الاحتفاء بقيم جعلت البحرين واحة للسلام والحرية والتعايشالبحرين تجسد مبادئ التسامح والاحترام والانفتاح على العالمإيماننا راسخ بأن لكل فرد حق التمتع بحياة آمنة وكريمةقيم التسامح كانت أساساً للميثاق والدستور وإطاراً للإنجازات مستقبلاًنقل «هذه هي البحرين» لمدن العالم تأكيد حب للمملكة وشعبهاماثيسون:كثير من قادة العالم يرون حكمة جلالتكم وباتوا ينفذون نفس الأهدافنشطاء يعلقون على حقوق الإنسان بالبحرين بناءً على ما تناهى لأسماعهملماذا يستهدفون البحرين ويتجاهلون التجاوزات الحقوقية بدول أخرى؟السعودية والإمارات وتونس أبدت رغبة في استضافة «هذه هي البحرين»السفير الفرنسي:البحرين دليل على مجتمع الاحترام المتبادل بينما الشرق الأوسط يعطي أمثلة للتطرفالبحرين وفرنسا يتشاطران وجهة نظر مشتركة حول موضوع الإرهابشركات فرنسية كثيرة تعتزم حضور معرض البحرين الدولي للطيرانكوثر الأربش:لماذا يريدوننا أن نكون أشراراً ولماذا يريدون تخريب البحرين الجميلة؟البحرين باستراتيجيتها الجامعة استوعبت ضرورة الاختلاف بإثراء الأوطان«هذه هي البحرين» مثال حي لما تحتاجه المنطقة من محبة وتسامحتجربة البحرين الديمقراطية قضت مضاجع الطائفيين وأشعلت الداعشيين حقداًخصمنا نعرفه جيداً وهو يريد نشر الخراب تحت مسمى المظلومية المزيفةأكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن البحرين مصممة على بناء مجتمع مزدهر ومتسامح للأجيال المقبلة.وقال جلالته لدى لقائه المشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين» للسلام على جلالته، إن البحرين وشعبها يجسدون مبادئ التسامح والاحترام والانفتاح على العالم.وخاطب جلالته المشاركين بـ»هذه هي البحرين» بالقول «نحتفي بقيم جعلت من البحرين واحة للسلام والحرية والتعايش، كلنا فخر بتنوعنا وتعددنا، وإيماننا الراسخ بأن لكل فرد حق التمتع بحياة آمنة».وأضاف جلالته «لا تزال تلك القيم نبراساً ومصدر إلهام، وكانت بالأمس القريب أساساً لميثاق العمل الوطني والدستور، وستستمر لتكون إطاراً للإنجازات الوطنية مستقبلاً». من جانبها أكدت أمين عام اتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيسون، أن «هذه هي البحرين» تحط رحالها بالعاصمة الإيطالية روما العام المقبل.وقالت «خلال فعالياتنا حينما عرضنا إنجازات البحرين، وجدنا نشطاء وإعلاميين يعلقون على حقوق الإنسان بالبحرين بناءً على ما وصل لأسماعهم».وتساءلت «لماذا حينما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان نكون دائماً في خط النيران؟»، قبل أن تجيب «السبب بكل بساطة هو مبادرات جلالة الملك الإصلاحية منذ توليه مقاليد الحكم».من جانبها أعربت السعودية كوثر الأربش والدة الشهيد محمد الذي قضى بتفجير إرهابي بالمملكة العربية السعودية، عن تضامنها مع فعالية «هذه هي البحرين» واستعدادها للمشاركة في نقل رسالة التسامح والتعايش، ومواجهة التطرف المقيت الذي كان سبباً بمقتل ابنها.وتساءلت والدة الشهيد «هل الأعداء يسيرون بجانبنا وعلينا أن نحذرهم؟ لماذا يريدوننا أن نصبح أكثر شتاتاً وضياعاً؟ أن نكون ملطخين بدماء الأبرياء، أن نكون أشراراً لا نعرف سوى لغة البنادق والرصاص؟ ألا نسكن سوى في خرابهم؟ لماذا هنا في البحرين؟».ونصت كلمة العاهل المفدى «بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.يسعدنا أن نرحب بكم في هذا اليوم المبارك وبضيوفنا الكرام المشاركين في مناسبة (هذه هي البحرين)، التي تتزامن زيارتهم مع احتفالاتنا بالعيد الوطني وعيد الجلوس، حيث نحتفي بالقيم التي جعلت من البحرين واحة للسلام والحرية والتعايش في وقت تشتد فيه حاجة العالم بأسره لمثل نعتز بها.فمنذ القدم والبحرين وشعبها يجسدون مبادئ الصداقة والتسامح والاحترام المتبادل والانفتاح على العالم، وكلنا فخر بتنوعنا وتعددنا، وإيماننا الراسخ بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة.واليوم لا تزال تلك القيم نبراساً ومصدر إلهام في كل ما نقوم به، كما كانت بالأمس القريب أساساً لميثاق العمل الوطني والدستور، وستستمر لتكون إطاراً للإنجازات الوطنية في المستقبل.وبما أنكم تعيشون بأنفسكم هذه القيم البحرينية الأصيلة كل يوم، فإنكم تشهدون الدفء في الترحاب وحسن الضيافة والصداقة التي يحيطكم بها البحرينيون بمختلف فئاتهم، وما يسهمه ذلك في توفير كل ما يلزم لممارسة أديانكم بحرية وارتياح وتطوير مجتمعاتكم المحلية والاحتفال بتراثكم، والأهم من ذلك كله مشاركتكم لنا في رغبتنا وتصميمنا على بناء مجتمع عادل ومزدهر ومتسامح للأجيال القادمة.فما من شك بأن عملكم الدؤوب ونقلكم لمفهوم (هذه هي البحرين) إلى كافة مدن العالم يؤكد حبكم للبحرين وشعبها، ويساهم في كسبها اعترافاً دولياً بإنجازاتها الإيجابية في جميع سياقاتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.إن هذه الجهود القيمة تحسب لكم جميعاً، وترجع على وجه الخصوص إلى الجهد والتشجيع الذي قامت به السيدة بيتسي ماثيسون رئيس الاتحاد البحريني لجمعيات الجاليات الأجنبية وبمساندة من جميع أعضاء الجمعيات المنضوية للاتحاد، والذين أولوا هذا المفهوم عناية فائقة منذ انطلاقة فكرته.مؤكدين لكم في الختام أن جميعنا في البحرين ننظر بعين من التقدير والامتنان إلى الاتحاد البحريني لجمعيات الجاليات الأجنبية لما يقوم به من جهد مشكور في إبراز وجه بلدنا الحقيقي للعالم كله، متمنين لاحتفالاتكم القادمة بالاتحاد وجمعياته كل توفيق ونجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».وفي بداية المقابلة صافح جلالة الملك المفدى الحضور مرحباً بهم، شاكراً لهم جهودهم الموفقة ومشاعرهم الطيبة تجاه البحرين.من جانبها ألقت ماثيسون كلمة جاء فيها «حضرة صاحب الجلالة، إنه لشرف عظيم لنا وللوفود المشاركة في مهرجان (هذه هي البحرين) ولرعاة المهرجان، أن يتم استقبالنا من لدن جلالتكم هنا وفي هذا اليوم.صاحب الجلالة.. لقد عدنا في الفترة الأخيرة بعد جولة فعاليات (هذه هي البحرين) في كل من مدينة واشنطن دي سي ونيويورك والتي تمت بموافقة جلالتكم. وأود أن أشكر جميع أعضاء الوفود على عملهم الجاد والمخلص، كما أشكر الرعاة على دعمهم السخي لفعاليات (هذه هي البحرين). كما أتوجه بصوت الشكر للقنصلية والسفارة الأمريكية في البحرين، على مساندتهم بتذليل الإجراءات فيما يتعلق بإجراءات وثائق السفر لوفودنا، كما نتقدم بخالص الشكر للسفراء السابقين للدول المضيفة على عملهم الجاد ودعمهم لمهرجان (هذه هي البحرين).صاحب الجلالة.. لقد وصلنا إلى واشنطن دي سي في وقت مميز بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان وقت التلاقي بين المسيحيين واليهود والمسلمين للاحتفال في (يوم كيبور) وعيد الأضحى المبارك بالتزامن مع زيارة قداسة البابا، كما استمعنا لكلمة قداسة البابا في واشنطن وأدركنا أن قداسته يشاطركم البصيرة والإيمان.وهذا التلاقي بين الديانات في احترام متبادل وانسجام يذكرنا بالبحرين، لأن هذه هي طريقة حياتنا الاعتيادية في المملكة على مر القرون.صاحب الجلالة.. لقد تنقل مهرجان (هذه هي البحرين) حول العالم، ولقد شاهدنا أن باقي العالم قد أدرك أخيراً أن رؤية جلالتكم الثاقبة التي لا تتزعزع منذ تولي جلالتكم مقاليد البلاد، وتحديداً فيما يتعلق بحرية الأديان باعتبارها الوسيلة الركينة لتعزيز قواعد المجتمع المتعدد الأديان والثقافات والعيش في وئام بروح التعايش السلمي والاحترام المتبادل والمحبة والأواصر التي تجمعنا سوياً، بحرينيين ووافدين، حيث يجد المحتاج مؤونته ولا توجد أدنى فوارق فيما بيننا، فهذه هي البحرين يا حضرة صاحب الجلالة.صاحب الجلالة.. باختصار، من الواضح أن الكثير من قادة العالم الآخرين الآن يرون حكمة جلالتكم وبصيرتكم وأصبحوا الآن نشطين في تنفيذ نفس الأهداف والغايات في بلدانهم. فبدءاً من رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون والرئيس باراك أوباما والرئيس فرانسوا أولاند، جميعهم الآن يركزون على أهمية الحوار الحيوي بين الأديان وحرية الأديان والتخلص من الجهل الذي يتولد عنه الخوف والذي قد يؤدي لفتح باب الشرور التي قد يذهب ضحيتها شبابنا المعرضون للانجراف إلى طريق التطرف والإرهاب.وخلال فعاليتنا حينما قمنا بعرض إنجازات البحرين وأجواء الحرية لممارسة الشعائر الدينية المكفولة فيها، وجدنا بعض النشطاء والإعلاميين يعلقون على حقوق الإنسان في البحرين بناءً على ما وصل لأسماعهم من الغير.فلماذا حينما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان نكون دائماً في خط النيران؟ ماذا عن الدول الأخرى في هذه المنطقة؟ ماذا عن البلدان الأخرى قبالة الشرق الأقصى من البحرين؟وسؤالي يا صاحب الجلالة.. لماذا يستهدفون البحرين باستمرار ويتجاهلون تجاوزات حقوق الإنسان وأوجه القصور في الدول الأخرى؟والسبب بكل بساطة هو مبادرات جلالتكم الإصلاحية التي أنجزتموها لشعبكم منذ اليوم الأول لتولي جلالتكم مقاليد الحكم.وعطفاً على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي والمسؤولين في جنيف والأمم المتحدة، فطلبي إليهم هو عوضاً عن تكرار مواقفهم السلبية ضد البحرين لماذا لا يحولون تركيزهم ويقرعون أبواب الآخرين ليسألوهم عن حقوق الإنسان لديهم؟ ولماذا يستهدفون البحرين دائماً؟صاحب الجلالة.. لقد عقدنا مقارنة باستخدام الحقائق والأرقام الدامغة بين البحرين والدول الأخرى، وسنظل نتقاسم هذه التساؤلات مع ضيوفنا حينما يطوف عليهم مهرجان (هذه هي البحرين).وبناءً على ما تقدم يا حضرة صاحب الجلالة، فقد دعوناهم لزيارة البحرين ليروا بأنفسهم وأعينهم ليعقدوا المقارنات ويتوصلوا لاستنتاجاتهم حول البحرين.وبالرغم من حقيقة كون البحرين تواصل في تقدمها وتطورها لتتفوق على بعض دول العالم الأول والبلدان المتقدمة لتتبوأ المراتب العليا عالمياً في تحقيق المساواة للمرأة والحرية الدينية وتحسين مستوى المعيشة والأمن والسلامة والتوازن الاقتصادي والرعاية الصحية والإسكان والتعليم وحقوق العمال وإجازة الأمومة وحقوق الطفل، بينما يستمر الآخرون في إطلاق الأكاذيب ويرفضون الإقرار بالحقيقة.ولهذا السبب كان مهرجان (هذه هي البحرين) ناجحاً جداً لأننا وبكل ببساطة قلنا لهم الحقيقة ودعمنا ذلك بالحقائق والأرقام القابلة للتحقق.صاحب الجلالة.. أو أن أختتم كلمتي بقول شيء واحد وجميعنا متأكدون منه، صاحب الجلالة ليست هناك مخاوف حول البحرين ومستقبلها في ظل قيادة جلالتكم، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، لأنا نحن أهل البحرين والوافدين حينما نسافر للخارج نستعرض الإنجازات التي حققتها وزارات جلالتكم، ونرى ونشعر بالاختلاف في نمط المعيشة والحقوق والحريات وأغلى شيء هو حرية الأديان وجميعها مميزات تنفرد بها البحرين في هذه المنطقة وما وراءها.لذا يا صاحب الجلالة ليس لدينا مخاوف حول مستقبلنا لأننا نعلم أن البحرين في أيد أمينة ولله الحمد والمنة.صاحب الجلالة.. لقد وردتنا اتصالات من الجمعيات في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأعربت عن رغبتها في استضافة (هذه هي البحرين) في بلدانها، ونحن فخورون بأن نحيط جلالتكم علماً بأن إحدى تلك الدعوات من رئيس الجمهورية التونسية.وكما تعلمون جلالتكم فإن رباعية الحوار الوطني التونسية قد حصلت في الآونة الأخيرة على جائزة نوبل للسلام، ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنتقدم بالتهنئة إلى أشقائنا وشقيقاتنا التونسيين.وأخيراً يا صاحب الجلالة لو تسنى لي أن أوجز القول عما كنا نقوم به من عمل خلال فعاليات (هذه هي البحرين)، فأستوحي المقولة الشائعة باللاتينية وهي «لقد جئنا ثم تشاطرنا فتعلمنا».وهذا هو جوهر مهرجان (هذه هي البحرين) الحقيقي، وأسمحوا لي يا صاحب الجلالة باستخدام تلك المقولة باللاتينية لسبب جيد وهو أنني يسعدني غاية السعادة أن أعلن أن وجهة مهرجان (هذه هي البحرين) العالمية التالية ستكون مدينة روما التاريخية الجميلة في إيطاليا.حضرة صاحب الجلالة.. إننا الآن نركز على إقامة مهرجان (هذه هي البحرين) في البحرين يوم الجمعة الموافق 11 ديسمبر 2015 برعاية ملكية كريمة من لدن جلالتكم، بالتزامن مع احتفالات العيد الوطني المجيد. ونحن على ثقة ويقين بأنها ستكون مناسبة عظيمة لا تضاهى لإظهار الحب والولاء من جميع المواطنين البحرينيين والوافدين لجلالتكم وقيادتكم الرشيدة ووطننا البحرين المباركة.يا صاحب الجلالة.. أرفع مخلصة المسامحة من لدن جلالتكم على إطالتي وقت الحديث، لأعرب عن مشاعري ومشاعر كثيرين أعرف أنهم يشاطرونني نفس المشاعر، ولكني شعرت بضرورة الحديث حول تلك النقاط لأهميتها المستحقة، شكراً لجلالتكم».بدوره ألقى السفير الفرنس لدى البحرين برنار رينو فابر كلمة قال فيها «صاحب الجلالة أود أن أشكر جلالتكم على تشريفكم لي بمنحي هذه الفرصة للتحدث إليكم وإلى هذا الاجتماع المهيب هنا في هذا اليوم بلغتي الأم الفرنسية، وإنه لشرف عظيم قد لا يحصل عليه المرء إلا نادراً، ولذا سأنتهز هذه الفرصة في التأكيد على علاقات الصداقة الفرنسية البحرينية في كلمتي في هذا اليوم.صاحب الجلالة..قبل بضعة أشهر مضت، اجتمعت 100 من الوفود من البحرين والدول الأخرى في باريس في شهر يونيو في إطار النسخة الجديدة لفعاليات مهرجان (هذه هي البحرين)، وكان ضمن أفراد المجموعة العديد من الشخصيات الدينية من المسلمين السنة والشيعة واليهود والمسيحيين والهندوس والبهائيين، رجال وسيدات الأعمال والمسؤولين المنتخبين بالإضافة لشريحة واسعة من المجتمع البحريني والصحافيين.جاؤوا جميعاً إلى باريس ليشهدوا بوجود المجتمع البحريني المنفتح والمتطور والمتسامح الذي يسوده الاحترام المتبادل فيما بين أتباع الديانات. وتلك الرسالة وجدت صدى طيباً لدى المسؤولين الفرنسيين الذين استقبلوا الوفد، وتلك الرسالة ذات أهمية خاصة يجب سماعها اليوم، حيث إن بلادكم يا صاحب الجلالة، هي الدليل على إمكانية بناء مجتمع مبني على الاحترام المتبادل في العالم العربي في هذا اليوم والوقت بالذات، حيث الشرق الأوسط يعطي الكثير من الأمثلة على العكس من ذلك، حيث النسخة من الإسلام والنموذج المجتمعي الفظيع الذي يريد فرضه دعاة التطرف بالعنف.إن مبادرة جلالتكم المتعلقة بفعالية (هذه هي البحرين) تأتي في وقت حرج للحيلولة دون حصول المتطرفين على احتكار الاتصالات.في 13 نوفمبر قام الإرهابيون الذين دربتهم وأرسلتهم داعش بقتل 130 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين في باريس، وأصيب العالم برمته بالذعر وأظهروا التضامن مع فرنسا، ومن بين الدول البحرين التي كانت سباقة في إبداء قلقها، وهذا الدعم ضروري لأننا يجب أن نرد بالتضامن، وستظل فرنسا تدافع عن قيمها ونموذجها الاجتماعي ونظامها السياسي بالرغم من تلك الهجمات.البحرين وفرنسا يتشاطران وجهة نظر مشتركة حول هذا الموضوع، ونحن نعمل سوياً كجزء من نفس التحالف في محاربة تنظيم داعش ومنعه من فرض قوانينه الهمجية، وهذا الهدف لن يتبدل وسنظل نسخر كافة جهودنا لتحقيقه.لن أنسى اللفتة التي قمتم بها جلالتكم تجاه بلادي في وقت الهجمات المميتة في شارلي إيبدو ومركز التسوق اليهودي في 7 يناير 2015، حينما قام بتمثيل جلالتكم صاحب السمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، بجانب وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في مسيرة الجمهورية الرافضة للهجمات التي حضرها قادة العالم في باريس.وفي أعقاب الهجمات قام وزير الداخلية الفرنسي بالتعاون مع العديد من الشركاء بالتفكير العميق حول موضوع الإسلام في فرنسا، ويشاطر نفس التفكير الإمام حسن شلغومي المعروف لمعالجة ضمن نقاط أخرى تدريب رجال الدين التنفيذيين، والذي بدأه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، للدفع باتجاه الصورة الناصعة للإسلام في فرنسا والتطابق بين الإسلام والديمقراطية.وأود أن أنتهز هذه الفرصة التي منحتموني إياها جلالتكم لمخاطبتكم يا صاحب الجلالة، لأخبركم بأنني أعتز وأفتخر بالعلاقات الطيبة بين البحرين وفرنسا في شتى المجالات.وقبل حوالي أكثر من عام مضى منذ توليت مهامي في المنامة، لقد اجتمعتم جلالتكم مع الرئيس فرانسوا أولاند في قصر الإليزيه في مناسبتين، وكانت زيارة جلالتكم الأخيرة بتاريخ 8 سبتمبر رافقكم فيها عدد من الوزراء.وعلى هامش زيارة جلالتكم لباريس يا صاحب الجلالة، تم التوقيع على أربع اتفاقيات (مذكرات تفاهم) تتعلق إحداها بطلب الخبرات الفرنسية في مجال التخطيط الحضري والتي سيتم استكمالاً التفاصيل الفنية لها في القريب.وفي 20 نوفمبر اجتمعت اللجنة العليا المشتركة في جلستها الثانية في باريس والتي أوضحت مجالات التعاون للسنتين القادمتين.ومن الجانب الفرنسي، استقبلتم جلالتكم كلاً من وزير الدفاع جان إيفز لودريان الذي قام برحلتين إلى البحرين، إضافة لرئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال بيير دوفيليير، وتغطي مجالات التعاون والتبادل العديد من الجوانب، ففي قطاع التعليم، فالجامعات الفرنسية مستعدة لمساندة البحرين بأفضل الطرق.وقام وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي بعرض مشروعه لإنشاء جامعة جديدة في أغسطس الماضي خلال رحلته الأخيرة لفرنسا، وقامت الغرفة التجارية الفرنسية في البحرين هذه السنة بتقديم حافز إضافي لتجارتنا.صاحب الجلالة..أخيراً تعتزم الشركات الفرنسية حضور معرض البحرين الدولي للطيران في يناير 2016 بأعداد كبيرة.صاحب الجلالة..بما إنكم منحتموني الشرف بدعوتكم لي لأتحدث باللغة الفرنسية، أولاً أتقدم لجلالتكم بالشكر بخصوص قيامكم بتعليم اللغة الفرنسية في البحرين. وفي ظل عهدكم أصبحت البحرين الدولة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي عممت تدريس اللغة الفرنسية في مدارسها الحكومية والخاصة.والآن لديكم أكثر من 130 مدرساً يقومون بتدريس الفرنسية، وأنا على تواصل مع الجهات المختصة في المنامة لتعزيز تدريب المعلمين، وإذا كان ممكناً، إعادة نظام شهادات المؤهل.إن تعزيز ثلاثية اللغة، والذي أعتقد إن له مستقبل في العالم العربي من المغرب إلى سلطنة عمان، هو كذلك الرسالة التي تستهدفها المدرسة الفرنسية في البحرين (مدير المدرسة موجود هنا مع عدد من أعضاء السفارة)، وتستقبل المدرسة 600 طالباً بمن فيهم حوالي 100 شاب بحريني.صاحب الجلالة..شكراً لجلالتكم على مكرمتكم الغالية بمنح هذه الفرصة لفريق السفارة الفرنسية وطلبة المدرسة الفرنسية للاحتفاء بالصداقة بين البلدين».بعدها ألقت أم الشهيد كوثر الأربش كلمة هذا نصها «حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، الحضور الكريم بعد التحية.يسعدني ويشرفني أن أكون هنا أمام جلالتكم وأمام هذا الحضور الكريم من القائمين والمشاركين في فعالية (هذه هي البحرين).هذه القافلة التي تابعنا أخبارها وتناقل الجميع أصداءها الإيجابية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة خلال زيارتهم إلى بلجيكا وباريس وأخيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية.ولهذا السبب كان قدومي إلى بلدي الثاني البحرين، فقد جئت للالتقاء بالقائمين على هذه الفعالية المميزة لماذا؟ لأؤكد لهم تضامني واستعدادي للمشاركة معهم في نقل رسالة التسامح والتعايش بين الطوائف والأديان، ومواجهة التطرف المقيت الذي كان سبباً في مقتل ابني محمد.تضامني لمواجهة السبب ذاته الذي كاد أن يقوم بتخريب البحرين الجميلة، البحرين التي كانت ولا تزال ببحرها وبرها بداخلي منذ أن كنت طفلة، مواجهة تلك الطائفية التي لا تؤمن سوى باللون الواحد، لا تؤمن سوى بالعنف وسلب حياة الآخرين دون أدنى سبب.ولطالما كانت التساؤلات التي تجول في خاطري هل هم الأعداء الذين يسيرون بجانبنا وعلينا في كل مرة أن نحذرهم أكثر من كل مرة؟ لماذا يريدون منا أن نصبح أكثر شتاتاً وضياعاً؟ أن نكون ملطخين بدماء الأبرياء، أن نكون أشراراً لا نعرف سوى لغة البنادق والرصاص وإلغاء الآخر؟ ألا نسكن سوى في خرابهم الذي يؤمنون به؟ لماذا هنا في البحرين؟ففي هذه المملكة التي أسرتني بطيبها وتسامحها مات الكثير من النساء، من الرجال والأطفال بسبب هؤلاء، بالمستقبل الذي انتظروه كي يصبحوا كباراً ويخدموا أمهاتهم وأوطانهم كما كنت أتمنى أن يحدث لابني محمد الذي استشهد بسبب حزام ناسف من شخص داعشي، فأنا لست الوحيدة التي دفعت الثمن وضحيت بفلذة كبدي، بل هناك الكثير هنا وهناك قدموا التضحيات.مات محمد.. ولكني لم أتلق عزاه... فقد عزيت أم قاتله وعظمت لها الأجر في وفاته، لأنه اختار ابن من خيرة الشباب ليغتال نقاءه وبراءته وطموحه، أعزيك سيدتي... وأنا على معرفة تامة أن قلبك كقلب أي أم يتقطع ألماً وحزناً على فرقى فلذات أكبادها.جلالة الملك لقد كنتم منذ القدم تسيرون نحو تحقيق ذلك.. تنشرون روح التسامح والمحبة والتعايش والانتماء في أرجاء العالم، وتؤكدون أنه رغم الاختلاف إلا أن روح التجاذب الإنسانية والحرية الممنوحة هم السلاح الحقيقي لدرء أي شر أو خراب أو تطرف والنهوض بالعزة والكرامة والإنجازات.سيدي حضرة صاحب الجلالة..إن الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله، بدأ خطوة الألف ميل باتجاه خلق فكرة الوطن للفرقاء والمختلفين، إنسان الجزيرة، صحرائية وساحلية، شيعية وسنية، صوفية وإسماعيلية وغيرهم، كل هذا الاختلاف الجميل حصنه بحصن الوطن الحصين، وكذلك هي التجربة البحرينية الفريدة في استراتيجيتها الجامعة، التي استوعبت ضرورة الاختلاف في صنع الحضارات، وإثراء الأوطان.وجاءت قافلة هذه هي البحرين التي ترعاها جلالتكم مثالاً حياً لما تحتاجه المنطقة حقاً من نموذج حي للمحبة والتسامح اللامتناهي إلى مختلف الأديان والثقافات، حيث تعد البحرين أكبر مثال ليست في منطقة الخليج العربي فقط بل في المنطقة العربية الكبرى، تشمل تنوع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، وتضم المقدسات والبيوت الدينية والعقائدية المتنوعة من مآتم، ومساجد، ومعابد للبوذا والهندوس والسيخ، والكنائس الكاثوليكية، والأرثودوكسية، والقبطية وغيرها.كل هذه الشواهد أثرت وعززت من التنوع المذهبي والفكري والديني والحزبي المجتمعة في البحرين، والتي اتضحت معالمها بكل وضوح خلال العهد الإصلاحي لجلالتكم، وكان تنوع مقاعد المجالس النيابية والبلدية منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا خير رهان لهذه المبادرة الواعية الحكيمة، حيث باتت التجربة البحرينية تجربة تقض مضاجع الطائفيين وأصحاب ثقافة اللون الواحد، وجعلت المخربين والداعشيين وغيرهم من الطائفيين يشتعلون حقداً ويصرون على أفكارهم الدموية لأن عواطفهم الهشة واللاإنسانية لا تؤمن إلا بالخراب والشتات، في بلد جميل كالبحرين يمد يده للجميع.ختاماً يا جلالة الملك المفدى أود أن أقول.. اليوم نحن نعرف خصمنا جيداً، ونعرف أنه لا يريد أي شيء سوى نشر الخراب تحت اسم الحقوق والمظلومية المزيفة والفوضى، وأن الوطن الحصين هو الدرع المكين تجاه هؤلاء الطامعين الذين يريدون أن نكون مكشوفين للعراء والشتات وأطماع الدول الأخرى التي تسعى دوماً لتوسعاتها العرقية تحت اسم الإسلام.وبنهاية القول.. أعلنها من هنا من قصركم العامر.. بإسمي وباسم أخواني وأخواتي من أبناء المملكة العربية السعودية، نؤكد مشاركتنا ودعمنا لفعالية هذه هي البحرين القادمة.. لنشر الرسالة الإنسانية لجلالتكم ونقلها للعالم بأسره.. هذه الرسالة التي تحمل في طياتها بث روح التسامح والتعايش والسلام بين الجميع، وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح، وحفظ الله البحرين من كل شر ومكروه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».ويأتي استقبال جلالة الملك المفدى في قصر الصخير المشاركين والمساهمين في فعاليات «هذه هي البحرين» بعد أن نظمها اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين، للتعريف بالمملكة وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية.