سيطرت قوات الأمن المصرية على حي الكرداسة بعد اشتباكات قوية مع مسلحين، إثر مداهمة الأمن بالتنسيق مع قوات الجيش للمنطقة الواقعة في محافظة الجيزة لضبط خارجين عن القانون ومتهمين مطلوبين بسبب تورطهم فى مهاجمة قسم شرطة كرداسة. وأدت الاشتباكات إلى مقتل مساعد مدير أمن محافظة الجيزة، اللواء نبيل فراج، فيما أكدت مصادر أمنية أن العملية أدت إلى اعتقال 48 من عناصر الإخوان. ولقي اللواء فراج حتفه فور وصوله المستشفى متأثراً بطلق ناري أصيب به بعد 20 دقيقة فقط من بدء عملية الاقتحام. وبدأت قوات الأمن المصري، بالتنسيق مع قوات الجيش في مداهمة منطقة كرداسة صباح اليوم الخميس، لضبط الخارجين عن القانون والمتهمين المطلوبين من قبل النيابة العامة، بسبب تورطهم في مهاجمة قسم شرطة كرداسة، وقتل ضباطه الـ11 والتعدي على رجال الشرطة وسحلهم والتمثيل بجثثهم. وشهدت المنطقة حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والعناصر المسلحة، وسط إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائى من أعلى العمارات على قوات الأمن. وتمكنت قوات الشرطة من محاصرة منزل أحد المتهمين الرئيسيين فى واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة ويدعى محمود الغزلان، بينما يقوم ملثمون من الأعراب الذين ينتمون إلي الحركات المتشددة بإطلاق الرصاص بشكل عشوائى فى العديد من الشوارع. وتغطى سماء كرداسة سحب كثيفة من الدخان، بعد قيام عدد من المتحصنين فى المنطقة بإشعال إطارات السيارات التى كانوا قد ألقوها بالشوارع فى وقت سابق من صباح اليوم الخميس، وذلك لعرقلة القوات أثناء الدخول وتقليل تأثير القنابل المسيلة للدموع، وقد جعل هذا الدخان الرؤية متعثرة بالشوارع. وتتعامل القوات مع الموقف بحذر تحسبا لاستغلال المتهمين تلك الأدخنة وإطلاق النار على القوات المقتحمة، حيث أغلقت مخارج المنطقة تماماً، وحاصرت المتهمين بالمدينة ومازالت عمليات الكر والفر مستمرة بين قوات الأمن والمتورطين فى مجزرة كرداسة. ومن جانبه، قال سامي عبد الراضي رئيس قسم الحوادث بصحيفة "الوطن"المصرية أن عدد المطلوبين أمنياً في منطقة كرداسة يبلغ 135 شخصاً صدرت بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة. واضاف عبد الراضي ان هؤلاء المطلوبين مسلحون يملكون أسلحة ثقيلة تبدأ بالبنادق وتصل إلى الـ"آر بي جي" وهي نفس الأسلحة التي استخدمت في استهداف مركز شرطة كرداسة سابقاً. تدابير أمنية مسبقة وكانت قوات الأمن فرضت حصارا واسعا، استعدادا لاقتحام المنطقة ليل الأربعاء/الخميس، ونشرت العديد من الآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب وأعدادا كبيرة من قوات الأمن المركزي، بالإضافة إلى دعم من قوات الجيش بالمدرعات والجنود، والتي قامت بإغلاق مداخل كرداسة كافة والسيطرة عليها. وقبل ذلك شهدت المنطقة حالة من الهدوء الحذر والترقب الشديد من القوات، التي تمركزت على مداخل المنطقة، حيث أحاطت القوات جميع مداخل المنطقة. واختفى المارة من شوارع كرداسة بعد مناشدة قوات الأمن للأهالي بعدم الخروج في الشرفات أو الأسطح، وعدم السماح لأى أشخاص غرباء بالدخول إلى المنازل والاختباء بها، فيما استمرت القوات بتضييق الخناق على المنطقة. يذكر أن منطقة كرداسة تحت سيطرة أنصار الإخوان المسلمين منذ أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في الرابع عشر من أغسطس الماضي.