سلسبيل وليد«أبنائي غير مدركين استشهاد أبيهم، الكبير (7 أعوام) يبكي طوال الليل يناديه، والصغير (5 أعوام) يحتضن ملابسه ويشمها ويبكي» بهذه الكلمات بدأت زوجة الشهيد حسن إقبال تخبر «الوطن» عن معاناتها اليومية بين كتم حزنها أمام الصغار وتصبير والديه ونفسها.وقالت زوجة الشهيد زينب عيسى إن لديها 3 أطفال وحامل في الأخير، وأحمد (7 أعوام)، علي (5 أعوام)، مريم (9 أشهر)، موضحة أن الأطفال دائمي السؤال عن والدهم وخصوصاً في الليل وقبل النوم يبكون شوقاً وحباً لأبيهم وكل ما يعرفوه أنه في الجنة وسيعود يوماً ما.وأضافت أنها لم تكن تعلم هي وعائلته أن الشهيد في اليمن كل ما يعرفوه بأنه في السعودية دورة وسيعود فور انتهائها، وتابعت لكن الفاجعة الكبرى التي لم نكن نتوقعها عند إعلان خبر استشهاده على التلفاز وسط صدمة من الجميع وحلم مررنا به، بين أن نصدق الخبر ونكذبه فنحن لا نعلم أنه في اليمن، على الرغم من أن كلامه كان دائماً مربكاً لنا فكثير ما يوصي على أبنائه وعائلته ويسألني ما سأفعله إذا استشهد يوماً ما.وأوضحت زينب أن والدّي الشهيد غير مستوعبين فكرة وفاه ابنهم، ووالده يستقبل التهاني باستشهاده، وكذلك أخوته وأخوه الذي أحس نفسه وحيداً بعد رحيل أخيه الوحيد، مشيرة إلى أن ما يصبرهم أنه شهيد بإذن الله وأنه رفع رأسهم ومات دفاعاً عن الوطن والإسلام.وأشارت إلى أن أحد زملائه في اليمن قال إن الشهيد لحظة وفاته كان ينظر للأعلى وهم يصبرون به ويقول «أشم ريحة مسك» ثم أوصى بألا يبكي أهله على فراقه وتشهد ومات، موضحة أنه قبل استشهاده بأيام اتصل بأخيه وأوصاه على والديه ومن ثم أوصاني على أبنائي وعلى نفسي وأن أكون أماً وأباً للأبناء وألا أرفض لهم طلباً.وتابعت في ليلة استشهاده وإلى منتصف الليل كنت أكلمه حسيت من صوته أنه متضايق وكان يقولي «إن شاء الله أنام وما قعد من كثر التعب» فكنت أصبره وأقول له لنا 3 أسابيع لم نرك فيرد «لا خلاص» أسأله ما يعنيه فيسكت، وفي الصباح حاولت أن أتصل به ولكن لا يرد أرسلت له لم يرد كذلك حتى الساعة 10 صباحاً أغلق تليفونه فيما تلقينا خبر الوفاة عند المغرب، مبينة أنها تعتمد على الشهيد بكثير من أمور الحياة فهي «منكسرة» من بعده وأنها ستحاول جاهدة أن تحقق أمنية الشهيد بأن يصبح أبناؤه ضابطاً وطياراً.ولفتت إلى أن اختيار جلالة الملك يوم 17 ديسمبر بيوم جلوسه هو اعتزاز لأهل الشهيد، شاكرة جلالة الملك والقيادة الحكيمة على وقفتهم مع أهالي الشهداء.وتمنت أن يعوضها الله خيراً في الجنة وأن تلتقي به هناك، كما تتمنى أن يصبح أبناؤها كوالدهم ويتحلوا بصفاته الشجاعة والقوة وأن يفخروا به وبأنهم أبناء الشهيد.