إذاعة البحرين، وعلى مدى تاريخها الطويل منذ أوائل الخمسينات، وهي تقوم بواجب مهم يتمثل بتوعية المواطنين بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه بلادهم ومجتمعهم ووطنهم العربي الأكبر، وأمتهم الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها. ومع تطور البلاد، وثقافة المواطنين، خاصة من بعد الاستقلال ورجوع الكثيرين من الخارج بعد تكملتهم لدراساتهم العليا، وما غذت به جامعة البحرين طلابنا من علوم حديثة، زاد هذا العطاء، وتقلد الكثير من البحرينيين مهام متقدمة في دولة القانون والدستور، وأصبح لهم صيت مسموع ومرئي، في الإذاعة والتلفزيون وفي الصحافة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي الحديث.أولئك المسلحون بنور الإيمان والعلم، صاروا دعاة للخير، ينفعون ولا يضرون، وأغلبهم مزجوا العلوم الحديثة بالعلوم الدينية، وجعلوا كلام الله تعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نبراساً يسترشدون به فيما يقولون ويكتبون ويرسلون.في صباح كل يوم يشرق على أرضنا الطاهرة المحفوظة بعناية الله تعالى، تبث إذاعة البحرين برنامجاً بعنوان «أنا الإنسان» للدكتور محمد بوحجي بارك الله فيه.وأنت تستمع إليه، يشدك من أوله إلى آخره إلى المذياع، وينم عن فكر صاف ومبدع، مؤمن بربه وحق أخيه عليه، إن أردت الدين، فاستشهاده بما قال الله تعالى وقال رسوله، استشهاد ينتقيه بعناية تناسب الموضوع الذي يريد أن يوصله للمستمع، وإن أردت أقوال العلماء والفلاسفة، والقصص النافعة التي تبني ولا تهدم، تقدم ولا تؤخر، وتؤلف القلوب على المحبة والتسامح وبناء الأوطان، وكيف ارتقت شعوب من الصفر إلى الصدارة وأمسى لها بريق في عصرنا الحاضر، أيضاً يأتي بها تعزيزاً لما يطرحه في برنامجه «أنا الإنسان» كل صباح.أتصوره كل صباح، لابساً جبة واعظاً دينياً على منبر من منابر الإسلام، وحيناً أتصوره مؤرخاً لتاريخ الإنسان وكيف بدأ خلقه، وكيف منحه الله تعالى عقلاً يبدع ويخترع، وبصراً يرى به الموجودات، وسمعاً يسمع به الأصوات ويميز به بين طيب القول وخبيثه، وشماً يفرق به بين الرائحة الكريهة والرائحة العبقة العطرة، وذوقاً يفرق به بين الحلو والمر، وإحساساً مرهفاً للنافع والضار، وقلباً نابضاً بالحياة، الدكتور محمد بوحجي يخاطب البحرينيين خاصة والعرب وغير العرب، ويدعوهم إلى التسامح والتآلف، ونبذ العنف والطائفية، والحقد والحسد والبغض والكراهية والاعتداء على الآخرين باللسان واليد وبجميع الجوارح، والتوجه إلى بناء بلادنا قولاً وعملاً، ونشر الوئام بيننا، فهل يجد التسامح طريقاً إلى قلوبنا؟.. اللهم آمين. يوسف محمد بوزيدمؤسس نادي اللؤلؤ سابقاًوعضو مجلس بلدي سابق