لندن - (أ ف ب): كشفت الصحيفتان الأمريكية والبريطانية أمس أن عبد الحميد أباعود الذي يرجح أنه مدبر اعتداءات باريس كانت لديه اتصالات مع أشخاص مقيمين في بريطانيا التي زارها أحد منفذي الهجمات في وقت سابق هذا العام. ولم تؤكد وزارة الداخلية البريطانية ولا الشرطة المعلومات كما لم تنفها. وأوردت الشرطة البريطانية «منذ اعتداءات باريس تعمل إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن بشكل وثيق مع نظرائها في فرنسا» معتبرة أن من «غير المناسب التعليق على التحقيق الفرنسي». وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلاً عن مسؤولين غربيين لم تكشف هوياتهم أنه «يشتبه بأن عدداً من الأشخاص الذين كانوا على اتصال بعبد الحميد أباعود (...) يقيمون في المملكة المتحدة». وأضافت أن «هؤلاء الأشخاص الذين يتحدر بعضهم من أصول مغربية» مثل أباعود «يقيمون في منطقة برمنغهام» وسط إنجلترا. من جهة أخرى، قال المصدر أن «شخصاً واحداً مرتبطاً بهجمات» باريس التي أوقعت 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً «سافر كما يعتقد إلى المملكة المتحدة قبل» الاعتداءات. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية بشكل أوضح نقلاً عن مسؤولين في مكافحة الإرهاب لم تكشف هويتهم أن أحد منفذي اعتداءات باريس زار في وقت سابق من هذا العام لندن وبرمنغهام. وأضافت الصحيفة البريطانية «في المدينتين التقى أشخاص يشتبه بأنهم كانوا ينوون ولديهم القدرة على تحضير أعمال إرهابية تستهدف بريطانيا، أو المساهمة فيها»، موضحة أن الأشخاص الذين التقاهم يحقق بأمرهم جهاز الاستخبارات الداخلي البريطاني ووحدات مكافحة الإرهاب في الشرطة.وقال ماركوس بيل مساعد قائد شرطة ويست ميدلاندز التي يشمل عملها برمنغهام «إن وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة ويست ميدلاندز تعمل يداً بيد مع زملائها في مكافحة الإرهاب في لندن ومع الشبكة الوطنية لمكافحة الإرهاب وأجهزة الأمن، بهدف مساعدة التحقيقات الفرنسية والبلجيكية وأيضاً بالطبع للتعامل مع أي تهديد إرهابي على صلة بالمملكة المتحدة». وأضاف أن «التهديد المرتبط بالإرهاب الدولي للمملكة المتحدة يبقى «خطراً» ما يعني أن وقوع هجوم مرجح جداً». وبرمنغهام، ثاني أكبر مدن بريطانيا مع 1.2 مليون نسمة، ذكرت في السابق في قضايا للتطرف. فجنيد حسين الذي كان يقوم بالتجنيد لحساب تنظيم الدولة وقتل في ضربة للتحالف في سوريا في أغسطس الماضي، كان يتحدر من المدينة. وأضافت الصحيفة أن «عدداً من الخلايا الإرهابية التي أصلها من شمال أفريقيا مرتبطة بهذه المدينة ومنطقتها». وفي باريس، مثل شاب في الخامسة والعشرين من العمر أمام قاضي التحقيق بشبهة المشاركة في تأمين مسكن لاثنين من منفذي اعتداءات باريس خلال فرارهم لفترة قصيرة وأحدهما عبد الحميد أباعود في شقة سان دوني بضاحية باريس. وستطلب النيابة توجيه التهم إلى محمد اس. الذي لم تحدد جنسيته بتهمة الاشتراك في عصابة أشرار بشكل يتصل بمجموعة إرهابية إجرامية وكذلك وضعه قيد التوقيف. وفي بلجيكا تم توجيه التهم إلى 8 أشخاص وسجنهم بشبهة تقديم مساعدة لمنفذي اعتداءات باريس وقد قتل 9 منهم. ولايزال أحد عناصر المجموعة صلاح عبد السلام فاراً على غرار أحد أقربائه محمد عبريني. وصلاح عبد السلام الذي ساعده العديد من الأشخاص على الفرار، اختفى بعد رصده خلال عملية تفتيش على الطريق شمال فرنسا بعد ساعات على وقوع اعتداءات 13 نوفمبر الماضي التي تعتبر الأكثر دموية في تاريخ فرنسا.
مدبر اعتداءات باريس على صلة بمتطرفين في بريطانيا
06 ديسمبر 2015