وزارة الدفاع الروسية تعلق التعاون مع الجيش التركيأردوغان يأسف لعدم رد بوتين على اتصالاتهتركيا تستدعي سفير موسكو إثر أعمال عنف ضد سفارتها بروسياعواصم - (وكالات): بعد يومين من إسقاط تركيا المقاتلة الحربية الروسية «سوخوي 24» على الحدود السورية، أعلنت موسكو أنها تستعد لاتخاذ تدابير اقتصادية ضد أنقرة التي تشكك روسيا في مصداقيتها حيال مواجهة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، بينما دافعت تركيا بحزم عن التزامها محاربة التنظيم المتطرف بعد اتهامات روسية في هذا الشأن، واستبعدت الاعتذار لموسكو عن إسقاط الطائرة. ومنذ تلك الحادثة، الأكثر خطورة لموسكو منذ بداية تدخلها العسكري في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، استبعد زعيما البلدين أي تصعيد عسكري في المنطقة.ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنها علقت جميع قنوات التعاون مع الجيش التركي بما في ذلك الخط الساخن الذي أنشىء لتبادل المعلومات بخصوص الضربات الجوية الروسية في سوريا.وأعلنت وزارة الخارجية التركية أنها استدعت السفير الروسي في أنقرة لإدانة أعمال العنف التي استهدفت سفارتها في موسكو. لكن السلطات الروسية، المستاءة من مقتل اثنين من جنودها، أحد الطيارين وجندي من القوات الخاصة خلال المشاركة في عملية إنقاذ، قررت الرد تجارياً رغم العلاقات الاقتصادية الوثيقة التي نشأت بين البلدين في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا «لن تعلن الحرب» على تركيا، لكنها «ستجري إعادة تقييم جدية» للعلاقات الروسية التركية بعد ما اعتبر إسقاط الطائرة «استفزازاً متعمداً». بدوره، طلب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من حكومته إعداد سلسلة إجراءات اقتصادية في غضون أسبوعين رداً على «العمل العدائي» لتركيا. وألمح من دون الخوض في التفاصيل إلى إمكان تعليق مشاريع مشتركة وزيادة التعرفات الجمركية وتقييد تحركات الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الإقليمية الروسية. كما قد يتاثر تشغيل اليد العاملة التركية في روسيا. وفي خطاب بأنقرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التزام أنقرة مكافحة تنظيم القاعدة «لا جدال فيه». ونفى أردوغان بشكل قاطع أن تكون تركيا تسمح بمرور مبيعات النفط التي يقوم بها التنظيم المتطرف أو تستفيد منها. وقال إن «الذين يتهموننا بشراء النفط من «داعش» من واجبهم إثبات اتهاماتهم وإلا فهذا تشهير». وأضاف أن «»داعش» تبيع النفط الذي تستخرجه إلى الرئيس السوري بشار الأسد (...) تحدثوا عن ذلك مع الأسد الذي تدعمونه». وتصاعد التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة منذ إسقاط تركيا الطائرة الروسيا الثلاثاء الماضي قرب الحدود السورية. وتؤكد تركيا أنها أسقطت طائرة السوخوي 24 لأنها دخلت مجالها الجوي وبعدما حذرتها 10 مرات. لكن روسيا تقول إن طائرتها لم تدخل المجال الجوي التركي ولم يتم الاتصال بها لتحذيرها قبل إسقاطها. وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسفه لعدم تلقي روسيا أي «اعتذارات واضحة من قادة تركيا ولا عروض للتعويض عن الأذى والضرر، ولا وعود بمعاقبة المجرمين المسؤولين عن جرائمهم» بعد إسقاط الطائرة. لكن أردوغان استبعد ذلك كلياً. وأكد لقناة «سي ان ان» في مقابلة ستبث لاحقاً «هؤلاء الذين انتهكوا مجالنا الجوي يجب أن يعتذروا وطيارونا وقواتنا المسلحة قاموا بواجبهم فقط». من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش خلال زيارة إلى الشطر الشمالي المحتل من جزيرة قبرص «لا داعي لكي تعتذر تركيا عن وضع نحن فيه على صواب لكننا عبرنا عن أسفنا عبر الهاتف بالأمس» مشيراً إلى محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وأكد أردوغان مجدداً التزامه مكافحة «داعش». وقال إن «معركتنا ضد «داعش» متواصلة بجد ودون كلل (...) وتركيا هي البلد الوحيد تقريباً الذي يكافح داعش بجدية». وأضاف أنه أمر «لا جدال فيه». ونفى الرئيس التركي من جديد أي موقف مناهض لتركيا وبرر رد الفعل العسكري لبلده بالتطبيق الصارم «لقواعد الاشتباك» التركية. وقال «ليس هناك أي سبب لنستهدف عمداً روسيا التي نقيم معها علاقات قوية جداً(...) وسنضطر للرد بالطريقة نفسها إذا وقع هذا الحادث اليوم». وعبر أردوغان عن «حزنه» للحادث والتهديدات بالرد اقتصادياً من الجانب الروسي. وقال «نحن شركاء استراتيجيون». ورد أردوغان على تصريحات بوتين الذي اتهمه بأسلمة تركيا. وقال إن «رجب طيب أردوغان و99 % من الأتراك مسلمون». وأضاف «بماذا سيرد إذا قلت إن الإدارة الروسية تقوم بتنصير روسيا؟».وأعرب أردوغان في وقت لاحق عن أسفه لعدم رد بوتين على اتصالاته الهاتفية.ولتركيا وروسيا مواقف متناقضة بالنسبة للنزاع السوري حيث تطالب أنقرة منذ البداية برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة فيما تشدد موسكو على بقائه في أي تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة 250 ألف شخص خلال أربع سنوات ونصف. ونشر الجيش التركي ما قدمه على أنه تسجيلات لتحذيرات وجهت إلى قائد الطائرة الروسية قبل إسقاطها على الحدود السورية. وجاء في أحد هذه التسجيلات باللغة الأنجليزية تسجيل تكرر للعبارات التالية «هنا سلاح الجو التركي. أنتم تقتربون من المجال الجوي التركي. اتجهوا جنوباً فوراً». لكن قنوات التلفزيون الروسي نقلت عمن قالت إنه الطيار الذي نجا من حادث الثلاثاء الماضي تأكيده أنه لم يتلق «اي تحذير» ولا «اي اتصال» من الجيش التركي الذي كان قال إنه أصدر 10 تحذيرات في غضون 5 دقائق.على صعيد آخر، طلبت موسكو من مواطنيها عدم السفر إلى تركيا، الوجهة المفضلة للروس، متحدثة عن تهديدات إرهابية، ما يمكن أن يحرم البلد من أكثر من 3 ملايين زائر روسي سنوياً. إلى ذلك، طلب وزير الرياضة رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم فيتالي موتكو من الأندية الروسية عدم السفر إلى تركيا خارج إطار الأحداث الرسمية. وذكرت وسائل الإعلام التركية، أن 50 سائحاً تركيا أعيدوا من مطار موسكو منذ الثلاثاء الماضي رغم الإعفاء من تأشيرة الدخول بين البلدين.ودعت وزارة الخارجية الروسية الروس الموجودين حالياً في تركيا إلى العودة إلى بلادهم. وبحسب صحيفة «يني شفق» التركية، فإن أردوغان يأمل بلقاء نظيره الروسي على هامش قمة المناخ المرتقبة في 30 نوفمبر الحالي في باريس. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد أنه لم يتم بحث هذه المسألة. أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يسعى إلى تشكيل تحالف دولي موسع مع موسكو ضد المتطرفين في أعقاب هجمات باريس، فقد تحادث هاتفياً مع أردوغان الذي دعا إلى «تجنب التصعيد».وأعلن الجيش الروسي أنه «دمر» مجموعات للمسلحين كانت في منطقة تحطم الطائرة، بعيد عملية سمحت بإنقاذ أحد طياريها.