كتب - مازن أنور:مطر مبارك المعروف بــ»أبو غسان».. من لا يعرفه في الملاعب والمسابقات الكروية البحرينية.. هو الرجل طيب القلب صاحب الابتسامة الدائمة.. هو الشخص المتعهد بتوفير الأولاد ملتقطي الكرات في المباريات المختلفة سواءً مباريات الدوري المحلي أو حتى مباريات المنتخبات الوطنية.. هو الشخص الذي نقل لنا يوم أمس معاناته من عدم الحصول على مستحقاته من قبل الاتحاد البحريني لكرة القدم.. المستحقات المالية التي تعود للعام الماضي.. لم نعهده أن يتحدث بهذه النبرة.. ولكن يوم أمس انهمرت دموعه وهو ينقل معاناته بالهاتف إلينا.. لم تنهمر من دون سبب بل لأنه وصل إلى مرحلة يصعب السكوت عنها.. مكالمة حملت معاناة انتظار لرجل متقاعد يعيل زوجةً مريضة.. معاناة رجل يحاول الوصول إلى حقوقه في اتحاد الكرة ولكن لا يوجد مجيب.لم أكن أنوي أن أتحدث عن قصة أبو غسان في فضفضة هذا اليوم «الخميس»، ولكنني تأثرت عما قاله هذا الرجل الطيب حيث قال «أنا أخدم الاتحاد البحريني لكرة القدم منذ 10 سنين في هذه المهنة، أتولى العناية بأكثر من 40 ولداً البعض منهم أعمارهم صغيرة، نعمل في 10 مباريات على أقل تقدير في الأسبوع الواحد عندما ينطلق الموسم، حالياً أصرف من جيبي ما يقارب 50 ديناراً في كل جولة، هذه المصروفات متمثلة في وجبات الأولاد ومصاريف المواصلات، لا يعقل أن أتركهم من دون وجبات ومدة تواجدهم في الملاعب تكون في بعض الأحيان خمس ساعات أو أكثر وبعض الأحيان يعودون إلى بيوتهم بعد العاشرة والنصف ليلاً، أعاني من إحراج كبير مع أهاليهم، حيث إنني مسؤول عن حقوقهم المالية، هؤلاء الأولاد يعملون كملتقطين للكرات إلى جانب التركيز على دراستهم، حقوقهم في رقبتي، ماذا لو أخذ الله أمانتي، كيف سيحصل هؤلاء الأولاد على حقوقهم».أبو غسان يواصل في حديثه الإنساني «أتعلم يا مازن لقد اضطررت لأخذ قرض من البنك، بنك البحرين والكويت من أجل ألا أقع في الإحراج مع الأولاد وأهاليهم»، وسألناه «هل حاولت التواصل مع المعنيين في اتحاد الكرة؟»، فأجاب «نعم لقد وعدنا عارف العباسي بالاجتماع معنا ولكن هذا الأمر لم يحصل حتى أنه لا يجيب على الهاتف وهو شخص غير متعاون، كما إننا طرقنا جميع الأبواب بما فيها باب أمين عام اللجنة الأولمبية الذي وعد بحل مشكلتنا، وبالفعل اجتمعنا بالأخت في بوعلاي ولم نتحصل على شيء».الحديث يتواصل مع أبي غسان وسألناه «كم هي مستحقاتك يا بوغسان؟»، فأجاب «مستحقات الموسم الماضي 3600 دينار، ومستحقات الموسم الحالي من كأس الاتحاد 2700 دينار من دون مباريات دوري الدرجة الأولى والثانية».ما إن أغلق أبو غسان الهاتف حتى بدأنا بالتواصل مع الأخ عارف العباسي ولكنه لم يجب على اتصالاتنا، وبعثنا له رسالة نصية برغبتنا في التواصل معه بشأن موضوع ملتقطي الكرات ولم يبادر بالتواصل كذلك.ويبقى السؤال العالق والمهم هو «هل يعقل بأن مسابقاتنا الكروية وصل بها الحال بأن تضع على عاتق رجل متقاعد وبسيط وذي وضع مادي متواضع عبء الديون والقروض الشخصية؟ وأين هم المسؤولون الذين وعدوا بحل هذه المشكلة؟ نتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يقوموا بالنظر جدياً في قضية هذا الرجل المخلص».
رجــــل متقاعــــد يقتــــرض.. والســـبــــب اتحــــاد الكــــرة البحرينــــي!!
03 ديسمبر 2015