بالمختصر المفيدتسعى المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر الرياض إلى التوافق حول مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد للمشاركة في مفاوضات محتملة مع النظام ترغب الدول الكبرى بعقدها بينهما بحلول الأول من يناير المقبل. وتباينت آراء ومواقف الكتل السياسية، من الائتلاف السوري وصولاً إلى هيئة التنسيق «التي ستعود إلى دمشق بعد المؤتمر»، ومروراً بأفرقاء «إعلان القاهرة»، وأما التباين فظهر بأمور جوهرية واساسية أبرزها دور الأسد ومستقبله في المرحلة الانتقالية، والحل السياسي، وثانياَ هيئة الحكم الانتقالية وإن كانت ستؤدي اليمين أمام الأسد بحسب الدستور. وثالثاً، حول أجهزة الأمن والجيش بين تفكيكها وإعادة بنائها أو إصلاحها، وأخيراً موضوع التمثيل في «جنيف 3» وهوية الطرف الذي سيلعب الدور القيادي في وفد المعارضة.ويرى خبراء ان المعارضة السورية باتت مقتنعة أنه لا حل للأزمة من دون اجتماعها تحت مظلة واحدة تكون بداية مسار جديد يعيد الثقة بوجود بديل عن نظام الأسد.عواصم - (وكالات): تواصل أطياف المعارضة السورية في الرياض اجتماعاتها الهادفة إلى الخروج بموقف موحد من مفاوضات محتملة مع النظام السوري، وسط تدابير أمنية مشددة وشح في التصريحات والمعلومات، وسط خلافات حول دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. وعبر خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز مكونات المعارضة، في بيان صدر عن المكتب الإعلامي للائتلاف، عن «تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته». وتحدث خوجة عن «وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي». وقال «الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن «الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم». ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لانهاء النزاع الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص خلال 5 سنوات، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.ويشارك في المؤتمر قرابة 100 شخص يمثلون فصائل سياسية ومسلحة. وعصفت بالمعارضة المتعددة الولاء الإقليمي، في مراحل عدة، تباينات وصراعات على السلطة. كما تنظر بعض أطرافها بطريقة مختلفة إلى مواضيع عدة بينها دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الاجتماع الذي يعقد في فندق «انتركونتيننتال» بالرياض، بدأ بمشاركة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أعرب للمشاركين عن الأمل في أن يكون اللقاء مثمراً. كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن أمله «في النجاح الكامل» لمؤتمر الرياض، مشدداً، على أهمية قيام المعارضة «بتوحيد جهودها لتكون المحاور السياسي المرجعي الذي تحتاج إليه سوريا». وذكرت مصادر سورية معارضة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف التقى ممثلي الفصائل المسلحة، وأكد لهم أن المملكة «لن تتخلى عن الشعب السوري تحت أي ظرف»، وأن «السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة». وللمرة الأولى، يشارك ممثلون عن هذه الفصائل في اجتماع موسع للمعارضة، وابرزها «جيش الاسلام» وحركة احرار الشام الإسلامية. وأكدت الحركة في بيان أنها تشارك في المؤتمر «لنناضل سياسياً كما نناضل عسكرياً»، و»قطع الطريق على اي محاولة للالتفاف» على ثوابت عدة ابرزها «تطهير كامل الاراضي السورية من الاحتلال الروسي- الإيراني»، و»اسقاط نظام الاسد بأركانه ورموزه كافة وتقديمهم لمحاكمة عادلة». من ناحية اخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو ستشارك غدا في المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سوريا في جنيف. من جهة اخرى، خرج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين من حي الوعر، اخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص وسط سوريا، بموجب اتفاق مع ممثلين عن الحكومة بإشراف الأمم المتحدة يتضمن وقفا لاطلاق النار وفك الحصار.