أكد رجال دين أهمية انعقاد مؤتمر «تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين» المقررة إقامته في الفترة 16 -17 الجاري، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، لافتين إلى أن المؤتمر بمثابة انطلاقة توثيق تاريخ التعايش الثقافي والديني بالبحرين.وأشاروا إلى أن ما شهده المجتمع البحريني على مر تاريخه من ثقافات وأديان ومذاهب مختلفة يعتبر صورة جديرة بأن توثق نظراً لأنها تمثل تجربة فريدة في التعايش والتسامح بين مختلف الثقافات والأديان.وقال رئيس منتدى «كلنا للوطن» الخليجي د.عبد الله المقابي إن فكرة المؤتمر برزت بفضل جهود د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، لتوثيق تاريخ التعايش في البحرين وتعزيز هذه القيمة التي يتميز بها شعب البحرين، في التأكيد على عنوان التعايش بين الأديان والمذاهب كخصلة تاريخية بحرينية سباقة له، متجذرة متأصلة ومتجددة.وأضاف أن ماضي البحرين في التعايش أصل، ومعاصرة التعارف فصل واستمراره وصل، بعد مشروع جلالة الملك المفدى الذي يؤكد على نفس منهج الآباء والأجداد والسير على خطى التسامح والتعايش وقبول الآخر.ولفت إلى أن منهج ملك الإنسانية حقق ما أراد الأجداد واختصر مساعي الآباء في بناء هوية البحرين ماضيها وحاضرها وهو يرسخ ذلك المنهج الوسطي لمستقبلها.وتابع أن التاريخ نفسه يشهد بدخول أبناء البحرين في الإسلام طواعية من دون أن يوجف على أرضهم بخيل ولا ركاب، وذلك في السنة الثامنة من الهجرة حيث أرسل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم العلاء بن عبد اللّه الحضرمي إلى أهل تلك الديار يدعوهم إلى الدخول في الإسلام أو قبول الجزية، وكتب بذلك الى المنذر بن ساوة التميمي ومرزبان هجر، ولما وصل الكتاب المبارك إليهما دخلا في الإسلام طواعية، وأهل البحرين، ومنذ ذلك الوقت والبحرين تعيش حالة التسامح والتعايش من ذلك العصر الأول، ما يسترعي حقاً أن توثق تلك الحقبة وما بعدها من الحقب المضيئة بما يسر القلب ويفرحه، وما يميز البحرين في الماضي والحاضر.وأشار إلى أنه لأهمية توثيق المراحل التي مرت على العصور البحرينية وشعبها كانت فكرة المؤتمر لتخليد هذا التاريخ لضرورة فهمه كمنهج للسلام في أرض السلام، وبالخصوص لما تمر به بلدان العالم من تشتت وعواصف مذهبية وقبلية ودينية وتطرف فكري وإرهاب.وتوقع أن يكون المؤتمر انطلاقة للتأكيد على المنهج البحريني السلمي، ومنهج السلم والحفاظ على الهوية الوطنية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف، وإشاعة قبول الآخر والمحبة والسلام، مما سيسهم في الحد من الغلو والإرهاب.بدوره توجه مسؤول الكنيسة الوطنية الإنجيلية القس هاني عزيز بالشكر للدكتور د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة لجهوده في إقامة مثل المؤتمر، مشيداً في الوقت ذاته بجهود مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى الثقافي الذي أخذ على عاتقه التعريف بما يتميز به المجتمع البحريني بطبيعته التي ترعى الثراء الفكري والديني منذ القدم، وهدفه سام في نشر روح الثقافة والحوار بين مختلف الأديان.وأضاف أن قوة المنتدى تتمثل في التنوع الموجود فيه، فهو لم يقتصر على ثقافة أو دين معين بل فتح المجال لكل الأديان والثقافات أن تشارك، مما سيعطي له قوة وركيزة أساسية لمشاركة كل الحضارات والأديان، متوقعاً لهذا المؤتمر أن يحقق نجاحاً كبيراً .وأوضح أن المجتمع البحريني متسامح بطبعه ولديه ثقافة قديمة تكونت من عدة حضارات دخلت البحرين، أثرت فيه وتأثرت به.وأضاف أن الشعب البحريني أصيل متمسك بدينه وعاداته وفي الوقت ذاته هو شعب منفتح على الحضارات الأخرى، وهذا المزج بين التمسك والانفتاح من الصعب أن تجده في شعب واحد كما هو موجود في الشعب البحريني.ولفت إلى أن أي فعالية تنادي للتسامح والتعايش ستجد ترحيباً وصدى جيداً في المجتمع، وبالتالي سيكون تأثير المؤتمر فعالاً جداً في تنمية روح التسامح والتعايش بين البحرينيين والمقيمين على أرض المملكة.