الرياض - (وكالات): جرت أمس في السعودية أول انتخابات بلدية يتاح للنساء المشاركة فيها ترشحاً وانتخاباً، في خطوة تمنحهن «صوتاً». وأقفلت الصناديق مساء أمس، بعد 9 ساعات من فتحها في مختلف محافظات المملكة، لإجراء الدورة الثالثة من الانتخابات. وشكلت الانتخابات، فرصة أولى للنساء للإدلاء بأصواتهن. وقالت عواطف مرزوق الحازمي «اليوم صوت المرأة يعلو على كل شيء». وأكدت الحازمي أنها انتخبت رجلاً بناء على برنامجه الانتخابي، مضيفة «أنا انتخبت رجلاً، لكن أتمنى فوز امرأة». وخارج المركز نفسه، رأت المرشحة أمل بدر الدين الصواري أن الحضور النسائي «جيد».وأضافت المرشحة وطبيبة الأطفال البالغة من العمر 60 عاماً «الخطوة ستكون فاعلة وإيجابية جداً». وخصصت السلطات مراكز اقتراع للرجال والنساء كلاً على حدة. وفي سيارته الرمادية اللون، انتظر محمد صعب الشمري «53 عاماً» ابنته التي تعمل مدرسة، بعدما أوصلها إلى مركز الاقتراع للإدلاء بصوتها. وقال «أنا شجعت ابنتي على الانتخاب»، مضيفاً «طالما أن مكانها خاص ولا اختلاط، ما الذي يمنع أن تدلي بصوتها؟». وتنافس 6440 مرشحاً في الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلساً بلدياً، في حين يتم تعيين الأعضاء الباقين. ودور المجالس يرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.وقالت منيفة، وهي ممرضة في منطقة حفر الباطن شمال شرق المملكة «حتى لو نال الرجال كل المقاعد، سأشعر أننا حققنا فوزاً». وأوضح محمد عبدالله الخرجي، وهو نائب رئيس اللجنة الانتخابية في أحد مراكز الاقتراع في الرياض، أن الإقبال كان «أفضل من الدورة السابقة»، مشيراً إلى أن الدورة الانتخابية جرت وقد «صار ثمة وعي وإدراك من الناس لمسألة الانتخابات». واعتبر أن «انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ساعد في انتشار» هذا الوعي. ولقيت الانتخابات صدى واسعاً على مواقع التواصل خاصة منها «تويتر»، الذي يلقى إقبالاً في المملكة هو من الأعلى في العالم مقارنة بعدد السكان.وشهدت مناطق أخرى في المملكة عمليات اقتراع مماثلة، منها مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر. وقال محمد الغامدي «49 عاماً» «جئت أنتخب من أجل ترسيخ ثقافة الانتخاب».وبحسب أرقام اللجنة الانتخابية، فإن قرابة 1.5 مليون شخص من الذين أتموا الثامنة عشر من العمر، سجلوا أسماءهم للتصويت. ومن بين هؤلاء، 119 ألف امرأة فقط. وخارج مركز اقتراع للرجال في الرياض، أمل أحمد عبد العزيز الصليبي «78 عاماً» في أن تكون الانتخابات «مقدمة لانتخابات أوسع ستأتي لاحقاً».