أكدت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن إنشاء مركز زوار مسجد الخميس لن يتضمن إحياء الطقوس الدينية من قلب المكان الأثري، موضحة أنه «سيتم التعامل مع المكان من منطلقات تاريخية وتراثية»، لتنفي بذلك مضامين ما نقلته صحيفة محلية عن رئيس مجلـس إدارة الأوقـــاف الجعفريـــة الشيـخ محســن العصفــور حــول التوجـــه لـ«رفع الأذان» من داخل المسجد.وقالت وزيرة الثقافة، في بيان أمس رداً على تصريـــح العصفــور إن «اتجاه الثقافة للحفاظ على المكونات التاريخية والإنسانية لن يتضمن إحياء الطقوس الدينية من قلب المكان الأثري، بـــل سيتعامل مع المكان من منطلقات تاريخية وتراثية توثق سيرة المكان وتفاصيله عبر مركز لزوار مسجد الخميس».وأضافت أن «الاتفاق الذي توصلت إليـه وزارة الثقافة مع إدارة الأوقاف الجعفرية بشأن إنشاء مركز زوار مسجد الخميــس وتكوين مسار ثقافي تنموي للحفاظ على هذا المعلم باعتباره موقعاً أثرياً مهماً لن يتم مسه أو إضافة أية مرافق أو أنشطة مستجدة فيه أو على خارطة الموقع الخاصة به». وأوضحت الشيخة مي أنه «من المخطط تكوين مســـار ثقافي تنموي وعمرانــي، يتصــل فيــه المسجد بمدرسة الخميس والمعروفة باسم مدرسة المباركة العلوية ويشمل المسار في اتصاله بالمكونات المكانية كلاً من عين بو زيدان والمزارع المحيطة بهذه المنطقة»، مشيرة إلى أن «لقاءها مع رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشهر الماضي شهد بحث فكرة استثمار الأرض الواقعـــة إلى شمـــال المسجـــد وتحويلها إلى مواقف سيارات ملائمة لزوار المركز الذي ستقوم وزارة الثقافة بتشييده خلال المراحل المقبلة».ويتضمن مركز زوار مسجد الخميس، بحسب مي بنت محمد، «جميع المعلومات التاريخية المتعلقة بالمسجد، إضافة لتطوير الممرات المحيطة بالموقع وإضافة عناصر تجميلية ليصبح أحد أهم معالم التراث البحريني الإسلامي». وتابعت أن «مصمم المشروع الاستشاري كلاوس وهلرت يقــوم بالتنسيــــق مع الاستشاري المحلي «شركة باد» بتصميم المركز، وقد اشتُهر هذا المهندس بتصميــم المتاحـــف المحليـــة للمواقـــع الأثرية، حيث تعكس تصاميمه احترام الموقع وأهميته وخصوصيته وعدم طغيان المباني المضافة من متاحف أو مراكز زوار على المبنى التاريخي الأصلي. وتابعت أن «المهندس وهلرت أعد مقترحاً لتطوير موقع مسجد الخميس يضم مركزاً للمعلومات يتيح للزائر التجوال في قاعة لعرض تاريخ المسجد وإبراز أهميته ومكانته على مر العصور الإسلامية كأحد أقدم المساجد في منطقة الخليج العربي». وقالت الشيخة مي إن «وزارة الثقافة قامت بالإجراءات اللازمة للعمل التوثيقي، إضافة إلى أعمال التنقيب الضرورية، حيث تم اكتشاف ضريح أثري بشواهده»، مشيرة إلى أن «الدراسة تهتم بالمباني التراثية المحيطة بالمسجد كمدرسة الخميس وعين بو زيدان، بهدف تهيئة مشروع متكامل لترميم أقدم مسجد تاريخي في البحرين وإحياء محيطه العمراني بمــا يتــلاءم وقيمته الدينية والتاريخية والأثرية».