عواصم - (وكالات): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جلسة العمل المفتوحة الأولى لقمة قادة دول وحكومات مجموعة العشرين التي تستضيفها بلاده في انطاليا جنوب تركيا، إن «الأمن والاقتصاد ليسا مسألتين منفصلتين»، مؤكداً «الطابع التاريخي للقمة»، بينما كشفت مصادر أن «قادة دول المجموعة سيصادقون على مسودة بيان تؤكد الاتفاق على خطط موحدة لمكافحة الإرهاب دولياً، فضلاً عن تكثيف الجهود لوقف تمويله». ووقف قادة المجموعة دقيقة صمت تكريماً لضحايا هجمات باريس التي تلقي بظلالها على أعمال القمة بشكل كبير.وقد شدد قادة من دول المجموعة على ضرورة توحيد ومضاعفة الجهود وتنسيقها لمحاربة تنظيم الدولة «داعش» والجماعات الإرهابية.وسيصادق القادة على مسودة بيان تؤكد الاتفاق على خطط موحدة لمكافحة الإرهاب دولياً، فضلاً عن تكثيف الجهود لوقف تمويله.كما سيصادق القادة على العمل على برامج تتسق مع مفهوم أن الهجرة مشكلة عالمية لا بد من التعامل معها بطريقة منسقة، كما سيؤكد القادة، وفق مسودة بيان وزع قبيل القمة، على ضرورة الدفع بالحل السلمي في سوريا. ويلتقي قادة الدول الأكثر ثراء في العالم في تركيا لإبداء موقف موحد ضد الإرهاب، ومحاربة «داعش»، رغم انقسامهم حول سوريا وذلك بعد يومين على الاعتداءات الدموية التي شهدتها باريس، وتبناها التنظيم المتطرف.وجدول أعمال القمة السنوية مثقل أصلاً بالنزاع في سوريا وأزمة اللاجئين والمناخ، وأضيفت إليه الاعتداءات التي تبناها «داعش» وأوقعت 129 قتيلاً و352 جريحاً في باريس مساء أمس الأول. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «جدول الأعمال مختلف تماماً».وتابع أردوغان «علينا أن نخوض في إطار ائتلاف دولي معركة ضد الأعمال الإرهابية».ونددت كل الدول الكبرى باعتداءات باريس، وشددت خلال اجتماع في فيينا لمحادثات حول سوريا على رغبتها في «تنسيق الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب»، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.إلا أن هذه التصريحات لا تخفي فعلاً الخلافات التي تحول دون توصل الدول الكبرى إلى حل حول النزاع في سوريا الذي أوقع 250 ألف قتيل منذ 4 سنوات ونصف ويشكل نقطة انطلاق الحركات المتطرفة. والتزم قادة دول مجموعة العشرين دقيقة صمت حداداً على ضحايا الاعتداءات الأخيرة في باريس وأنقرة، في مستهل قمة المجموعة في مدينة انطاليا التركية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أدعوكم جميعاً إلى دقيقة صمت في ذكرى من سقطوا في الهجمات الإرهابية، وخصوصاً في أًنقرة وباريس».وقبيل ذلك، تعهد أردوغان أن تقدم القمة رداً «قوياً جداً وقاسياً جداً» على التهديد الإرهابي.ووصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما متأخراً إلى طاولة الاجتماع وكانت دقيقة الصمت قد بدأت. وتعهد الرئيس الأمريكي خلال اجتماع عقده مع أردوغان بـ «مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم الدولة، متحدثاً على هامش قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في انطاليا بتركيا.واتفق أوباما وأردوغان على تقديم الدعم لفرنسا في تعقب مرتكبي اعتداءات باريس وتعزيز حملة «القضاء» على «داعش».واعتذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن المشاركة في قمة مجموعة العشرين، وقرر البقاء في باريس للتعامل مع تداعيات الاعتداءات التي ضربت بلاده.وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي سيعقد اجتماعاً ثنائياً مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال القمة.وكان العاهل السعودي ندد بالاعتداءات بشدة مذكراً بضرورة توحيد جهود الأسرة الدولية «للقضاء على هذا الوباء الخطير والمدمر الذي يريد زعزعة كل مناطق العالم».وأجرى خادم الحرمين اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قدم فيه تعازيه ومواساته لهولاند في ضحايا الهجمات الإرهابية التي حدثت في مدينة باريس، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس».واتفق الملك سلمان والرئيس الفرنسي على العمل لمزيد من التنسيق والتعاون لمكافحة آفة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة كافة. وأكد خادم الحرمين على حسابه على تويتر أن «الإسلام بريء من هذه التصرفات»، داعياً «العالم مجدداً لتكثيف جهود محاربة الإرهاب». وفي وقت سابق، أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات غير رسمية، بحسب ما أظهرت مشاهد عرضها التلفزيون التركي الرسمي مباشرة.وتفيد مسودة بيان القمة بأن قادة الاقتصادات الكبرى في العالم تعهدوا باستخدام كل أدوات السياسة لمعالجة تباين النمو الاقتصادي.وأشاروا إلى أزمة اللاجئين قائلين إنه ينبغي تقاسم العبء بين كل الدول وبوسائل من بينها إعادة توطين اللاجئين وسائر أشكال المساعدة الإنسانية مع إبراز أهمية التوصل إلى حل سياسي. من جهة أخرى، فجر متطرف من تنظيم الدولة نفسه أثناء حملة للشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد ما أدى إلى إصابة 5 شرطيين أحدهم بحال الخطر كما أوردت وسائل الإعلام المحلية.وتقع مدينة غازي عنتاب الكبرى على الحدود السورية على مسافة 500 كيلومتر شرق انطاليا حيث افتتحت قمة مجموعة العشرين التي تضم قادة الدول الأكثر ثراء في العالم الذين سيبحثون مكافحة المتطرفين.من جهة ثانية، قالت وكالة أنباء الأناضول إن الشرطة ألقت القبض على 7 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى «داعش» خلال عملية دهم في أنقرة.