«إذا كان الله عز وجل قد من علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به أن نوجه هذه الثروة لإصلاح البلاد، ولسوق الخير إلى شعبها، والعلم هو الطريق الوحيد للنهضة والتقدم ومواجهة تحديات العصر وخدمة التنمية في الدول النامية، ودولة الإمارات حريصة على المشاركة قولاً وعملاً في دعم استراتيجية التنمية ونقل التكنولوجيا إلى دول العالم الثالث». بتلك الكلمات المأثورة، لحكيم العرب، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يواصل قادة الإمارات العربية المتحدة ملحمة النهضة، سائرين على درب ونهج أبيهم «زايد الخير»، في تكريس جل وقتهم وطاقاتهم وثروات بلادهم لتنمية وازدهار المواطن الإماراتي، واضعين نصب أعينهم، وصيته، لتكون نبراساً لهم، في سلوك دروب التنمية. وعلى الصعيد الداخلي، أكد تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن «المواطن الإماراتي وهو يحتفل بالعيد الوطني، يعيش نهضة حضارية ورفاهية»، مشيراً إلى أن «سكان الدولة يعيشون في رفاهية حيث لا يوجد أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع، وبلغت نسبة الفقر في البلاد صفراً».وقال المركز الوطني للإحصاء في الإمارات إن «تقرير التنمية البشرية، أكد أن المعدل العام للفقر في الإمارات يبلغ 0.002%، في حين تصل نسبة الفقراء من إجمالي عدد السكان إلى 0.6%». وعلى مدار عقود، لم تقف المساهمات الخيرية الطيبة للشيخ زايد وأبنائه عند حدود دولتهم، بل امتدت إلى إخوانهم وأشقائهم في الدول العربية والإسلامية، حيث لا توجد دولة عربية وإسلامية إلا وفيها اسم الشيخ زايد، يطلق على محافظة، أو مدينة، أو مؤسسة خيرية، أو هيئة تعليمية ودينية، فهكذا هي دروب الخير، وهكذا كان «زايد الخير»، الذي أوصل خيرات بلاده إلى المحتاجين في كل دول العالم. وفي هذا الصدد تصنف الإمارات اليوم الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية إذ احتلت المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية خلال عام 2014 قياساً بدخلها القومي الإجمالي، إذ بلغ حجم المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها الدولة 18 مليار درهم «4.89 مليار دولار أمريكي». ويؤمن قادة الإمارات بأن مساعدة أشقائهم ينبع من إحساس بالمسؤولية تجاههم، حيث يمثل العمل الإنساني الذي تتميز به الإمارات، سلوكاً حضارياً وعلامة بارزة ومضيئة على خريطة العطاء الإنساني خارجياً.