كتبت - سلسبيل وليد: فيما بدأت الحركة تدب في الأسواق المركزية للحوم يعتزم قصابون إغلاق محلاتهم نهائياً عن العمل خوفاً من الخسارة، موضحين أن شركة البحرين للمواشي تعتزم رفع سعر اللحم الأسترالي إلى 3 دنانير ونصف عقب انتهاء المخزون لديها، وكشفت الشركة أن لديها 20 ألف رأس من المخزون حيث تطرح يومياً كميات أكثر من السابقة نظراً لإقبال المواطنين، موضحة أن الشركة سيقل استيرادها 25% من المواشي الحية عن السابق، كما إن الأسعار لن تكون ثابتة بل ستتغير، في حين يتوجه عدد من المطاعم التي قاطعت شراء اللحوم لطرحها للمستهلك خلال الأيام القليلة القادمة.ولاحظت عدسة «الوطن» إقبال المواطنين أكثر من السابق على شراء اللحوم في سوق الرفاع المركزي، وأكد قصابون أن الطلب على شراء اللحوم يزداد صباحاً وحتى الظهيرة، مشيرين إلى أن أمس كان من أكثر الأيام إقبالاً على سوق اللحوم بعد خصام طويل.وقال نائب رئيس شركة البحرين للمواشي يوسف الصالح إن قرار رفع اللحم إلى 3 دنانير ونصف لم يقرر إلى الآن وعقب انتهاء المخزون ستتخذ الشركة ما يلزم من قرارات مناسبة، والشركة تمتلك 20 ألف رأس من المخزون بعدما كان 140 ألف رأس، وتم خفض السعر لدينار واحد و800 فلس لتصفية المخزون.وكشف الصالح أنه بعد انتهاء المخزون ستستمر الشركة باستيراد الأغنام الحية بكميات أقل من السابق بنحو 25% حيث كانت تستورد 30 ألف رأس من الأغنام الحية كل 20 يوماً، في حين أن الأسعار ستحدد فيما بعد، مشيراً إلى أن أسعار اللحوم لن تكون ثابتة وإنما ستؤثر عليها عدة عوامل منها العلف والنقل وغيره من الإجراءات الأخرى ولن تكون مدعومة من الحكومة كما كانت في السابق، وأوضح أن الشركة ستلجأ لبيع اللحوم المبردة وبأسعار مناسبة للمواطنين، كما ستشهد الأسواق مبرداً مستورداً وحياً مستورداً وأبقاراً طازجة من باكستان وبنفس السعر الحالي خصوصاً وأن نوعيتها وأسعارها مقبولة. وأشار الصالح إلى أن الطلب على اللحوم بدأ في التزايد يوماً بعد الآخر ولوحظ ذلك من سحب سوق المحرق المركزي من بداية نوفمبر وحتى 19 منه 1100 رأس، ثم طلب السوق أمس 300 رأس، وسيزداد الطلب في الأيام المقبلة، ويسحب سوق المنامة يومياً ما بين 1000 و1500، بدأت تتزايد 300 رأس في اليوم، ومن ثم بدأت الأسواق تعود لطبيعتها وارتياد ملحوظ من المستهلكين.ونوه الصالح أن الشركة لن تكون اللاعب الوحيد في السوق حيث سيدخل السوق تجار منافسون وسيعرضون أنواعاً وبدائل كثيرة، مؤكداً أن السوق سيتوازن عاجلاً أم آجلاً وسيتوازن العرض والطلب، حيث إن الشركة ستستمر في طرح المواشي بمختلف أنواعها المبردة والحية.وقال الصالح، فيما يخص الدجاج، إن أسعارها لن ترتفع كثيراً ولكنها عوقبت بالمقاطعة مع اللحوم دون ذنب يذكر لها، فالسعر الأصلي يفرق عن الحالي بنحو 300 فلس فقط ولكنه تأثر بنفس العزوف عن اللحم، مشيراً إلى أن الإقبال عليها بدأ، موضحاً أن الدجاج المحلي لن يطرح كاملاً في الأسواق سوى 65%، في حين أن الباقي سيخزن وسيباع كمبرد ويوجه للتصدير، كما سيتم التعاون مع المطابخ والمطاعم لشراء الدجاج المحلي.وقال أحد قصابي سوق الرفاع المركزي، إن يوم أول أمس شهد أقبالاً ملحوظاً من المستهلكين على شراء اللحوم، موضحاً أن المستهلكين بدؤوا بشراء اللحم الأسترالي بالسعر الحالي، وكذلك اللحم الباكستاني، مضيفاً أن الأسابيع السابقة لم تكن مزدحمة كما في السابق، ولكن بدأ السوق تدريجياً يرجع لطبيعته، ويتحرك ولم يكن ساكناً، وتمنى أن يستمر الناس في العودة للسوق كما كان.وقال القصاب بسوق المحرق المركزي يوسف إنه ينوي إغلاق محله بعد الخسارة، وكشف أنه باع 12 ذبيحة فقط في 3 أسابيع، بعدما كان يبيع 30 ذبيحة من الغنم شهرياً، ناهيك عن البقر، مشيراً إلى أن الأرباح لا تكفي لدفع أجور العاملين والمحل، وأوضح أن الناس بدأت تتقبل أسعار اللحوم الحالية وتقبل عليها نوعاً ما أكثر من السابق، ولكن سنخسر إذا استمرينا نتحدى في السوق، فالحركة قليلة جداً، موضحاً أن بعض الأسعار مرتفعة جداً فالنعيمي بـ7 دنانير، في حين أن الأسترالي ديناران و200 فلس والصومالي بين 3 ونصف و4 دنانير، والبحريني 3 دنانير ونص.وأضاف يوسف أن العديد من القصابين ينوون إغلاق محلاتهم لعدم قدرتهم على الاستمرار وسط تأرجح السوق فالقصاب بالكاد يبيع ذبيحة في اليوم الواحد ووسط تقلبات السوق وتفاوت الأسعار لن يستطع القصابون الصمود طويلاً، خصوصاً وأن هناك نية لرفع سعر اللحم الأسترالي الحي إلى 3 دنانير ونصف بعد انتهاء المخزون، متخوفا أن يعود السوق كما السابق في هدوئه وسكونه عقب رفع السعر وانتهاء المخزون.ومن المتوقع أن يتوجه عدد من المطاعم المقاطعة إلى شراء اللحوم من الأسواق المركزية في اليومين المقبلين والبدء في طرحها على قائمة الطعام حيث توقفت نهائياً عقب رفع الدعم عن بيع اللحوم ضمن وجباتها. يذكر أن اللحوم عادت لسوق المحرق المركزي بشكل جزئي لأول مرة منذ حوالي شهر بعرض اللحم العربي، في الوقت الذي من المتوقع أن يقوم فيه أكثر من قصاب في السوق بشراء ذبائح من شركة البحرين للمواشي لعرضها للبيع في السوق للمرة الأولى منذ نهاية سبتمبر الماضي، وكان بيع اللحوم في سوق المحرق قد توقف بشكل مطلق منذ مطلع أكتوبر مع سريان قرار رفع الدعم عن اللحوم مع امتناع القصابين عن شراء الذبائح بسبب ارتفاع أسعارها بنسبة تجاوزت الـ250% مع وجود حملة شعبية تدعو لمقاطعة شراء اللحوم.وكانت اللحوم قد عادت للمرة الأولى بشكل كلي لسوق المحرق يوم الخميس 20 نوفمبر، بعد امتناع القصابين عن شراء الذبائح من شركة البحرين للمواشي نظراً لارتفاع أسعارها وعزوف المستهلكين عن شرائها، وبدا السوق مليئاً باللحوم في حين كان الإقبال ضعيفاً من المستهلكين، وعرض القصابون ذبائح من الغنم الأسترالي المذبوح محلياً بسعر دينارين إلى جانب لحم البقر الباكستاني بـ2.200، ناهيك عن ذبائح اللحم العربي التي أكد القصابون أنها حظيت بأكبر نصيب من الإقبال.ووفرت 70% من محلات السوق المركزي للحوم في المنامة ما يقارب 500 ذبيحة وأكثر من 130 قطعة من لحم البقر الباكستاني، بالإضافة إلى عدد من ذبائح الغنم الأسترالي المذبوح محلياً والتي يتم توفيرها حسب طلب القصابين وذلك في 27 أكتوبر الماضي، في حين استمر غياب المستهلكين من التوافد على السوق فيما عدا بعض الأجانب الآسيويين ممن قدموا لشراء بعض الكيلوات القليلة بالرغم من أن السوق شهد افتتاح أكبر عدد من المحلات منذ مطلع شهر أكتوبر الماضي ورفع الدعم عن اللحوم بنسبة تصل إلى 70% من محلات السوق.