كتبت ـ سلمى ايهاب:قالت مدرسة الروابي الخاصة أمس إن وفاة الطفل راشد فاضل جعفر، الذي قضى مختنقاً إثر نسيانه في حافلة المدرسة، جاءت إثر «خطأ في تنفيذ التعليمات»، واصفة قرار وزير التربية بتعليق الدراسة في المدرسة بـ«الحكيم» حتى يتسنى للمدرسة والوزارة الانتهاء من التحقيق.وأضافت المدرسة في بيان أمس أنه «ببالغ الحزن والأسى تنعى مدرسة الروابي فقيدها الغالي الطفل راشد الذي وافته المنية إثر خطأ في تنفيذ التعليمات التي لم تأل إدارة المدرسة جهداً في توضيحها والتأكيد عليها للمعنيين بسلامة الطلاب بدءاً من أخذهم من بيوتهم صباحاً حتى إرجاعهم سالمين بعد انتهاء الدوام المدرسي».وتابعت أنه «بهذا المصاب الجلل نعزي ذوي الفقيد ونسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنته ويلهم ذويه الصبر والسلوان».وشكرت المدرسة وزارة التربية والتعليم «على سرعة التعامل مع الحدث ومتابعة الوزير د.ماجد النعيمي شخصياً لمجريات التحقيق الذي استمر إلى وقت متأخر وتفضله بإصدار قراره الحكيم بتعليق الدراسة في المدرسة حتى يتسنى لإدارة المدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الانتهاء من التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المقصرين في أداء الواجب وضمان عدم تكرار الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر سلباً على سلامة وأمن الطلاب».من جانبها قالت مديرة العلاقات العامة بمدرسة الروابي لمياء معتوق، إن سائق باص مدرسة الروابي، ومشرفته، لهم جزء في مسؤولية التسبب بوفاة الطفل راشد، مضيفة أن المدرسة تعمل فعلاً على اتخاذ الخطوات اللازمة لإخلاء مسؤوليتها. وأضافت أن مديرة الروضة اعترفت خلال التحقيق معها، بتحملها جزءاً من المسؤولية».وأكــدت معتــوق خــلال زيارتهــا لـ «الوطـــن» أن المدرسة ستصدر اليوم قرارت تأديبية بحق المقصرين، مشيرة إلى أن تلك القرارات جاءت عقب اجتماع إدارة المدرسة أمس في غياب مالكة المدرسة التي أوقفت في وقت لاحق.وأشارت إلى أن المدرسة يستحيل أن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه وفاة الطفل، مشيرة إلى أن الإدارة لم تتفاجأ برد فعل وزارة التربية والتعليم، بدءاً من الوزير وحتى طاقم الوزارة بأكمله، وذلك بعد استدعائهم للتحقيق بشأن الحادثة، وأضافت أن تصرفهم كان محترماً وراقيــاً جــداً، إذ عبــروا جميعـاً عن أساهم تجاه الطفل والمدرسة كذلك، وبمجرد مقابلتهم للوزير والوكيل قدموا لهم التعازي».وأعربت في حديث لـ «الوطن» عن أن الخطأ الوحيد الوحيد الذي وقعنا فيه هو عدم إبلاغنا الوزارة بالخبر مباشرة، وأرجعت أسباب ذلك إلى انهماكها في الكشف عن هوية الطفل، ونقله للمستشفى سعياً لإنقاذه، ليقينها وقتها بأنه لا يزال على قيد الحياة»، وأضافت أن المستشفى لم يسمح لهم بالتواجد، وكذلك لم يقبل أفراد الأمن، رغم وجود طاقم الإدارة بأكمله هناك.وأكدت أن قرار التوقيف الدراسي الذي اتخذه الوزير قراراً حكيماً، يراعي نفسيات الجميع، ويسمح للجهات المختصة باستكمال إجراءات التحقيق، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك طلبة بالمدرسة يوم الحادثة، نظراً لأنه يوم تعريفي مفتوح لأولياء الأمور، بخلاف طلبة الروضة، الذين ينتظمون في مبنى منفصل، ولم يتواجد بالمدرسة سوى موظفي الإدارة بمكاتبهم، والمدرسين في صفوفهم.وأخبرتها «الوطن» أثناء حديثها، بنبأ توقيف صاحبة المدرسة ومسؤولة المواصلات، الأمر الذي فاجأها، ووصفته بـ «المستحيل ..!».وعلقت على الخبر بقولها «صاحبة المدرسة عواطف جاسم رضي، كانت مطلوبة للتحقيق، لكنها كانت في حالة إغماء، منعتها من التواجد في بادئ الأمر، وبعد إسعافها استجمعت قواها وحضرت منتصف التحقيق».أثناء التحقيقوذكرت لـ «الوطن» أن إدارتــي المدرســـة والروضة بأكملهما، تواجدتا أثناء التحقيق الذي أقيم بقيادة الوزير، إذ حضرت مديرة الروضة ومدرّسة الصف، ومالكة المدرسة ومديرها، كما حضرت مديرة التعليم الخاص هند الدوسري، ومديرة التطوير في التعليم الخاص الأستاذة بدرية العوضي.وقالـــت معتوق: «تواجــدت فـــي جميـــع لجان التحقيق، ماعدا الذي أقيم مع صاحبة المدرسة عواطف جاسم رضي»، مضيفة أن لجنة تحقيق وزارة التربية، مع المدرسة بعد انتشار خبر الحادثة، استمرت من الثانية ظهراً حتى السابعة مساءً، وأوضحت أن التحقيق أتى بشكل منفرد مع كل شخص.ولفتت إلى أن مديرة الروضة توجه لهـــا سؤال «هل تتهمين أحداً بشكل مباشر في الحادث؟»، فقالت لا أتهم أحداً، فقط الإهمال والتقصير في الواجب هما السبب. وأضافت: «لن نعلن أياً من القرارات حالياً، ولكننا ندرس الموقف حتى يجازى الجميع بقدر المسؤولية». وأوضحت أن الرسالة التي تسعى لإيصالها تكمن في: «نحن لا نحمل أنفسنا المسؤولية كاملة، ونشكر وزارة التربية والتعليم بكل طاقمها، وعلى رأسها الوزير، ونشيد بأي قرار سيتخذ من بعد الإجراءات التي سنتخذها يوم الأحد».وقالت إن مدرسة الروابي، نظمت اجتماعاً أمس، لكنه لم يكتمل بسبب استدعاء مركز الشرطة للأستاذة عواطف الساعة 12 ظهراً، ومن ثم استدعاؤها من قبل النيابة بعد ذلك بساعتين «2 ظهراً»، مشيرة إلى أن مدير الحسابات موقوف كذلك.