عواصم - (وكالات): لم تعد فرنسا تضع رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد شرطاً مسبقاً لعملية الانتقال السياسي في سوريا، وذلك سعياً منها للتوصل إلى توافق دولي أوسع على محاربة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، بينما أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن الضربات التي يشنها سلاح الجو الملكي البريطاني ضد التنظيم المتطرف ستجعل شوارع بريطانيا أكثر أماناً. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع صحيفة «لوبروغريه دو ليون» نشرت أمس أن «مكافحة «داعش» لن تكون فعالة تماماً إلا إذا اتحدت كل القوى السورية والإقليمية»، متسائلاً «كيف يكون ذلك ممكناً طالما بقي في الرئاسة بشار الأسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من شعبه؟». ثم أضاف أن الوصول إلى «سوريا موحدة يتطلب انتقالاً سياسياً. هذا لا يعني أن الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال لكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل». وبعد اعتداءات 13 نوفمبر الماضي بباريس التي أوقعت 130 قتيلاً وتبناها تنظيم الدولة، جعلت فرنسا من الحرب على الإرهاب أولويتها وتخلت عن موقفها السابق «لا لبشار ولا لداعش». وتمثل تصريحات فابيوس تطوراً جديداً وحساساً في الموقف الفرنسي. وكان فابيوس أشار الخميس الماضي على هامش قمة المناخ، إلى احتمال التعاون مع الجيش السوري إذا لم يعد الرئيس الأسد قائده. وأضاف فابيوس في تصريحاته «إن تجارب العقود الماضية سواء في العراق أو أفغانستان، أظهرت أن قوات غربية تنشر على الأرض سريعاً ما ينظر إليها كقوة احتلال. لذلك فإن العمليات يجب أن تقوم بها قوات محلية سورية معتدلة، عربية، كردية، وعند الضرورة بالتنسيق مع الجيش السوري، وهذا غير ممكن دون عملية انتقالية سياسية». ويرى المحلل حسني عبيدي الذي يرأس مركز أبحاث مقره سويسرا، أن التصريحات الأخيرة تعكس «منعطفاً جديداً في الموقف الفرنسي».وشهدت فيينا الخريف الماضي اجتماعين دوليين شارك فيهما للمرة الأولى حلفاء عسكريون للنظام السوري هما موسكو وطهران. وتم إعداد خارطة طريق تنص على اجتماع لممثلي النظام وممثلي المعارضة وإقامة حكومة انتقالية، وإعداد دستور جديد لسوريا. كما من المقرر أن يعقد الثلاثاء المقبل في الرياض اجتماع للمعارضة السورية وبعض المجموعات المسلحة، باستثناء الأكراد، لوضع برنامج مشترك قبل المباحثات القادمة مع النظام السوري. من جانبه أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن الضربات التي يشنها سلاح الجو الملكي البريطاني ضد «داعش» ستجعل شوارع بريطانيا أكثر أماناً. وكان فالون يتحدث أمام موظفين في قاعدة اكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص التي تنطلق منها الطائرات للقيام بمهمات ضد «داعش».ميدانياً، سيطر مقاتلون تركمان على 3 قرى شمال سوريا، في أولى المعارك التي يتولون قيادتها ضد تنظيم الدولة في المنطقة الحدودية مع تركيا، ما تسبب بمقتل 13 منهم، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، دخلت أولى المساعدات الإغاثية إلى حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في مدينة حمص وسط سوريا، تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه بين ممثلين عن الحكومة والمقاتلين، وفق ما أكد محافظ حمص طلال البرازي.