أكد الشوري الشيخ جواد بوحسين أن بعض رجال الدين في البحرين نسوا الدين وتعاليمه ومفاهيمه واتبعوا السياسة، متناسين مهمتهم الأساسية كعلماء دين وشريعة واستغرقوا في السياسية، مضيفاً «لست ضد تعاطي رجال الدين بالسياسة».وقال بوحسين إنه يشاطر أصحاب المقترح بقانون الذي يهدف لعدم استغلال المنبر الديني سياسياً حرصهم الشديد في الحفاظ على قدسية المنبر، والنأي به عن التجاذبات السياسية، لأن المنبر رسالة وليس صنعة أو حرفة، وهذا ما توصي به الشريعة الإسلامية.وأضاف أن مهمة المنبر هو تقديم الإسلام الصحيح الوسطي والمنفتح على كل ما يرفع من مستوى الإنسان في كل مجالاته، إضافة إلى أن يكون منبر إصلاح وتوعية للمسلمين للوحدة والتعاون والسلام والوعظ والإرشاد وهو من أهم الروافد والمبادئ العامة في الدين الإسلامي الحنيف. وأشار إلى أن المجتمع البحريني من أعرق المجتمعات الراقية التي جبلت على ثقافة روح الأخوة والوحدة والتعايش والتعددية. وبين أنه يجب على أي خطيب ألا يستغل موقعة الخطابي في التحريض على القتل وسفك الدماء، أو التعدي على الأديان والمذاهب والثقافات الأخرى المحترمة، لافتاً إلى أن من واجبنا كرجال دين أن نرفض استغلال المنبر ونتمنى أن يكون هناك تنظيم للحقول الدينية، وأن تخضع لضوابط شرعية وقانونية، وليست فقط مسألة استغلال المنبر. وقال إنه مع حرية التعبير ونبذ العنف وإن العمل السياسي يجب أن يمارس في ضمن الإطار القانوني، لافتاً إلى أن الخروج من هذا الإطار غير جائز، مشيراً إلى أن القانون يسمح بحرية التعبير ولكن يسمح بها في حدود أساسية لا يمكن بأي حال أن تتجاوز الحدود الأساسية والمهمة للقانون.ولفت إلى أن الاستغراق في السياسة بالنسبة إلى رجل الدين هو من الأخطاء الشائعة في زماننا، وأوضح أن عالم الدين إنسان يملك ثقافة دينية منفتحة على كل ما له علاقة بحركة الدين في الإنسان وفي الحياة.وأكد أنه لا يجب لعالم الدين أن يدعي لنفسه الإحاطة، لافتاً إلى ـن طبيعة المسؤولية والأمانة الملقاة على رجل الدين تحتم عليه ألا يعطي رأياً أقتصادياً إلا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة من المختصين في عالم الاقتصاد، كما يجب ألا يعطي رجل الدين رأياً سياسياً إذا لم تكن لديه ثقافة سياسية إلا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة والاختصاص في السياسة.وطالب أن يظل رجال الدين على اطلاع إلى حد معين بأمور مهمة كالتي تحدث في المملكة، وأن يعطوا رأيهم وموقفهم منها، شريطة أن يكون موقفاً صريحاً وغير مسيس، وأن يلتفتوا أكثر لمعالجة مشاكل الشباب مع الدين وأن يبتعدوا عن السياسة قدر استطاعتهم، وإن كانت هناك مطالبات معيشية وخدمية يجب أن تكون عبر القنوات الدستورية والتشريعية.وأكد أن الشعب البحريني يعيش في نعمة كبيرة في دولة المؤسسات والقانون بفضل من الله، وبفضل الجهود والمساعي الطيبة من القيادة الحكيمة والرشيدة والتي هي من أهم عوامل تقدم النهضة الإصلاحية في بلادنا. وقال بوحسين «لا أقصد التعالي على أحد، وإنما هي من باب وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، كمسلمين نتواصى بالحق وبالصبر ليس إلا».