يشكل المتطرفون الفرنسيون والبلجيكيون نحو ألف فرنكوفوني داخل تنظيم الدولة "داعش” الإرهابي في سوريا والعراق من حيث هم يقاتلون "الكفار”، على حد زعمهم، ويدبرون عمليات في أوروبا على غرار اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً و352 جريحاً الجمعة الماضي.ويؤكد الخبراء أن هؤلاء يخضعون لقيادة كوادر فرنسية أو بلجيكية أو أشخاص من أصول مغاربية يتمتعون ببعض الاستقلالية خصوصاً للتخطيط لاعتداءات في بلدانهم الأصلية.وصرح رومان كاييه الباحث في الشؤون الإسلامية لوكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس”: "علينا أن نؤكد مجدداً أنه لم يعهد لأي فرنسي بمسؤوليات كبيرة في صفوف "داعش”. فالفرنسيون ليس لديهم على الأرجح الكفاءات اللازمة لتولي مناصب رفيعة كما أن التنظيم يخشى الاختراقات”. وأضاف "لكن بعض الفرنسيين هم قياديون من الصف الثاني. وقد يكون هناك 5 فرنسيين مكلفين بالكتائب أو معسكرات التدريب. والبعض مسؤولون دينيون أو أئمة وبالتالي نفوذهم ليس كبيراً”.وتبنى "داعش” مراراً في العراق مسؤولية هجمات بسيارة أو شاحنة مفخخة يقودها انتحاريون فرنسيون أو بلجيكيون ويستهدفون في معظم الأوقات مواقع للجيش العراقي أو الميليشيات التابعة له.وتقدر السلطات الفرنسية بنحو 600 عدد المواطنين الفرنسيين "في أرض الجهاد” "قتل 142 منهم على الأقل و250 عادوا إلى بلادهم”، في حين تقدر بروكسل بنحو 300 عدد البلجيكيين الموجودين حالياً على الأرض وقد قضى 80 منهم.وعبد الحميد أباعود، البلجيكي من أصل مغربي، والملقب بأبي عمر البلجيكي هو المحرض على اعتداءات 13 نوفمبر، والذي قتل خلال عملية لقوات النخبة الفرنسية الأربعاء الماضي. وقد نشرت صوره هذا الشتاء في مجلة دابق الدعائية لتنظيم الدولة بالإنجليزية ويفتخر في 4 صفحات بأنه نجح في التوجه إلى بلجيكا للتخطيط لعملية أحبطت بعد مداهمة نفذتها الشرطة البلجيكية ثم العودة إلى سوريا من دون أن يرصد.وقال إيف تروتينيون المحلل السابق في جهاز مكافحة الإرهاب في الإدارة العامة للأمن الخارجي "كان هناك دائماً، ويعود هذا الأمر إلى معسكرات التدريب للقاعدة في أفغانستان، تجمعات بحسب الجنسيات للتفاهم وتفادي التوتر”.وأضاف "لكن يمكننا القول إن هناك جهاداً فرنسياً. اعتداءات 13 نوفمبر هي لقاء بين الجهاد الفرنسي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 20 عاماً والجهاد الشامل لتنظيم الدولة”.وتابع: إن "داعش” "منظمة لها قيادة مركزية لكنها تفسح المجال للمبادرات المحلية”. وأوضح "إنه اللقاء بين إرادة المنظمة الأساسية القيام بشيء ما والشبكات المحلية التي تستند إلى شبكاتها الخاصة والمبادرات المحلية”.وكان مصدر مقرب من التحقيقات في اعتداءات باريس ذكر أن جهادياً فرنسياً يدعى فابيان كلان سجل شريطاً صوتياً تلا فيه تبني تنظيم الدولة لاعتداءات باريس وتم بثه على الإنترنت.وقال المصدر إن كلان "35 عاماً” كان أحد عناصر الشبكات المتطرفة في مدينة تولوز وكان مقرباً من محمد مراح الذي قتل 7 أشخاص بينهم 3 أطفال يهود في 2012. وأضاف إيف تروتينيون أنه لهذا النوع من العمليات التي تنفذ في الخارج تعمل المنظمة كـ "تجمع جزيئات في تحرك مستمر”. وتابع "هناك زعيم وعناصر تنضم إليه من حين لآخر. ثم تأتي المنظمة وتتبنى المسؤولية في حال نجحت العملية”.وبالنسبة إلى التجنيد تعمل الشبكات الناطقة بالفرنسية كالشبكات الأخرى بفضل الاتصالات الشخصية والأسرية والمعلوماتية.وقال معهد "جيمستاون” الأمريكي في تقرير بعنوان "الفرقة الأجنبية الجهادية الفرنسية في سوريا” إنه "متى انتقل أول المتطوعين الفرنسيين إلى البلاد على الأرجح اعتباراً من مطلع 2013 ينظمون أنفسهم بفضل شبكات التواصل الاجتماعي لاستقدام من فرنسا الأشخاص المهتمين”.وذكر على سبيل المثال مدينة لونيل الصغيرة جنوب فرنسا حيث غادر 30 شخصاً إلى سوريا والتي تعد 25 ألف نسمة.