كتب ـ حذيفة إبراهيم:دعا أخصائي الطب النفسي د.محمد النفيعي إلى تبني تشريعات لكسر خصوصية المرضى النفسيين في بعض الحالات والجهات المقررة دولياً، كمخاطبة الجهات المعنية لمنع مدمني المخدرات أو الخمور أو الذين يتناولون أدوية مخدرة من قيادة السيارات.وأضاف د.محمد النفيعي، في تصريح خاص إلى «الوطن»، «عالمياً، يمنع متعاطي الخمور أو مدمن المخدرات الذي جاء بنفسه للحصول على العلاج من قيادة السيارات، وتسحب رخصته، إلى حين صدور تقرير طبي بأهليته لقيادة السيارات مجدداً، وهو ما يمنع تعرضه إلى أي عقوبات، ما يعني حماية المجتمع من الحوادث، وحماية المريض من نفسه أيضاً».وتابع «هناك العديد من المرضى النفسيين، خصوصاً مدمني المخدرات والخمور الذين تسببو بحوادث بليغة للسيارات، وتسببوا بأذى كبير لأنفسهم والمجتمع، وهم يجب عدم معاقبتهم كونهم جاؤوا إلى مستشفى الطب النفسي لتلقي العلاج، ولكن يجب أن يكون هناك تشريع يمنعهم من قيادة السيارات كما هو الحال في كل دول العالم لحين تعافيهم بشكل كامل».وبين أن مستخدمي أدوية المهدئات ومضادات القلق معرضون أيضاً للحوادث بصورة أكبر من غيرهم، ويكونون خطراً في بعض الأحيان عند قيادتهم للسيارات.وقال: «المشكلة الأخرى أيضاً في من يقودون السيارات الكبيرة كالشحانات وسيارات النقل، إضافة إلى السيارات الخاصة سواء كالرافعات الشوكية أو غيرها من المركبات الخاصة، والتي تحتاج إلى تركيز عال، وهو ما لا يتوافق مع من يتعاطى تلك المهدئات».وشدد النفيعي على أنه يجوز خرق السرية لحماية المجتمع، لدى بعض الجهات، وهو أمر غير موجود في البحرين إلى حد الآن، مشيراً إلى ضرورة وضع «تشريع» بذلك الخصوص سواء من قبل وزارة الصحة أو حتى المجلس النيابي. وتابع «منع المدمنين من القيادة يؤدي أيضاً إلى الدفع بهم إلى العلاج بصورة أكبر، مما يشكل عاملاً نفسياً يساعد في التخلص من الإدمان».وقال إن البروتوكولات الحديثة والتشريعات تعطي الطبيب الحق في استدعاء المريض الذي تم سحب رخصة قيادته طبياً في أي وقت، لإجراء تحليل حول التعاطي، وبعد عدة مرات من خلوه تماماً من أي آثار للمخدرات أو الخمور، أو توقفه عن تناول الأدوية التي تؤدي لفقدانه جزءاً من تركيزه أو تمنعه من قيادة المركبات، فإنه يتم إعادة الرخصة إليه وفق قوانين البلد.وأضاف: «ما هو موجود حالياً في القوانين المرورية هو سحب الرخصة بعد وصولها إلى حد معين من المخالفات أو الحوادث، ولكن العالم يتحدث طبياً عن منع الحوادث قبل وقوعها، خصوصاً أن هؤلاء المتعاطين تكون لديهم فرصة أكبر بكثير للتسبب في حوادث مميتة أو قاتلة».وبين النفيعي أن العديد من المرضى في مستشفى الطب النفسي تسببوا في حوادث، والبعض منها حوادث بليغة وإصابات، بسبب التعاطي أو إدمان الخمور أو حتى الأدوية المهدئة.
النفيعي: تشريع يمنع المدمنين قيادة المركبات لحين تعافيهم
16 نوفمبر 2015