كتب - أبوذر حسين:دعا سياسيون وحقوقيون وناشطون من 16 دولة عربية وشعوب غير فارسية في إيران، إلى تعليق عضوية طهران في المنظمات الإسلامية العالمية «منظمة المؤتمر الإٍسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة الدعوة الإسلامية» وإدراج قضية الشعب الأحوازي ضمن الشعوب المحتلة. وأوضحوا في تصريحات لـ «الوطن» على هامش المؤتمر الثالث لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز الذي عقد تحت شعار «المقاومة الوطنية الأحوازية وعاصفة الحزم» أن عملية «عاصفة الحزم» العسكرية التي قادتها السعودية والدول الحليفة استطاعت وقف التمدد الإيراني في المنطقة وكسر شوكة أطماعه. الأمر الذي خلق واقعاً جديداً في المنطقة. وأكدوا، الأهمية الاستثنائية لعاصفة الحزم في كبح جماح إيران التوسعي وتدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وإثارة الفتن الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وأشاروا إلى أن مواداً في الدستور الإيراني تعطي الحرس الثوري كامل الصلاحيات في التوسع بالمنطقة وحماية مشروع الولي الفقيه من خلال تصدير الإرهاب. مؤكدين أن تلك المواد تنتهك حقوق الإنسان وتخالف قيم وقوانين الأمم المتحدة. الأمر الذي من شأنه سحب مقعد طهران في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فيما دعا مشاركون من شعوب غير فارسية داخل إيران للنضال والمقاومة في الداخل والخارج، وأكدوا «أننا في خندق واحد لمواجهة الاحتلال الفارسي».وربطت حركة تحرير الأحواز خلال مؤتمرها الثالث بين المقاومة الوطنية ضد الدولة الفارسية وعاصفة الحزم كدلالة معنوية واستراتيجية لتحرير الجسد العربي بالكامل من الهيمنة الإيرانية على بعض الشعوب، ولوقف تدخلات طهران السافرة في شؤونها الداخلية. طموح توسعي وخلايا نائمةوقال رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب جبر إن عاصفة الحزم أربكت حسابات الدولة الفارسية ووضعت حداً لتدخلها السافر في شؤون اليمن. مضيفاً أن العملية العسكرية التي قادتها السعودية بالتحالف مع عدد من الدول العربية تعتبر خطوة مثالية يمكن أن ننطلق منها كأساس عملي للتصدي للمشروع الفارسي الخطير في المنطقة. وأضاف إن عاصفة الحزم التي قادتها القيادة السعودية باقتدار أربكت حسابات الدولة الفارسية ووضعت حدا لتدخلها السافر في شؤون اليمن، وأكدت للعدو الفارسي أن سمة شعوب عربية تتعلق بهويتها وإنتمائها تقف بالمرصاد لكل محاولات الهيمنة أو تصدير إرهاب مشروع الولي الفقيه. وأشار إلى أن عاصفة الحزم يمكن أن ننطلق منها كأساس عملي للتصدي للمشروع الفارسي الخطير في المنطقة.وأشار إلى أن السلطات الإيرانية، وبهدف ترسيخ استعمارها للأحواز، لا تعمل على بناء وتعمير الإقليم، وإنما تنشغل ببناء مقرات للشرطة والمخابرات وأقبية التعذيب وممارسة عمليات إعدام متصاعدة، واتهم إيران بالوقوف وراء الأزمات الخطيرة التي تشهدها المنطقة حالياً، من خلال تصدير التطرف الطائفي. وشدد على ضرورة أن يتمدد هذا المشروع الاستراتيجي إلى الداخل الإيراني من خلال دعم الشعوب الإيرانية غير الفارسية في الحصول على حقوقها المشروعة وإنهاء الاحتلال الإيراني لها. محذراً من خطر خلايا إيران النائمة في أكثر من بلد عربي. مشيراً إلى أن إيران تهيئها لتنفيذ أجنداتها التوسعية إلى خارج أراضيها.وكان في كلمته، التي افتتح فيها المؤتمر، قال رئيس حركة النضال العربي قال في كلمته بافتتاح المؤتمر «إن قضية الشعب الأحوازي بدأت تلقى دعماً وتفهماً واسعين بعد 90 عاماً من احتلال إيران لهذا الإقليم العربي، حيث فشلت تلك الدولة في محو هوية شعب الإقليم وتجريده من انتمائه العربي، وشدد على أن هذا الشعب سيسترجع سيادته المغتصبة برغم ما يواجهه من اضطهاد سياسي واقتصادي وبيئي من قبل النظام الإيراني». مقعد إيران الأممي في خطرمن جانبه، كشف الجزائري طاهر بومدرة المدير السابق لمكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في العراق، أن مواداً في دستور إيران تمنح الحرس الثوري صلاحيات واسعة في تمديد نفوذها بالمنطقة، كما تحدث عن تقديمه لدراسة في الدستور الإيراني بينت أنه مصدر للإرهاب، وأن الدولة الفارسية يمكن أن تفقد مقعدها في الجمعية العامة للأمم المتحدة حسب دستورها. وأشار إلى أنه أصبح من الجدير إدخال قضية الأحواز في أجندة الأمم المتحدة من أجل تصفية الاستعمار. مؤكداً أنها قضية استعمارية لشعب مضطهد ومحروم من حقوقه الأساسية. وأشار بو مدرة إلى تجربته في إيران عام 2006 والدور التخريبي الذي تقوم به، وأكد أنه كان شاهد عيان على جرائم القتل والاعتقالات التي كانت تمارسها المنظمات الإيرانية. وأشار إلى أن ما لا يعرفه الغرب والمنظمات الدولية أن الإرهاب في إيران «مشرعن» دستوريا، حيث إن الدستور الإيراني الحالي يشير في مادته 117 على تصدير الإرهاب، من خلال الادعاء بنشر الثورة الإسلامية. كما منح جميع الإمكانات إلى الحرس الثوري للعمل من أجل توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة. ودعا الأحوازيين التوجه إلى المنظمات الدولية واتخاذ خطوات تدريجية لخلق لوبي أمريكي يدفع الكونغرس إلى تبني قضيتهم. مواجهة الاحتلال الفارسيوفيما طالب النائب في البرلمان البحريني محمد العمادي الدول العربية ولاسيما الخليجية بدعم الحركات التحررية للشعوب غير الفارسية في مواجهة الاحتلال الفارسي واستهدافه بكل الوسائل والطرق. أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبره أن المعركة واحدة والانتصار واحد ضد العدو الفارسي في سوريا والأحواز. مضيفاً أن جرحنا واحد وعدونا واحد وإذا وحدنا جهودنا ضد الاحتلال الإيراني سنحرر المحمرة ودمشق. وأوضح د. بدر الداهوم النائب السابق في البرلمان الكويتي على أننا نحتاج مشروعاً يواجه المشروع الصفوي الفارسي وهذا يستدعى منا كعرب أن نرسم خطة دقيقة وقوية تأخذ بعين الحسبان جميع القوى والحركات التحررية للشعوب في خارطة ما يسمى بإيران.ودعا صلاح الدين الفاروقي أمير منظمة جيش العدل البلوشية قي إلى توحيد الصفوف بين كل الحركات التحررية للشعوب غير الفارسية في مواجهة الاحتلال الفارسي. بينما ناشد القيادي في تنظيم بيجاك الكردي يوسف سلطاني الدول العربية على اتخاذ موقف جرئ وجاد بالتعامل والتعاون مع الحركات التحررية لشعوب غير الفارسية. فيما قال ممثل الحركة الوطنية لأذربيجان الجنوبية واتحاد أذربيجان الجنوبية محمود بيلغام إننا مع العرب وباقي الشعوب في خندق واحد لمواجهة الاحتلال الفارسي.تمدد إيران ليس لقوتهاوتساءل الشيخ د. محمد السعيدي أستاذ الفقه في جامعة أم القرى هل نريد أن تكون عاصفة الحزم في اليمن فحسب أم نريدها أن تكون شاملة لكل الحركات التحررية للتخلص من النفوذ الصفوي؟. وأشاد السعيدي بالدور الكبير الذي قامت به العملية العسكرية بقيادة السعودية في دحر أتباع إيران وإفشال مخططاتهم في المنطقة. وقال الناشط الحقوقي الجزائري أنور مالك إن الأحواز أصبحت عنواناً بارزاً ضد الاحتلال الفارسي، وإن قضية الأحواز ودمشق والعراق واحدة وهي قضية وجودنا. وأضاف «لا يوجد من يعرف إيران مثل الأحوازيين والشعوب غير الفارسية». مشيراً إلى أن «إيران تمددت في بلادنا ليس لقوتها، بل بسبب ضعفنا».وحذر من خطورة استمرار إيران في تصدير خرابها إلى المنطقة التي طالب دولها بالتوحد ودعم حقوق الشعوب الإيرانية غير الفارسية مؤكداً على هذه الشعوب ضرورة توحيد كلمتها وخوض معركة مشتركة ضد احتلالها من قبل سلطات طهران. وطالب محمد البطاطشة النائب في البرلمان الأردني بوضع القضية الأحوازية ضمن المناهج العربية حتى تدخل عقل ووجدان الإنسان العربي.عاصفة الحزم.. تطور تاريخيوقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحضارة والتنمية الموريتاني، إن عاصفة الحزم شكلت تطوراً تاريخياً في التصدي للمشروع الإيراني التوسعي ورداً على عدوانية طهران في المنطقة وحماية للأمة العربية وأملاً لتحقيق النصر في قضايا الأمة العادلة. وأضاف أن هذه العاصفة أوقفت التوغل الإيراني عند حده وقطعت إحدى اذرع إيران في المنطقة ووضعت حداً للغطرسة الإيرانية التي كانت تنوي تنفيذ كامل إستراتيجيتها في المنطقة بالضد من تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار. وأضاف بن بيه أن من مصلحة العرب دعم واستثمار القضية الأحوازية في مواجهة جار عدو. وتساءل ما هو الفرق اليوم بين الجهود الذي تبذلها الدولة الفارسية في محو الهوية العربية للأحواز وفي نفس الاتجاه ولذات الأهداف تقوم الدولة الصهيونية بمحو الهوية والثقافة والشخصية العربية الفلسطينية.ووجه الأستاذ زيد تيم مستشار الرئيس الفلسطيني تحية إلى الشعب العربي الأحوازي والمرأة الأحوازية وقال أحيي الماجدات الأحوازيات اللائي يلدن أبطالا يقارعون المحتل الفارسي. وأردف أن قضية الأحواز قضية أمة حالها حال القضية الفلسطينية. وبحث المؤتمر الثالث لحركة النضال العربي لتحرير الاحواز في مؤتمرها على مدار يومين في كوبنهاغن تحت شعار «المقاومة الوطنية الأحوازية وعاصفة الحزم»، بمشاركة سياسيين وحقوقيين من 16 دولة عربية، وممثلين عن الشعوب الإيرانية غير الفارسية، تطورات القضية الأحوازية وإبرازها كمسألة عربية وإسلامية وأهمية عاصفة الحزم لمواجهة المشروع الإيراني التوسعي «واعتبارها نواة لمشروع عربي يواجه العدو الفارسي». تأسست حركة النضال العربي لتحرير الأحواز عام 1999 من قبل مجموعة من عرب الأحواز وبدأت كفاحها المسلح ضد الاحتلال الإيراني، على حد تعبيرها، في «يونيو» عام 2005، واستطاعت أن تضرب مراكز وأهداف للسلطات الإيرانية في إقليم الأحواز المحتل وسجلت نشاطات كان لها أصداء عالمية وعربية. يشار إلى أن عدد سكان إيران يبلغ حالياً ما يقارب 73 مليون نسمة، لكن الحكومة الإيرانية تحاول عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزع العرقي بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي، لكن تقديرات دولية تشير إلى أن المكونات الإيرانية تضم: فرس 49%، آذريين «أتراك» 18%، أكراد 10%، جيلاك 6%، مازندرانيون 4%، عرب 2.4%، لور 4%، بختياري 1.9%،تركمان 1.6%، أرمن 0.7% . لكن دراسة قام بها الباحث الأحوازي الأمين العام لمركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران يوسف عزيزي، قالت إن العرب يشكلون أكثر من 7.7% من سكان إيران، منهم 3.5 مليون في محافظة خوزستان وما تبع لها «غالبهم شيعة ويتكلمون بلهجة أحوازية وقريبة من اللهجة العراقية»، و 1.5 عرب في سواحل الخليج العربي خاصة لنجة «سنة يتكلمون لهجة خليجية»، و 0.5 مليون متفرقين.