أكد سمير رشدي أن الأديب والمفكر الراحل سهيل بشروئي مفكر خارج حدود وطنه، فكّر إنسانياً في كيفية جمع الشمل بين الشرق والغرب باستخدام أدب اللغة العربية وتعريف الحضارة والثقافة العربية والشرقية إلى المجتمع الغربي، وبدأ مسيرته العملية بالتدريس بالجامعة الأمريكية في بيروت من سنة 1968 إلى 1986، ثم انتقل بعدها إلى جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة وشغل منصب أستاذ كرسي السلام في جامعة مريلاند إلى يوم وفاته في 2 سبتمبر الماضي.وأضاف، في ندوة تكريمية نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بالتعاون مع الجمعية البهائية، بحضور عدد من رجال الثقافة والأدب أن الراحل هو المؤسّس للاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية، والأستاذ المؤسس لكرسي جبران خليل جبران لدى مركز أبحاث التراث في جامعة ماريلاند في الولايات المتّحدة الأمريكية، كما إن له العديد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية والتي ترجمت للعديد من اللغات العالمية، وسعى من خلال مؤلفاته للحديث حول الروحانية وهي أساس الدين، كما تحدث كثيراً أيضاً في كتبه عن تجربة جبران خليل جبران وأفكاره ورؤيته.وأوضح أن جوهر فكر سهيل بديع هو نشر مفهوم التعايش مع أفراد الكوكب والوطن الواحد ويتحقق من خلال وضع الفرد لنفسه مكان الشخص الآخر أو بمعنى آخر كيف تنظر إلى الآخر، مؤكداً أنه الفكر الذي آمن به الأستاذ بشروئي ومنبع إنجازاته والكتب التي ألفها وحياته بناها على أسس فكرية وثقافية وروحانية ثابتة وعميقة، إضافة إلى إيمانه غير العادي بوحدة الجنس البشري ونبذه التعصب بين البشر والعمل على الاتحاد والألفة والوئام، كما إن نظرته العامة للكون الذي تتقاسمه الشعوب والأديان تمثل خريطة للأساس المشترك الذي يقوم عليه التراث الروحاني في العالم، كون واحد وشعب واحد، مهما اختلفت الحدود في الأخير كلنا بني آدم، فالدين واحد لا يمكن تجزئته وكلما ازداد المرء تعمقاً في فهم الدين تأكدت له وحدة العالم الإنساني.وأشار إلى أن بشروئي يرى أنه لو تم تحليل أسباب الصراعات بين البشر لوجد أن أغلب الصراعات كانت بسبب الاقتصاد والاستيلاء على مناطق الموارد الاقتصادية، ومازالت إلى حد كبير موجودة في يومنا، ولكن هناك صراعاً آخر هو صراع الأديان وصراع الحضارات في نفس الدين تجد هناك صراعات والمذاهب، وأصبح الدين بدلاً من أن يكون سبباً للاتحاد أصبح سبباً للفرقة، لذلك لابد من وجود حوار بين الأديان وبين الناس حتى تتوحد، إضافة إلى أنه آمن أن الوحدة الأساسية للأسرة الإنسانية هي المساواة وقدسية الإنسان وقيمة المجتمع الإنساني التي تؤدي إلى المحبة وإنكار الذات والتعاطف.
رشدي: بشروئي مفكر خارج حدود وطنه وأدبه
29 نوفمبر 2015