135 مليون درهم مبيعات معرض الشارقة الدولي للكتاب و1.5 مليون عنوانسلطان القاسمي: نحن في حضرة كتاب نور ضد الجاهليةأحمد العامري: مسيرة الفيصل شملت الشعر والأدب والفكر والفن والتراث مريم الهاشمي: الخليج العربي ملتقى حضارات هندية وفارسية ويونانيةجيف ماك: الصورة قادرة على التعبير عن الحالة النفسية للشخصيةكيربي روزانيس: العلاقة بين الصورة والكلمة تبادلية وكل منها تخدم الأخرىكتب- علي الشرقاوي: الكتابة عن معرض كتاب، هي كتابة عن مكان يجمع عدداً كبيراً من الكتب تصل القارئ بيسر وسهولة، وحينما أجيء للكتابة عن معرض الكتاب في الشارقة، أجد نفسي أتعامل مع الفضاء الخارج عن أطر المكان التقليدي.ليس أمامي الكتاب، إنما فضاء مفتوح ليس على الثقافة البشرية بصورة خاصة، بقدر ما هو على الثقافة الكونية، حيث ترى وأنت تتجول في أجنحة المعرض على التنوع غير المحدود في حديقة الثقافة الإنسانية.المفاجأة الأولى تفاجأت كثيراً بهذا الزخم الطلابي الهائل لطلبة المدارس، من كل المدارس الرسمية والخاصة، العربية والأجنبية، من كل الأعمار من الصفوف الأولى إلى الأخيرة، أولاد وبنات، فهم المسيطرون كما شعرت من رؤيتي لهم، يسيطرون على الأجنحة، على المطاعم والمقاهي، على مساحات السير، تتقدمهم ألعاب خاصة بهم، يشاهدونها أو يشاركون فيها.رأيت المستقبل يبدأ من هنا، فحينما يتعود الطفل منذ نعومة أظفاره على الذهاب إلى المعرض، حتى لو كان بشكل رحلة مدرسية، فإنه بذلك يشكل له ذاكرة لا يمكن أن تمحى.الأطفال يسيرون في كل الاتجاهات، وأنا أراقبهم بفرح طفلي غامر، وأحاول أن أعيش اللحظة التي بها يعيشون.نور ضد الجاهليةانتهت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ34 بمشاركة 1502 دار نشر من 64 دولة، وحضور حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، وعدد كبير من الكتاب والناشرين العرب والأجانب.وأقيم المعرض بمركز إكسبو الشارقة في الفترة من 4 ـ 14 نوفمبر، وقدم العارضون 1.5 مليون عنوان، وهو العدد الأكبر من عناوين الكتب على مدى تاريخ المعرض.وقال حاكم الشارقة في كلمة الافتتاح «نحن في حضرة كتاب.. هذا الكتاب الذي هو نور ضد الجاهلية.. حق لليقين». وأضاف «هنا في معرض الشارقة كل الكتب تقريباً يسمح لها، أما إذا كان هناك تطاول على ذات أو شخصيات أو على مبادئ دينية فهذا نحن لا نسمح به».ومن أبرز الوجوه العربية المشاركة في دورة هذا العام الروائي السوداني حمور زيادة، والشاعر المصري فاروق شوشة، والروائي التونسي شكري المبخوت، والروائية اللبنانية هدى بركات، والشاعر العماني سيف الرحبي، والمسرحي العراقي عبد الإله عبد القادر، والروائي المغربي محمد برادة.ومن الغرب جاء الكاتب الأيرلندي دارين شان، والكاتب والشاعر النيجيري بين أوكري، والكاتبة والشاعرة الباكستانية فاطمة بوتو، والمترجم والروائي الياباني شوجو أوكيتاني.وكرم المعرض في الافتتاح الأمير خالد الفيصل الذي اختير «الشخصية الثقافية» لدورة هذا العام، تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه لترسيخ الوسطية والاعتدال وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة.تكريم الفيصل.. تكريم للشعر وجاء تكريم المعرض لهذا العام للأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة كشخصية ثقافية لهذه الدورة، تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه لترسيخ الوسطية والاعتدال وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة.وتمنح الجائزة لشخصية ثقافية أو مؤسسة عاملة بالحقل الثقافي يتم اختيارها بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة.ويتم وفقاً لـ»وكالة الأنباء السعودية» اختيار الشخصية الثقافية بناء على عطائها في الحراك الثقافي العام أو التأليف والكتابة الإبداعية أو الإسهام الفاعل في الحياة الثقافية الرسمية والأهلية.وعبر رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري، عن الفخر باختيار الأمير خالد الفيصل الشخصية الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيراً إلى أن مسيرة سموه تحفل بإنجازات ثقافية لم تقتصر على الشعر والأدب، وإنما امتدت لتشمل الفكر والفن والتراث، وتميز عطاؤه بتكريم المبدعين في مختلف المجالات من خلال إشرافه على جائزة الملك فيصل العالمية وجوائز مؤسسة الفكر العربي وغيرها.وخلال الأعوام الماضية فاز بالجائزة عدد من أبرز الشخصيات الثقافية في العالمين العربي والإسلامي، بينهم المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» د.عبدالعزيز التويجري عام 2014 ووزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني عام 2013، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الكاتب والشاعر حبيب الصايغ عام 2012، وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة في المغرب محمد بن عيسى 2011.المعرض الكبيرمعرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام أكد زخمه الثقافي ودوره المعرفي في إثراء التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، مستمداً حضوره من رؤية حاكم الشارقة، هادفاً إلى إحداث تأثير فاعل ومستمر في الاهتمام بالكتاب، وجعل القراءة عادة يهتم بها أفراد الأسرة كافة، للنهوض بواقعهم، وتنمية مهاراتهم، وفهم الماضي لمعايشة الحاضر والاستعداد للمستقبل.وشاركت 1547 دار نشر من 64 دولة عربية وأجنبية في معرض الشارقة الدولي، وعرضت مجتمعة أكثر من 1.5 مليون عنوان، وهو العدد الأكبر من عناوين الكتب المعروضة أمام الجمهور على مدى تاريخ المعرض، في حين شهدت دورة العام 2014 مشاركة 1256 دار نشر من 55 دولة، ومن بين دور النشر كان هناك 890 دار نشر محلية وعربية، و433 دار نشر أجنبية، عرضت كتبها وإصداراتها بأكثر من 210 لغات، على مساحة 16000 متر مربع في مركز إكسبو الشارقة.وتميز المعرض هذا العام بمشاركة عدد كبير من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية والفكرية والرسمية والأكاديمية، من مختلف دول العالم أثرت أجواء المعرض وحققت له مزيداً من الشهرة والنجاح، وشارك معظمها في البرنامج الفكري للمعرض والفعاليات الأخرى المصاحبة.ومن أبرز الشخصيات المشاركة في المعرض، النجم المصري محمد صبحي، والسفير والكاتب السياسي المصري د.مصطفى الفقي، وعشرة من الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر»، يتقدمهم الكاتب والأكاديمي التونسي د.شكري المبخوت، الفائز بجائزة البوكر 2015 عن روايته «الطلياني»، و3 من أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، وهم الناقد والمفكر السعودي د.سعد البازعي، والكاتب والناقد المغربي د.محمد برادة، والشاعر العُماني سيف الرحبي.وضمت قائمة المشاركين بالمعرض الكاتبة والممثلة القطرية وداد الكواري، والشاعر المصري فاروق شوشة، والكاتب والناقد المسرحي البحريني د.إبراهيم غلوم، والوزير والشاعر الأردني جريس سماوي، والروائية السورية لينا هويان الحسن، والروائي والكاتب المصري محمد المنسي قنديل، والشاعرة اللبنانية ندى الحاج، والإعلامي المصري أحمد المسلماني، والروائي السوداني حمور زيادة، والشاعرة والكاتبة الكويتية سعدية مفرح، والروائية والشاعرة الفلسطينية سوزان أبو الهوى، والناقد والأكاديمي العراقي د.صبري حمادي، والكاتبة الكويتية هبة حمادة، والروائية اللبنانية هدى بركات.ومن خارج الوطن العربي، كان الزوار على موعد مع مؤلف كتب الشباب الأكثر مبيعاً في أيرلندا دارين شان، والكاتب والمذيع في «بي بي سي» وقناة سكاي البريطانية جون مكارثي، والكاتب والشاعر النيجيري الفائز بجائزة «مان بوكر» بين أوكري، والفنان والمصمم الجرافيكي الفلبيني كيربي روسينس، والكاتبة والشاعرة الباكستانية فاطمة بوتو، والمترجم والروائي الياباني شوجو أوكيتاني، والكاتبة والمخرجة الجنوب أفريقية إلين بروكتور. ومن الهند شارك في المعرض الكاتب والخبير الإداري جورتشاران داس، والممثل الشهير موهانلال، والشاعر والكاتب والناقد ك.ساتشي دناندان الحائز على 21 جائزة لمساهماته الأدبية، والمايسترو وعازف الإيقاع ماتانور سانكاران كوتي، والشاعر الغنائي والمؤلف الروائي فيراموثو، والمؤلفة ورائدة العمل الاجتماعي سودها ميرثي، وكاتب القصص القصيرة. بادمانابهان، والكاتب ورجل الأعمال سوبروتو باغشي. 1000 فعالية ثقافيةحفل البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالندوات والمحاضرات والأمسيات، شارك فيها نخبة من الكتاب والمثقفين والمفكرين القادمين من مختلف دول العالم، وناقشوا موضوعات أدبية وثقافية متنوعة على مدار 11 يوماً.ونظم المقهى الثقافي 3 أمسيات يومية، وتنوعت مضامين هذه الأمسيات بين قراءات في كتب، وقضايا أدبية وفنية وتاريخية وإعلامية ودينية، إضافة إلى شؤون الترجمة، وأدب الطفل، واللغة العربية، والتوعية الاجتماعية، وتطوير الذات. وشهد المعرض إقامة أكثر من 1000 فعالية متنوعة، منها 33 فعالية في «المقهى الثقافي»، بواقع 3 ندوات يومية، وتنوعت عناوين الندوات بين قراءات في كتب، وقضايا أدبية وثقافية، نقاشات حوارية، مع التركيز على موضوعات عدة، مثل الإعلام، والترجمة، والتاريخ، واللغة العربية، وشارك فيها أكثر من 50 من المتحدثين الإماراتيين والعرب المقيمين في دولة الإمارات. وتضمن البرنامج الفكري للمعرض تنوعاً في الموضوعات والعناوين ناقشها مختصون وأكاديميون وباحثون وروائيون وكتاب وشعراء وإعلاميون ومفكرون عرب وأجانب، حيث أسهمت نقاشاتهم في إثراء لغة الحوار وتعزيز رسالة المعرض الثقافية.1.2 مليون زائر وتجاوز عدد زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب، من عشاق الكلمة المقروءة، في نسخته الرابعة والثلاثين المليون 227 ألف زائر من داخل دولة الإمارات وخارجها، ما أسهم في تعزيز النشاط السياحي والتجاري بإمارة الشارقة بشكل خاص، من خلال زيادة العديد من شركات الطيران الإقليمية لرحلاتها الجوية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة المعرض.وارتفعت خلال فترة إقامة المعرض نسبة الإشغال في فنادق الشارقة، وحركة الشحن نتيجة شحن الكثير من الزوار الأفراد وممثلي الجهات الحكومية والمكتبات من الدول الشقيقة والصديقة مشترياتهم من الكتب جواً وبراً، وكل هذا يأتي في ظل اختيار الشارقة عاصمة السياحة العربية. وشهد المعرض هذا العام إقبالاً كبيراً من طلبة مختلف مدارس دولة الإمارات، ضمن برامج زيارات جماعية نظمتها المدارس.وحقق حجم المبيعات نسباً عالية لدى كافة المشاركين، من دور النشر والمؤسسات، حيث تجاوز حجم المبيعات 135 مليون درهم أي ما يعادل 37 مليون دولار أمريكي، ما يؤشر على مدى إقبال القراء والزوار والجمهور على المعرض من أجل اقتناء الكتب وحب المعرفة والقراءة.للطفل نصيب وافر حقق ركن الأطفال نقلات نوعية ملفتة مقارنة بالدورات السابقة، وجاء برنامج الطفل في النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب حافلاً بالعديد من الفعاليات والبرامج التعليمية والترفيهية الخاصة بالطفل.وبدأت تلك الفعاليات منذ اليوم الأول لانطلاقة المعرض، ومن أبرزها ركن الخطوات الصغيرة، وجاء مواكباً لتطلعات أطفال المراحل العمرية المبكرة، ومعززاً لثقافة التواصل مع كافة الأعمار، لتنشئة أجيال تتمتع بالبنية الذهنية والعقلية المتطورة والقادرة على الانطلاق نحو المستقبل في خطوات رصينة وثابتة. ونظم المعرض برنامجاً مميزاً للطفل، تضمن عدداً كبيراً من العروض المسرحية والفنية، والفعاليات التربوية والتوعوية، والورش العلمية التفاعلية، توجهت إلى الأطفال من مختلف الفئات العمرية، وساهمت في تنمية قدراتهم، وتعزيز مواهبهم، وإثراء معارفهم بالعلوم والآداب والفنون المشوقة. وللمرة الأولى، خصص المعرض جناحاً خاصاً على مساحة 150 متراً مربعاً للقصص المصورة «الكوميكس»، بالتعاون مع شركة ComicCave، أكبر موزع في دولة الإمارات لمنتجات الكوميكس، وبمشاركة 26 عارضاً.وتضمن الجناح مجسمات ومجلات وألعاب وهدايا، تحمل صور أشهر شخصيات هذا القصص، إضافة إلى الفعاليات والورش والعروض متنوعة للصغار والكبار، بينما تضمن المعرض عدداً كبيراً جداً من كتب الأطفال تناسب مختلف الأعمار، وكل ما يسهم في تحقيق مزيد من تنمية مواهب الأطفال وتطوير مهاراتهم الذهنية والكتابية والفنية.المستودع الرقميوللسنة الثانية على التوالي يستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب، مؤتمراً مشتركاً بين المعرض وجمعية المكتبات الأمريكية، ويقام للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة.وشهدت فعاليات المؤتمر على أرض وقاعات معرض الشارقة الدولي للكتاب الرابع والثلاثين، مناقشة قضايا عديدة تخص المكتبات وفهرستها، وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في الفهرسة، كما تضمنت الندوات والمحاضرات عرضاً لتجارب مهمة في هذا الشأن، ونقاشات عدة حول عملية تحول المكتبات إلى منصات رقمية. وكشفت هيئة الشارقة للكتاب خلال المؤتمر عن تنفيذ مشروع المستودع الرقمي لمكتبات الشارقة، الهادف إلى توفير جميع موجودات هذه المكتبات، ويعد أيضاً الأكبر من نوعه في المنطقة على الشبكة العنكبوتية، من دون أية قيود أو عوائق، مع الحفاظ على الملكية الفكرية لأصحاب المؤلفات والأعمال. وقالت الهيئة إن مشروع المستودع الرقمي في الشارقة، يشكل إضافة مهمة إلى الرصيد المعرفي للإمارة، حيث سيكون من السهل على جميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية في مختلف الدول، الوصول إلى محتويات مكتبات الشارقة، بما في ذلك الكتب والدوريات والمواد السمعية والبصرية والكتب القديمة والنادرة، وبذلك تصبح مقتنيات هذه المكتبات متاحة للعالم.جوائز المعرضوخلال حفل افتتاح المعرض كرم صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2015، وفي مقدمتهم جائزة شخصية العام الثقافية، لصاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل، وجائزة اتصالات.ودشن سموه كتابه الجديد «سيرة مدينة» ويسرد من خلاله قصة مدينة الشارقة خلال فترة الاحتلال البريطاني للمنطقة وما شهدته من تقلبات سياسية.بينما استضاف المقهى الثقافي بمعرض الشارقة الدولي للكتاب ندوة بعنوان «الحركة الشعرية بدولة الإمارات»، قدمتها الشاعرة الإماراتية مريم الهاشمي، تحدثت خلالها عن أهم محطات الشعر المعاصر في الإمارات، وموقعها الاستراتيجي الذي منحها مزيداً من الأهمية.وقالت الهاشمي «إن الساحل الشرقي للخليج العربي أو ما يسمى اليوم بمنطقة الخليج العربي، منطقة لها تاريخها القديم، منذ كانت طريقاً للملاحة بين الشرق والغرب، وملتقى لحضارات عديدة هندية وفارسية ويونانية أيضاً، فهي رأس الطريق التجاري إلى الشرق عن طريق وادي السند وإلى الغرب عن طريق وادي الرافدين، ولا شك أن الملاحة تنقل القيم والعادات والعقائد والعرف والثقافات والأنظمة الاجتماعية والسياسية، وكان الخليج العربي أساساً مهما لهذا التفاعل الحضاري».وأضافت «من الصعب أن نؤرخ شعر الإمارات المعاصر، أو حتى معرفة أهم محطاته، وفق تسلسل تاريخي، أو منهج نقدي يميز التقليدي منه عن المجدد، لأنه بذلك لا ينفي بعض الشعراء حقهم، فالشعر في الإمارات سلك طريقين النبطي والأدبي الفصيح، فكان الإقبال على النبطي من قبل مجالس القوم أكثر، وإن كان هناك تشجيع من الجماعات المثقفة للفصيح، ويعود السبب في ذلك لمحدودية النشر والتوزيع، في القديم أو انعدامها».وحاولت مريم شاهين أن تقدم مجموعة من الأدلة والبراهين، تبين أسباب ظهور الحركة الشعرية في دولة الإمارات، التي كانت بدايتها على يد الشاعر سالم بن عويس مواليد عام 1887، المولود بالشارقة ببلدة الحيرة، ونشأ في بلدية الحمرية، وبدأ يقول الشعر وهو فتى لا يتجاوز السادسة من عمره، وكان شغوفاً بالمطالعة، في وقت كانت الكتب والمجلات، لا يصل منها إلى المنطقة إلا القليل.وأكدت الهاشمي أن الواقع الأدبي في دولة الإمارات، هو صورة مصغرة للواقع الأدبي في الوطن العربي، حاول سكانها معرفة أسباب نهضة رسخت معالمها في أجزاء كثيرة من الوطن العربي، وكان لها تأثيرها الواضح في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سيما الحركة الأدبية الحديثة.وذكرت أن الحركة الأدبية في الإمارات أفرزت عدداً من الشعراء أسهموا في بلورة أدب عربي مميز، ويعد سالم بن علي العويس واحداً من أهم الشعراء أنجبتهم تلك الحركة، إذ أسهم في بلورتها وتشكيلها وإظهارها إلى العالم، إلى جانب الشعراء مبارك العقيلي، والشيخ أحمد بن سلطان، خلفان بن مصبح، سلطان العويس، وإبراهيم المدفع وصقر بن سلطان القاسمي.وأضافت أن شعراء المنطقة منهم أيضاً من اعتمدوا على تثقيف ذاتهم بوسائل مختلفة، من خلال متابعة صحف ومجلات كانت تصل إلى المنطقة بطريقة غير منتظمة، أو من خلال إذاعات كانت تبث بالعربية، كما كان الحال بالنسبة لخلفان بن مصبح الذي يبدو أنه أول من اقتنى مذياعاً في المنطقة.الصورة والكلمة وناقش عدد من المختصين في الرسم والكتابة الأدبية، طبيعة العلاقة الرابطة بين الصورة والكلمة، خلال مشاركتهم في ندوة «قصص ورسوم»، في ملتقى الكتاب على هامش فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.وشارك في الندوة كل من الأمريكي جيف ماك، والفلبيني كيربي روزانيس، والسوداني صلاح المر، وأكدوا أن العلاقة بين الصورة والكلمة متبادلة، داعين إلى ضرورة عدم انسلاخ الرسام والكاتب عن بيئتهم المحيطة.وخلال ندوة أدارها محمد حميدة، أشار جيف ماك إلى محاولاته الدائمة لتقديم قصصه بأقل قدر ممكن من الكلمات، مبيناً أن هدفه الوصول إلى قصة متكاملة دون الاضطرار إلى استخدام الكلمات المصاحبة لها.وقال «عندما أبدأ بالقصة، أعمل على تقديمها في البداية على شكل رسوم دون اللجوء إلى استخدام الكلمات التعبيرية، لأني أعتبر أن الصورة تكون في أحيان كثيرة قادرة على التعبير عن الحالة النفسية للشخصية التي أقدمها للقارئ». وأضاف «أحاول دائماً اختزال عدد الكلمات قدر الإمكان، كما في قصة غود نيوز باد نيوز وقدمتها بـ3 كلمات فقط»، موضحاً أن السبب في ذلك هو محاولته منح الطفل الفرصة لأن يقرأ ما يدور في عقول الشخصيات، من خلال ما تبديه من إيحاءات وتعابير.وأردف جيف «أعتقد أن هذه الطريقة قادرة على تنمية وتوسيع الخيال لدى الطفل، وتقوية وبناء شخصيته، من خلال إقامته لعلاقة ودية مع شخصيات القصة». «الصورة ذات إحساس شامل» هو ما أكد عليه صلاح المر في مستهل حديثه، وقال «بالنسبة لي أعتبر أن الصورة لا تغني في بعض الأحيان عن الكلمة، التي أعتبر أنها ضرورية لتوضيح المعنى فقط، فضلاً عن كونها تملك القدرة على خلق العلاقة بينها وبين النص المكتوب».وأشار المر إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الصور دائماً محاكية للنص، إلا في الكتب التعليمية حيث يختلف الأمر، مؤكداً ضرورة عدم انسلاخ الرسام والكاتب عن بيئته وأن يحاول استلهامها في أعماله، لأن ذلك يجعل منه فناناً حقيقياً. بينم قال الفلبيني كيربي روزانيس «أعتقد أن العلاقة بين الصورة والكلمة، علاقة متبادلة، فكل واحدة منها تخدم الأخرى، خاصة في كتب الأطفال والروايات والكتب التعليمية، وبلا شك وجود الصورة إلى جانب الكلمة يعمل على تعزيز الخيال وفتح الآفاق أمام التفكير سواء للصغار أو الكبار». وواصل «بالنسبة لي دائماً أعتمد أن الكلمة تمكن من رسم الخطوط الأولى لصورة أنوي تقديمها إلى القارئ، لأن الكلمة هنا تعتبر المفتاح الأساسي للوصول إلى الصورة».ودعا إلى ترك المجال للرسام لأن يبدع صورته بحسب الطريقة التي يراها مناسبة، وإلا يتم فرض فكرة الصورة أو شكلها عليه، حتى يتمكن من تقديم صورة صادقة ومعبرة عن النص المكتوب.
معرض الشارقة للكتاب.. حديقة الثقافة الإنسانية
27 نوفمبر 2015