كتب - حذيفة إبراهيم:وقع رؤساء تحرير الصحف المحلية ميثاق شرف إعلامي، يرفض التخوين والطائفية ويؤكد وجوب الالتزام بمعايير الوحدة الوطنية بالصحافة المحلية، بينما اعتبرها وزير شؤون الإعلام عيسى الحمادي تجسيداً لوعي القائمين على الصحف بأهمية الالتزام بآداب المهنة وأخلاقياتها على أسس من المصداقية والأمانة والموضوعية، ومراعاة المصلحة العليا للوطن والمواطن، ونبذ دعوات الفرقة والتعصب والكراهية.وعبر الحمادي عن اعتزازه بالمبادرة الأولى من نوعها في تاريخ الصحافة الوطنية بين رؤساء تحرير الصحف المحلية، مؤكداً أن الصحافة المستقلة والكلمة الصادقة الموضوعية في ظل أجواء الانفتاح الديمقراطي والحرية المسؤولة، من أهم دعائم حفظ أمن الوطن واستقراره ووحدته وتماسكه، وتكريس قيم الود والتسامح، وتدعيم مسيرة البناء والنهضة التنموية والحضارية.وقال إن توقيع ميثاق الشرف الإعلامي جاء انطلاقاً من إيمان وزارة شؤون الإعلام ورؤساء التحرير، بأهمية الرسالة التنويرية للصحافة الوطنية، ودورها الرائد في دعم مسيرة الديمقراطية، وإدراكاً منهم بثقل الصحافة البحرينية وتاريخها العريق منذ تأسيس أول جريدة بحرينية، وتواصل رسالتها في دعم وتعزيز خطط النهوض والنمو، ودفع عجلة البناء والتقدم في شتى القطاعات والمجالات خلال العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.وأثنى الحمادي على حرص رؤساء تحرير الصحف البحرينية على المشاركة في إعداد الميثاق وصياغته، بما يؤكد التزامهم بتثبيت دعائم الحرية المسؤولة وترسيخ القيم المهنية الأصيلة في العمل الصحافي.وأشاد الوزير بالقيم والمبادئ الراقية المنصوص عليها في ميثاق الشرف، والنابعة من روح الدستور وميثاق العمل الوطني، والمتوافقة مع المواثيق الصحافية والإعلامية والحقوقية الدولية فيما يتعلق باحترام حرية الرأي والتعبير المسؤولة، وعدم السماح بالتحريض على العنف أو الكراهية الدينية أو الطائفية أو العنصرية أو العرقية أو المساس بكرامة الأشخاص وحياتهم الخاصة.وأكد الحرص على تطوير البنية التشريعية والتنظيمية لقطاع الإعلام والاتصال عبـر إعداد مشروع قانون عصري مستنير بالتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبالشراكة مع المؤسسات الصحافية، حرصاً على الارتقاء بالرسالة الصحافية والإعلامية وتقيدها بالضوابط المهنية والأخلاقية، في ضوء التوجيهات السامية لجلالة الملك المفدى.من جانبهم أعرب رؤساء تحرير الصحف المحلية الموقعة على ميثاق الشرف، عن شكرهم وتقديرهم لوزير شؤون الإعلام على رعايته ومبادرته الوطنية الجامعة، في إطار الحرص المشترك على تحري الدقة والموضوعية في التعبير عن الرأي، وترسيخ روح الوحدة والتماسك بين أبناء المجتمع الواحد، وتجنب دعوات التمييز أو التشهير أو الإساءة لحقوق الآخرين وحرياتهم وسمعتهم، والحفاظ على الأمن القومي والآداب العامة.وأكد رؤساء تحرير الصحف المحلية «الوطن، أخبار الخليج، الأيام، الوسط، البلاد، النبأ»، تحملهم مسؤولية الرقابة الذاتية في تطبيق المعايير المهنية والأخلاقية، في الحفاظ على القيم الإنسانية المشتركة، وترويج ثقافة التسامح والسلام، واحترام التنوع الديني والمذهبي والثقافي في المجتمع البحريني، وفقاً للدستور والتشريعات الوطنية، والتعاليم الدينية السمحة، وما تؤكده المواثيق والاتفاقات الدولية.من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل، إن الحاجة اليوم لميثاق الشرف في ظل القانون المعمول به باتت ضرورية لتنظيم العمل الصحافي في البحرين لمواجهة تحديات المنطقة التي فرضت واقعاً إعلامياً مختلفاً، مؤكداً أن ميثاق الشرف يسهم في ترشيد الخطاب الإعلامي.وأضاف «قبل ستة أشهر عندما بدأ المشروع، تفكرت في جدواه، ووجدت أن العديد من الكتاب والصحافيين لديهم انجراف نحو التطرف، ويجب معالجة ذلك».فيما أشاد رئيس تحرير صحيفة أخبار الخليج أنور عبدالرحمن بميثاق الشرف الإعلامي، مشيراً إلى أن المؤسسات الصحافية هي مؤسسات إخبارية بالدرجة الأولى وليست مؤسسات سياسية أو عقائدية.وقال إن النقد البناء هو أحد ملامح ممارسة حرية التعبير، مستدركاً «لكن يجب ألا يأتي الانتقاد على حساب الوطن».بينما أثنى رئيس تحرير صحيفة الأيام عيسى الشايجي، على فكرة توقيع ميثاق شرف بين رؤساء التحرير، متطلعاً إلى الالتزام به انطلاقاً مما تمر به المنطقة من أوضاع وحفاظ على الوحدة الوطنية.بدوره أكد رئيس تحرير صحيفة الوسط منصور الجمري، أن ما جذبه للتوقيع على ميثاق الشرف الإعلامي هو استرشاده بتوجيهات جلالة الملك المفدى، ويلتزم بدستور البحرين الذي يقدس المواطن وكرامته ويحفظ حقوقه في ظل القانون ويلتزم بالقوانين الواجب الالتزام بها.وأعرب عن أمله أن يسترشد بالميثاق الصحافي في القانون الجديد، لافتاً إلى أن هذا الميثاق إذا تم الالتزام به فهو يعزز توجيهات جلالة الملك المفدى.في حين بين رئيس تحرير صحيفة البلاد مؤنس المردي، أن ميثاق الشرف الإعلامي لرؤساء تحرير الصحف البحرينية يأتي مكملاً لميثاق الذي وقعه الصحافيون عام 2011، وفكرة شارك فيها جميع رؤساء التحرير، وواثقين من نجاحها بفضل رؤية وتطلعات رؤساء التحرير.وأعرب رئيس تحرير جريدة النبأ عبدالمنعم المير، عن شكره لوزارة شؤون الإعلام على مساندتها ورعايتها لتوقيع رؤساء التحرير لميثاق الشرف الإعلامي، بما يسهم في تطوير العمل الصحافي.ويتضمن ميثاق شرف رؤساء تحرير الصحف المحلية، العديد من البنود والمبادئ المستلهمة من مواثيق الشرف الصحافية العالمية، مع مراعاة خصوصية المجتمع البحريني، بما يؤكد حرص رؤساء التحرير باعتبارهم ممثلين لقادة الرأي على الارتقاء بمستوى الحقوق والحريات التي تتمتع بها الصحافة البحرينية، وفتح المجال أمام العاملين بها لتولي زمام المبادرة في تنوير وتثقيف الرأي العام، في إطار من الضوابط الأخلاقية والمهنية تكفل مزيداً من المهنية والاستقلالية للمؤسسات الإعلامية، وبما يضمن تحقيق المصالح العليا للوطن وللمواطن وحفظ مقدساتهم ومكتسباتهم.ويستقي الميثاق بنوده الرئيسة من روح وثوابت القواعد الأساسية التي أقرها العمل والأعراف الصحافية المعمول بها في المملكة منذ إصدار أول مطبوعة ورقية وحتى الآن، وأحكام الدستور وبنود ميثاق العمل الوطني، والناصة جميعها على كفالة حرية الصحافة والصحافيين، وبما يتوافق مع قيم المجتمع ووحدة وتماسك مكوناته واحترام مقدساته، وبشكل يتماشى مع التزامات المملكة بالمواثيق والعهود الحقوقية الدولية، سيما تلك الداعمة لدور الصحافة الوطنية المستقلة كوسيط نزيه في نقل المعلومة والرأي بنزاهة وشفافية ودون مساس بآداب وأخلاقيات المجتمع والمهنة.ويدعو الميثاق إلى احترام عدة مبادئ رئيسة، يجيء في مقدمتها ترسيخ أواصر الوحدة الوطنية، وعدم التحريض وإثارة الفرقة بين أي من مكونات المجتمع، مع التمسك بمعايير تضمن نزاهة وموضوعية ومصداقية العمل الصحافي والعاملين به، ودورهم الرائد في حماية المنجزات الوطنية بعيداً عن الإثارة أو التوجيه المغرض أو الاعتداء على الخصوصيات أو بث الشائعات والمعلومات غير المؤكدة أو الإساءة لعلاقات المملكة بأصدقائها أو حلفائها أو رموزها.وينص الميثاق على حزمة مبادئ تشمل العمل على ترسيخ أواصر المودة والوحدة الوطنية بين فئات المجتمع والحفاظ على الأمن والاستقرار الوطني بما يخدم المصلحة الوطنية، وتجنب أي توجه لبث روح التمييز أو التشهير أو الفتنة والتفرقة بين فئات المجتمع في أي حال من الأحوال. ويدعو الميثاق إلى عدم التحريض على بغض طائفة أو طوائف من الناس، أو على الازدراء بها أو التحريض المؤدي إلى الإخلال بالنظام العام أو بث روح الشقاق في المجتمع والمساس بالوحدة الوطنية، والعمل على ضمان المصداقية والحرية الإعلامية المسؤولة بما لا يمس المعتقدات الإسلامية والمصالح الوطنية والقيم والعادات الاجتماعية.ويحث الميثاق على العمل على تقصي مصداقية وصحة المعلومات والحقائق للأخبار والموضوعات المنشورة، وحفظ هوية ووحدة المجتمع بجميع فئاته، والالتزام بألا تكون الوسيلة الإعلامية أداة لإثارة الفرقة أو الطائفية أو ما يتيح فرصة التعدي على خصوصيات الآخرين أو خدش حياء المجتمع.وحذر من بث الشائعات والمعلومات غير المؤكدة على أنها حقائق، والحرص على عدم نشر اتهامات مسيئة تتعمد الضرر بالآخرين، والالتزام بعدم المساس بالمصالح مع الدول الإسلامية والعربية الشقيقة والدول الصديقة وفقاً للمعاهدات والمواثيق الدولية، والحرص على استخدام المفردات والمصطلحات والصور المهنية الراقية غير المثيرة للجدل أو المساس بالمعتقدات والمشاعر والآداب العامة.وأكد الميثاق ضرورة الحرص على الدقة والصحة والموضوعية المهنية في الصياغة وتحرير ومعالجة المعلومات والمواد والصور والمشاهد الإعلامية، والبعد عن التشهير أو التمييز والتعصب الديني أو العرقي أو السياسي أو الاجتماعي، والابتعاد عن نشر وترويج العبارات الطائفية والتصنيفات المذهبية، ومقالات تحمل الحدة والتشنج الطائفي وتخوين مكونات المجتمع وإثارة النعرات الطائفية بهدف الفرقة.ويدعو الميثاق إلى الالتزام من جميع المؤسسات الإعلامية والإعلاميين والصحافيين تحمل المسؤولية الذاتية بتطبيق المبادئ المهنية والقيم الأخلاقية للحرية الإعلامية وتحمل المسؤولية تجاه المساس بالمعتقدات الدينية أو القيم الأخلاقية أو التشهير أو التمييز تجاه أي من أفراد أو فئات المجتمع.وقع على ميثاق الشرف رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل، رئيس تحرير صحيفة أخبار الخليج أنور عبدالرحمن، رئيس تحرير صحيفة الأيام عيسى الشايجي، رئيس تحرير صحيفة الوسط منصور الجمري، رئيس تحرير صحيفة البلاد مؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة النبأ عبدالمنعم المير.
ميثاق شرف إعلامي.. لا للطائفية والتخوين ونعم للوحدة الوطنية
03 ديسمبر 2015