عواصم - (وكالات): للمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري، يجتمع ممثلون عن التيارات المختلفة في المعارضة السورية وفصائل مقاتلة حول طاولة واحدة في الرياض الثلاثاء المقبل بحثاً عن رؤية موحدة يحملونها إلى مفاوضات محتملة مع النظام، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه قد يكون من الممكن أن تتعاون حكومة الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة في مكافحة تنظيم الدولة «داعش» دون رحيل الأسد، بينما قتل عشرات المدنيين بينهم أطفال في غارات روسية وقصف لقوات النظام السوري شرق دمشق ووسط وجنوب البلاد.ويغيب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب عن الاجتماع في الرياض، على الرغم من الدور العسكري البارز الذي لعبوه على الأرض في مواجهة «داعش». وتستضيف السعودية الداعمة للمعارضة السورية التي تقاتل ضد الأسد المؤتمر في إطار توصيات مؤتمر فيينا حول سوريا الذي انعقد في 30 أكتوبر الماضي بمشاركة 17 دولة بينها السعودية والولايات المتحدة وروسيا، في غياب ممثلين عن النظام السوري أو المعارضة. ويقول العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار «سيعقد مؤتمر الرياض يومي 8 و9 الشهر الحالي وقد يطول أكثر من ذلك»، موضحاً أن «لائحة الائتلاف المشاركة مؤلفة من 20 شخصاً يضاف إليها 10 شخصيات وطنية تلقت دعوات بصفة شخصية» بينها هيثم المالح وميشال كيلو وجورج صبرا. ومن المرجح أن ينقسم المؤتمر إلى قسمين، بحسب نشار، «الأول يتعلق بالاتفاق على المرحلة الانتقالية وتبني رؤية سياسية واضحة، إضافةً إلى سوريا المستقبل وتحديداً شكل النظام السياسي. أما الثاني فيتمحور حول كيفية التعامل مع مقررات فيينا وتشكيل لائحة مشتركة من المعارضة للتفاوض مع النظام، وهنا تكمن الصعوبة». وذكر السياسي المعارض هيثم مناع، أحد أركان «مؤتمر القاهرة» الذي يضم تيارات وشخصيات من معارضة الخارج ومعارضة الداخل المقبولة من النظام أن 20 ممثلاً من أعضاء المؤتمر، بينهم رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا والفنان السوري جمال سليمان، سيشاركون في الاجتماع. كما تشارك هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تعد من أبرز مكونات المعارضة المقبولة من النظام السوري في اجتماع الرياض، وفق ما ذكر المنسق العام للهيئة حسن عبدالعظيم. وتجمع مكونات المعارضة السورية على ضرورة القيام بعملية انتقالية تنتهي باستبدال النظام الحالي، إلا أنها تختلف حول الأسلوب الذي يجب اعتماده للتوصل إلى ذلك. ويقول حسن عبدالعظيم «فيما يتعلق بالرئيس بشار الأسد، هناك نوع من التوافق الدولي على أن هذا موضوع يقرره السوريون»، بينما يرفض الائتلاف أي دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا. كما ترفض بعض مكونات معارضة الداخل استخدام السلاح في الإطاحة بالنظام، ويطالب الائتلاف بتسليح الفصائل التي توصف بـ«المعتدلة» لإيجاد نوع من التوازن على الأرض مع قوات النظام. واتفقت الدول الكبرى التي اجتمعت في فيينا على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال 6 أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً، على أن يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول الأول من يناير المقبل. ويرى نشار في مؤتمر الرياض «خطوة مهمة لإرضاء المجتمع الدولي بشأن توحد المعارضة حول موقف واحد».وتوقع مناع مشاركة 85 شخصاً في المؤتمر، بينهم 15 ممثلاً عن فصائل مقاتلة.وتم استثناء المقاتلين الأكراد وعلى رأسهم وحدات حماية الشعب الكردية التي نجحت في طرد «داعش» من مناطق سورية عدة من المؤتمر. ويتهم بعض المعارضين الأكراد بالتواطؤ مع النظام في بداية النزاع، وبمحاربة فصائل من الجيش الحر لطردها من مناطقهم.من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه قد يكون من الممكن أن تتعاون الحكومة السورية وقوات المعارضة في مكافحة «داعش» دون رحيل الأسد أولاً. لكنه قال إنه سيكون «من الصعب للغاية» ضمان حدوث هذا التعاون إذا لم يكن لدى قوات المعارضة التي تقاتل الأسد منذ أكثر من أربعة أعوام بعض الثقة في أن الأسد سيرحل في نهاية المطاف.وقال مسؤول أمريكي إن الرسالة التي يريد أن يبعث بها كيري هي أن «الأسد ليس من الضروري أن يرحل الآن» شريطة أن يلوح في الأفق انتقال سياسي واضح وهو موقف تتبناه واشنطن منذ شهور.من جانب آخر، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن سلاح الجو الروسي نفذ 431 طلعة جوية وضرب 1458 هدفاً في سوريا خلال أسبوع. وأفادت الوكالات نقلاً عن الوزارة أن المقاتلات الروسية ضربت أهدافاً في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة ودير الزور.