتدى الذي افتتحه نائب رئيس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أمس، إلى تشريع قوانين تضبط عمل وسائل التواصل، بحيث تصبح عاملاً مساعداً على تعزيز ركائز الأمن والاستقرار لا العكس.وقالوا إن «الإعلام الجديد» يمر بنفس مراحل تطور الإعلام التقليدي «لكن بوتيرة أسرع»، حاثين وسائل الإعلام كافة على «ووقفة جادة لمنع تقويض ركائز الأمن بالمجتمعات الخليجية والعربية المسالمة».وأكد هؤلاء ضرورة أن تلتزم وسائل الإعلام بـ»الموضوعية» لا الحياد، في ظل «حرب عالمية رابعة» يقودها الإعلام، لافتين إلى أن وسائل التواصل التابعة لأفراد لا يمكن اعتبارها مصادر موثوقة للمعلومات والأخبار.السلم الأهلياعتبر نائب رئيس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، مفهوم السلم الأهلي ـ بوصفه قيمة إنسانية سامية ـ مسؤولية مجتمعية تتقاسم كافة مكونات المجتمع أمانة صونه وتعزيزه، سيما الإعلام باعتباره شريكاً أصيلاً في تحمل المسؤولية.وقال نائب رئيس الوزراء لدى رعايته افتتاح المنتدى الخليجي الثالث للإعلام السياسي الذي ينظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، إن ما يشهده العالم اليوم من اقتتال وتحارب وازدياد مظاهر الإرهاب والعنف والتحريض عليه، والناتجة جميعها عن صراعات سياسية وأيديولوجية تأججها الجماعات المتشددة وتعمل على تكريسها كمنهج حياة لدى الشعوب والمجتمعات المسالمة، تستلزم من الجميع وقفة جادة لوأد الفتنة ومنع تقويض ركائز الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.ودعا المؤسسات الإعلامية والصحافية إلى استثمار مزايا الطفرة الاتصالية والتكنولوجية، وخصوصاً فيما يتعلق بسرعة إرسال واستلام الرسالة، لصالح نشر الخطابات القائمة على ثقافة الحوار البناء والتسامح واحترام حقوق الإنسان على نحو يمكن الشعوب من العيش بأمان بعيداً عن النزاعات والصراعات غير المبررة دينياً وأخلاقياً.وأكد أن البحرين استطاعت بفضل المشروع الإصلاحي الرائد والشامل لجلالة الملك المفدى، أن تضرب مثلاً رائعاً في وحدة صف أبنائها المؤمنين بأهمية العيش في بيئة آمنة والمجبولين على هذه القيمة الإنسانية الرفيعة، والمعروفين على مر التاريخ بوقفات شجاعة، تنم عما يحملونه من روح المسؤولية الوطنية والمجتمعية لرفض كافة أشكال شق الصف والإخلال بالنسيج الاجتماعي المتماسك والمتوحد، ورفضهم القاطع لجميع الدعوات الساعية لهدم مسيرة الخير والنماء المحققة بفضل المخلصين.وحيا خالد بن عبدالله، معهد البحرين للتنمية السياسية على مواصلة استضافة أعمال المنتدى للسنة الثالثة على التوالي، لمناقشة موضوعات مهمة في وقت بالغ الدقة والحساسية، واستقطاب نخبة بارزة من المختصين والمهتمين، متمنياً التوفيق والنجاح لجميع المتحدثين والمشاركين في المنتدى، والخروج بتوصيات تعزز مفهوم السلم الأهلي.الإعلام وأيديولوجيا التباغضمن جانبه أكد مدير عام قناة العربية تركي الدخيل، أن السلم الأهلي يقتضي رفض كل أنواع التحريض المادي والرمزي ضد مكونات المجتمع، والمنشورة عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والميديا الجديدة.وقال إن السلم الأهلي يهدف بالدرجة الأولى إلى منع الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي في المجتمع، ومعالجة الخطابات المحرضة على العنف، التي تتسع دائرتها في بعض وسائل الإعلام العربية.وحول أهمية دور الإعلام العربي التقليدي والجديد، في نشر الآراء وإتاحة الفرص لتبادل الأفكار وترويجها وصناعتها، أوضح الدخيل أن ثمة مسألة أساسية شغلت المعنيين والخبراء في السنوات الأخيرة، ترتبط بموقع وسائل الإعلام العربية من قضية السلم الأهلي، خصوصاً إزاء تفشي ظاهرة التجييش الديني والمذهبي بالفضائيات الدينية، السنية منها والشيعية.وأضاف أن هذا التجييش يشكل خطراً إضافياً على الوئام الاجتماعي «دون ننسى حجم الضغط التاريخي المذهبي المتراكم». وذكر أن الخبراء يشيرون إلى أن ثقافة السلم الأهلي صناعة، لا بد أن تؤسس لها الأنظمة السياسية الديمقراطية بالشراكة مع المجتمع المدني والمؤسسات الدينية، ما يسمح عبر التراكم وصقل الوعي بترسيخ مبادئ التسامح وتوطيد لغة الحوار، ويسهل نشر قيم قبول الآخر بوصفه مكوناً من مكونات الذات ـ أي ذات الأكثرية - ويسمح تباعاً بتأسيس ثقافة الغفران في مجتمعات تكثر فيها النزاعات، على قاعدة «أننا نمارس المغفرة والتوبة كأفراد وجماعات لتأمين مستقبل مشترك أفضل» كما يرى أحد الكتاب الغربيين.وأكد الدخيل أهمية أن تتجه وسائل الإعلام العربية إلى بناء ثقافة المناعة ضد التطرف الديني، معتبراً هذا التوجه عاملاً مساعداً على تثبيت مقومات السلم الأهلي، الذي يواجه تهديدات داخلية ويتم توظيفه إقليمياً.وبين أنه ليس بإمكان وسائل الإعلام وحدها العمل على تقوية مبادئ التسامح ومعالجة التطرف الديني، رغم قدرتها على الوصول لأكبر شريحة، داعياً الحكومات والمجتمع المدني والأحزاب السياسية لدعم هذه الخطوات.وأوضح أن الخطاب الديني الإسلامي المعاصر عموماً، لا يتجه نحو إرساء ثقافة السلم الأهلي، قبل أن يتابع «هذا واقع ليس من الممكن تجاهله». وحذر من تنامي مؤشرات التطرف الديني على مستوى الخطاب في الفترة الأخيرة لأسباب معقدة ومتداخلة، مستدركاً «لكن ثمة أصوات كثيرة تتجه إلى تعزيز السلم الأهلي، إثر إدراكها حجم المخاطر الناجمة عن نشر أيديولوجيا التباغض، ومن الأهمية إعطاء هذه الأصوات حيزها على المستوى الإعلامي».الخطاب الإعلامي المعتدلوأعرب نائب رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية رئيس اللجنة العليا للمنتدى البروفيسور فؤاد شهاب، عن فخره واعتزازه بالرعاية الكريمة لنائب رئيس الوزراء للمنتدى للعام الثالث على التوالي، وما يوليه من دعم لمبادرات المعهد الرامية لنشر مبادئ الديمقراطية السليمة وحرية التعبير وقيم الوطنية.وقال شهاب في كلمته نيابة عن مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء المعهد نبيل الحمر، إن المنتدى الخليجي للإعلام السياسي يأتي في عامه الثالث، ليرسخ أهمية الحوار الفكري الهادف لمعالجة قضايا ملحة، ويعزز من دور الخطاب الإعلامي المعتدل كأحد الآليات الفاعلة في مواجهة ما تعانيه الأمة من خطر التطرف بسبب الانحراف الفكري.وأضاف أن النسخة الثالثة من المنتدى تواصل ما بدأه المعهد من اختيار موضوعات ذات أهمية لتطوير الخطاب الإعلامي، خصوصاً أن المنتدى هذا العام يعقد تحت شعار «الإعلام والسلم الأهلي»، لما يمثله السلم الأهلي من طوق نجاة لتجاوز كل أشكال العنف والتطرف لبيئة آمنة مستقرة من خلال تحصين المجتمعات من محاولات الاختراق وبث الفرقة.وأوضح أن «مجتمعاتنا الخليجية أثبتت قدرتها على ضبط السلم الأهلي، في الكثير من المنعطفات التاريخية المهمة، انطلاقاً من الروابط الأخوية والقواسم المشتركة، وأن الخطر اليوم بات يهدد الجميع، في ظل ما يحاك ضد المنطقة من مخططات للفوضى والتقسيم، ما يعاظم من المسؤولية المشتركة في الوقوف بقوة في مواجهتها حماية لمجتمعاتنا من التفكك والانهيار».بعدها تفضل الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة بتكريم الفائزين بجائزة المنتدى، حيث فاز بجائزة الصحافة الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي والكاتب بصحيفة السياسة الكويتية د.خالد الجنفاوي من الكويت، في حين فاز برنامج «اتجاهات» على قناة روتانا خليجية بجائزة التلفزيون، وتسلم الجائزة كلاً من مقدمة البرنامج الإعلامية نادين البدير من المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومعدته دانيا العريضي، ومخرجه أيهم الزيود.الحرب العالمية الرابعةوناقشت الجلسة الأولى من المنتدى الخليجي الثالث للإعلام السياسي، دور الإعلام التقليدي «الصحافة والإذاعة والتلفزيون» في تعزيز ثقافة السلم الأهلي، والحفاظ على دعائم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وكيفية تجنب إساءة استغلال هذه المنابر لقطع الطريق على التطرف والإرهاب.أدار الجلسة الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية خليل الذوادي، وشارك فيها مقدم البرامج الحوارية بقناة العربية حسن معوض، ومدير عام قناة سكاي نيوز عربية نارت بوران، والكاتب الصحافي بجريدة السياسة الكويتية د.خالد الجنفاوي.وأكد الذوادي الأهمية الكبيرة للإعلام سواء التقليدي أو الحديث في الوقت الحاضر، لافتاً إلى أنه «إذا اعتبرنا الحروب العالمية الأولى والثانية وهي حروب أسلحة، ثم الحرب العالمية الثالثة المتمثلة في الحرب الباردة، والحروب الكونية، نجد أن الحرب العالمية الرابعة تتمثل في حروب الإعلام، وأبرز مثال ما شهدناه من خلال نقل مباشر لحرب الخليج الثانية على القنوات الفضائية».واعتبر الذوادي أن الحديث عن الإعلام التقليدي لا يعني بالضرورة غض الطرف عن وسائل التواصل الاجتماعي، مستدركاً «لكن يجب في الوقت ذاته أن يلتزم الجميع ـ سواء الإعلام التقليدي أو الجديد ـ بالموضوعية والدقة».وقال إن أي إعلامي ينشد الحرية المسؤولة، والحديث عن ضرورة وجود تشريعات وقوانين لضبط الأداء الإعلامي لا يعني تقييد الحريات، لافتاً إلى أن «التزامنا بتقاليدنا واحترامنا لبعضنا البعض أمر مهم وضروري، خاصة مع الانفتاح الإعلامي الكبير من خلال الفضاء المفتوح، فأصبح الأمر يتعلق بالسلم القومي وليس السلم الأهلي فقط».بدوره رأى حسن معوض أن الإعلام يجب ألا يكون أداة توجيه مباشر، وإنما يجب أن يعزز السلم الأهلي من خلال المهنية والدقة في تناول الأخبار ونقلها لحماية المجتمع من أي أخبار كاذبة أو غير دقيقة قد تؤدي إلى مشكلات كبيرة.وقال إن الإعلام يجب أن يلتزم بالموضوعية وليس الحياد، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين الموضوعية والحياد وأنه لا يوجد ما يسمى بالحياد المطلق في الإعلام.وأضاف أنه ليس من عشاق وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيس للمعلومات، موضحاً أن تلك الوسائل التابعة لأفراد لا نعلم عنهم شيئاً ولا ندري مدى التزامهم بمعايير الدقة والموضوعية في نقل الأخبار، ما قد يؤثر على مصداقية الأخبار المستقاة من تلك الوسائل.وحذر من وجود أشخاص يدعون للفتنة ويحرضون على الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو ربما يكونوا ناشطين، والناشط يجب ألا يكون صحافياً أو إعلامياً لأنه سيدافع عن فكره.وأكد معوض أنه حتى إذا كان هناك إعلامي أو صحافي لديه فكر أو سياسة معينة، يجب ألا يطغى هذا الفكر والسياسة على سياسة المؤسسة الإعلامية.وأوضح أن الإعلامي الناشط عندما يدخل مؤسسته الإعلامية يجب أن ينحي رأيه جانباً، ويمثل مؤسسته، مطالباً بضرورة أن تمارس المؤسسات التشريعية دورها في تشريع قوانين تمنع إثارة الفتن عبر الإعلام.من جانبه أكد نارت بوران أنه لد يعد هناك فرق بين وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، لافتاً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من الإعلام.ونبه إلى خطر ما أسماه بـ»تبييض الأخبار»، من خلال صياغة خبر معين غير دقيق أو كاذب وتناقله بين وسائل الإعلام حتى يصبح في النهاية التعامل معه على أنه خبر صحيح.ورأى بوران أن البرامج الحوارية على سبيل المثال أصبحت الآن أمام تحد كبير، ولم تعد مثل السابق مقتصرة على موعد البرنامج فقط، بل أصبح الأمر مرتبطاً بوسائل التواصل الاجتماعي، ومقدم البرنامج الحواري يستمر بمناقشة قضية ما حتى بعد انتهاء برنامجه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقد يستمر الأمر أياماً.ودعا إلى ضرورة الالتزام بمعايير المهنية والموضوعية، وأن تفرض القناة سياستها على مقدم البرنامج لا العكس.من جهته أكد د.خالد الجنفاوي أهمية أن تتقصى المؤسسات الإعلامية التقليدية الأخبار بشكل مهني وموضوعي، لافتاً إلى أن أهم هدف للصحافة التقليدية يتمثل بتكوين رأي عام مستنير يعكس عدالة وعقلانية المجتمع وحرصه على الممارسات الإيجابية.وقال إن الصحافة التقليدية يجب أن ترتكز على الوحدة الوطنية بكل تفاصيلها ومبادئها ونشر الوسطية في المجتمع، مؤكداً أهمية تفاعل الصحافة التقليدية مع نظيرتها الإلكترونية، وأن تسهم في تماسك المجتمع.ودعا الصحافة التقليدية إلى التفريق بين مصالحها التجارية وبين مسؤوليتها الوطنية والمجتمعية والتاريخية.وتطرق الجنفاوي إلى صحافة المواطن الموجودة حالياً، حيث يمكن لأي مواطن أن يمارس دور الصحافي من خلال التقاط صور أو تسجيل فيديو ونشره.وعلق على هذا الموضوع «بأنه قد كسر موانع الصحافة التقليدية»، مستدركاً «لكنه مازال يصعب تصنيفه على أنه صحافة».وأكد أهمية وجود قوانين تحكم الصحافة التقليدية والإلكترونية، قبل أن يتابع «لكن في نفس الوقت يجب أن تكون القوانين مرنة وتستوعب تلك الصحافة، وعلى كل المؤسسات الإعلامية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي».واعتبر الجنفاوي وسائل التواصل الاجتماعي «لا تمثل إعلاماً بمعنى الكلمة»، داعياً إلى التفرقة بين وسائل التواصل التابعة لمؤسسات إعلامية وبين الوسائل التابعة الأفراد.وتوقع أن يتم تقسيم وسائل التواصل الاجتماعي مستقبلاً طبقاً لقطاعات المجتمعات، كقطاع الاقتصاديين أو السياسيين، وأن تكون أكثر تخصصاً.الإعلام الجديد ودور الدولةوتطرقت الجلسة الثانية للإعلام الجديد بين الإقصاء والاستيعاب، حيث تناول المحور الأول مخاطر الإعلام الجديد على تماسك المجتمعات الخليجية في ظل بروز وسائل الإعلام الجيد كلاعب أساس على الساحة الإعلامية، وما ترافق معها من ظهور حالة من التشوهات السلوكية والفكرية في الخطاب الإعلامي المتداول.فيما تناول المحور الثاني مقارنة بين قدرة وخطاب وسائل الإعلام الجديد ونظيرة التقليدي، من حيث مقدار استيعابها لثقافة السلم الأهلي، ومدى تمكن وسائل الإعلام الجديد من استيعاب التناقضات المجتمعية أم مفاقمتها.وتطرق المحور الثالث إلى دور الدولة في استيعاب وسائل الإعلام الجديد والحد من مخاطرها المجتمعية على ثقافة السلم الأهلي. وتحدث خلال الجلسة رئيس مجلس إدارة دار العرب بلندن د.هيثم الزبيدي، وعضو مجلس إدارة الجائزة العالمية للمحتوى الإلكتروني منار الحشاش، ومقدم برنامج «أيش اللي» على اليوتيوب بدر صالح، وأديرت الجلسة من قبل د.ماجد التركي.وقالت منار الحشاش «على مر التاريخ تكون هناك ثورة ومن بعدها يأتي التطور، الثورة التكنولوجيا هي وجود شبكة الإنترنت، في المرحلة الأولى كان «الويب» فقط يتلقى القارئ والآن انتقل إلى المشاركة، ما أدى إلى وجود كم كبير من الإنتاج، وأي إنتاج يكون جزءاً من الإعلام الجديد، كم هائل من المعلومات يهمنا كيفية الاستفادة منها».وأوضحت أن الإعلام الجديد يمر بنفس مراحل التطور ولكن بوتيرة أسرع، مضيفة «لا يمكن بأي شكل من الأشكال ضبط أدوات التكنولوجيا، نتحدث عن فضاء مفتوح من المستحيل ضبطه، نأتي بتشريع جديد لأداة، وإذا صدر تأتي أدوات جديدة». وأردفت «هذا يعني أننا نسير كالسراب، وسائل التواصل الاجتماعي غيرت المفهوم وجعلت المرسل مستقبلاً، والحل هو إنتاج محتوى إلكتروني يعوض المتلقي من المعلومات التي تلقاها من المرسل الأول».من جانبه قال هيثم الزبيدي «ما ينقصنا هو الوعي في الإعلام الجديد، من الصعب الحديث عن المسؤولية والديمقراطية دون وعي، إذ إنها تصبح عملية تجميلية تمارسها الدول، الإعلام الجديد جعل المتلقي يختار ما يشاهده ونوعيته ويقصي الجانب الأخر، وتكتل الناس بجانب أمور معينة».وحول التخوف من انهيار الإعلام التقليدي بسبب بروز الإعلام الجديد قال «الإعلام كان منفتحاً في الغرب ولم يغير الإعلام الجديد عليه شيئاً، أما في العالم العربي الإعلام التقليدي كان معزولاً، ولذلك تغلب عليه الإعلام الجديد بقوة، الإعلام التقليدي كان مسيطراً ولا يستطيع أحد منافسته لعدم وجود من ينافسه، بخلاف الآن إذ بات الإعلام الجديد قادراً على المنافسة». من جهته قال بدر صالح «أنا أقدم برنامجاً كوميدياً، وهو ما يتطلب مني توجيهه للجميع، واختار منطق يناسب الجميع، المعلومة صارت قيمتها قليلة، بسبب انتشار الإعلام الجديد، لذا اخترت الأسلوب الفكاهي والمنطق الذي يفهمه أي إنسان، هناك تغير في الوعي، يجب أن تتغير القيم أيضاً».بينما ركزت الجلسة الثالثة على تعزيز ثقافة السلم الأهلي عن طريق الآليات والمقومات الخطاب الإعلامي والتشريعات المنظمة لضمان السلم الأهلي.وركزت الجلسة على ضرورة العمل على بناء أطر خاصة بالإعلام الموضوعي يدعم ثقافة السلم الأهلي، وأهمية التحاور بين القائمين على وسائل الإعلام المختلفة لوضع ميثاق شرف إعلامي تركز بنوده على فلسفة الحوار ووظيفته وسلوكيات الإعلاميين كنموذج لدعم قيم السلم الأهلي.وبين مدير الجلسة أن الجميع يطمح لوضع مصطلحات وتقنيات خاصة لإعلام السلم الأهلي، تساعد على فهم المعنى المباشر للكلمات المستخدمة في المضمون الإعلامي، منعاً لأي تفسير خاطئ سواء لمدلولاتها أو مضمونها. وشارك في الجلسة الأمين العام الأسبق لشؤون السياسية بمجلس التعاون لدول الخليج العربي سيف المسكري، ومقدمة برامج حوارية من قناة بي بي سي عربية جيزال خوري، والأكاديمي والمستشار الإعلامي للإمارات العربية المتحدة د.علي الشعيبي، وأدار الجلسة النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو.حضر افتتاح المنتدى رئيس مجلس الشورى علي الصالح، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب، وكبار المدعوين من داخل المملكة وخارجها، وجمع من المسؤولين والإعلاميين والصحافيين ورجال الفكر والسياسة.
«المنتدى الخليجي»: «الإعلام الجديد» غير المنضبط يدفع لتقويض الأمن
12 نوفمبر 2015