عواصم - (وكالات): رفعت الشرطة في جنيف حالة التأهب وفتشت المدينة بحثاً عن عدد من المتطرفين المفترضين الذين يشتبه بعلاقتهم بتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، تزامناً مع إعلان السلطات أنها ستشدد قوانين مكافحة الإرهاب لتجريم السفر إلى الخارج بغرض القتال ومنع إساءة استخدام جوازات السفر وذلك في أعقاب هجمات باريس في الآونة الأخيرة وتشديد مستوى التأهب الأمني في البلد الواقع شمال أوروبا. وجرى الاتفاق على الإجراءات بين حكومة الأقلية التي يقودها الديمقراطيون الاشتراكيون والمعارضة باستثناء حزب اليسار والديمقراطيين السويديين المناهضين للهجرة.وقال وزير الشؤون الداخلية أندرس إيجمان في مؤتمر صحافي «في وقت اشتد فيه القلق والخوف تزداد أهمية أن تتحلى السويد بقدر واسع من التوافق بشأن الإجراءات اللازمة لضمان حفظ النظام والسلامة والأمن من خطر الإرهاب».وبموازاة ذلك، أفادت شرطة جنيف بأن «سلطات جنيف تلقت معلومات من قبل الاتحاد «سلطات برن» عن أفراد مشتبه بهم قد يكونون في جنيف أو ضواحيها». وأضافت الشرطة أنها «تبحث بشكل نشط» عن هؤلاء الأفراد «في إطار تحقيق إثر اعتداءات باريس»، فيما تم نشر تعزيزات في مواقع رئيسة بينها مباني الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم جهاز الأمن في جنيف إيمانويل لو فيرسو للإذاعة السويسرية «انتقلنا من التهديد المبهم إلى التهديد المحدد»، مضيفة أن البحث عن المشتبه بهم «دخل مرحلة نشطة للغاية». وذكر مسؤول أمني في مقر الأمم المتحدة في جنيف أنه يجري البحث عن 4 رجال مرتبطين بتنظيم الدولة. وقال المسؤول إن مبنى قصر الأمم -المقر الأوروبي للأمم المتحدة- تم إخلاؤه حيث قام عناصر الأمن بعملية تفتيش للمكاتب. وتم نشر حراس مسلحين برشاشات حول المقر في إجراء غير اعتيادي. ويستقبل مبنى قصر الأمم يومياً آلاف الموظفين الدوليين وهناك نحو 400 حارس من الأمم المتحدة مكلفين بحمايته. وأفاد بيان لحكومة كانتون جنيف أن الشرطة «رفعت مستوى اليقظة» فيما ذكرت وكالة إيه تي إس أنه تم نشر تعزيزات أمنية حول مباني رئيسة في المدينة بينها مقرات المنظمات الدولية الرئيسة والمطار. ولا تبعد جنيف سوى نحو 500 كلم من باريس، وتحيط بها فرنسا بشكل شبه تام، وعادة ما تكون الممرات الحدودية بين البلدين دون حراسة. وصرحت الشرطة في المنطقتين الفرنسيتين المحاذيتين لجنيف -إين وهوت سافوا- أنه تم تعزيز الإجراءات على جميع المعابر. والشهر الماضي فتشت الشرطة الفرنسية منزلي إمامين في مسجد رئيس في جنيف يبعد أمتاراً قليلة عن مبنى الأمم المتحدة. وتردد أن الإمامين يعيشان في بلدة فيرني فولتير الفرنسية الحدودية. وذكر الإعلام السويسري أن الإمامين يدعوان إلى الأيديولوجية المتطرفة، إلا أنه لم ترد أية مؤشرات من الشرطة على أنهما متورطان في أي عمل غير قانوني. من جهة أخرى أكدت صحيفة «لاتريبون دو جنيف» أن الشرطة تبحث أيضاً عن شخصين آخرين، إلى جانب المشبوهين الأربعة، دخلا الأراضي السويسرية بآلية تحمل لوحات تسجيل بلجيكية. وقد شوهدت السيارة في جنيف قبل أن تغادر سويسرا. وتأتي عمليات التفتيش في جنيف، ورغم أنها في الظاهر غير مرتبطة مباشرة باعتداءات باريس، وسط تزايد عمليات البحث في أوروبا عن متعاطفين مع «داعش». وذكرت سويسرا الشهر الماضي أنها بدأت إجراءات جنائية ضد 33 شخصاً بسبب الاشتباه بعلاقتهم بجماعات متطرفة، إلا أنه لم يتم اعتقال سوى 3 أشخاص. وكانت أخطر تلك الاعتقالات تتعلق بخلية لمتطرفين محتملين وكشف عنها في كانتون شوفهاوزن، بالقرب من الحدود الألمانية، العام الماضي. وكانت شرطة السويد قالت في وقت سابق إن نحو 300 سويدي سافروا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة أو «داعش» وقتل منهم 35 شخصاً. وعاد نحو 80 شخصاً إلى السويد.