أكدت مدير مركز دراسات الطفولة في جامعة البحرين د.جيهان العمران أن مستقبلاً مظلماً ينتظر أطفال البحرين في حال استمرار تهميش قطاع رياض الأطفال.وقالت العمران، في تصريح خاص إلى «الوطن»، إن «مستقبل أطفالنا بين أيدي معلمات رياض الأطفال، فإذا كنَّ غير مؤهلات، فإن ذلك يعني أن مستقبلاً مظلماً ينتظرهم»، مشيرة إلى تأثر برنامج المركز المعني بتأهيل معلمات رياض الأطفال بوقف التمويل من قبل صندوق العمل (تمكين) إثر إعادة النظر في استراتيجية دعم مشروعات الصندوق.وتأمل أن يجد المركز دعماً من الجهات المعنية بما يمكنه من تقديم برنامج تدريبي في رياض الأطفال على مدار السنة، وأن تتكفل جهات معينة مثل «تمكين» بجزء من تكاليف البرنامج الذي حقق نجاحاً في السنتين الماضيتين، خصوصاً وأن رياض الأطفال جهات تعليمية خاصة، ويصعب على الكثير منها إدماج معلماتها في برامج تأهيلية ذات كلف مادية.وأشارت إلى أن رياض الأطفال قطاع مهمش، ورواتب المعلمات المنتسبات إليه متدنية (تتراوح ما بين 90 إلى 200 دينار)، علاوة على أن الكثير منهن غير مؤهلات، وخلفياتهن بعيدة جداً عن تخصص الطفولة، إذ إن الأمر يتعدى مجالسة الأطفال، أو استسهال أمر تعليمهم في هذه السن المبكرة، داعية إلى الأهمية القصوى لتأهيل معلمات رياض الأطفال اللاتي يمارسن عملهن في الوقت الحاضر، واشتراط حصول المعلمات الجدد على مؤهل أكاديمي قبل دخولهن للتعليم في رياض الأطفال.وقالت إن «مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة التأسيس، فإذا كان أساس البناء ضعيفاً فإنه يؤثر على بناء شخصية الطفل وتوافقه النفسي والاجتماعي مستقبلاً».ويصل عدد معلمات رياض الأطفال في البحرين إلى أكثر من ألف معلمة، يقدمن خدماتهن لنحو 35 ألف طالب وطالبة في مستويي الحضانة والروضة.ويبلغ عدد رياض الأطفال (المستقلة عن المدارس الخاصة) 136 روضة بحسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم عام 2013. وتؤكد أ.د. العمران أن وزارة التربية تبذل جهوداً كبيرة في تنظيم قطاع رياض الأطفال والإشراف من الناحية التربوية غير أن الوزارة لا تستطيع أن تفرض على إدارات الروضات إعطاء رواتب معينة للمعلمات، وتحسين أوضاعهن.وكانت الجامعة أطلقت فكرة «البرنامج التدريبي في رياض الأطفال» الذي يشرف عليه مركز دراسات الطفولة منذ سنتين، واستطاعت أن تحظى بتمويل البرنامج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وصندوق العمل (تمكين).واستمر دعم «تمكين» لعدة دورات لكنه انقطع في ضوء إعادة صياغة استراتيجية الدعم من جانب الصندوق.ويهدف البرنامج، الذي خرّج 504 معلمات في ثمان دفعات والذي بدأ في 2010 إلى تطوير الكفايات المهنية للمعلمات في مجال تعليم طفل الروضة، وتزويدهن بالمهارات اللازمة لتقييم أداء طفل الرياض، وتدريبهن على استخدام استراتيجيات متنوعة لتعلم الطفل عن طريق اللعب، وإكسابهن مهارات التعامل مع الفئات الخاصة، وإكسابهن مهارات التعامل مع مشكلات الأطفال السلوكية.وتتلقى المشاركات في البرنامج التدريبي في رياض الأطفال - الذي يقدم البرنامج باللغتين العربية والإنجليزية بحسب الطلب - 134 ساعة تدريبية، بإشراف 31 أستاذاً واختصاصياً في مركز دراسات الطفولة، بالإضافة إلى قسم علم النفس، وكلية التربية الرياضية والعلاج الطبيعي، وكلية الآداب بالجامعة، ووزارة التربية والتعليم.ويختص مركز دراسات الطفولة في جامعة البحرين الذي تأسس في عام 2011 بإجراء الدراسات والبحوث، وتنظيم الدورات والبرامج التدريبية، وتقديم الاستشارات المتخصصة في مجال الطفولة، مما يساهم في حل مشكلاته وتنميتها تنمية شاملة ومتوازنة في جميع مراحلها جسمياً وعقلياً واجتماعياً ونفسياً.ويرى المركز ضرورة النهوض بأوضاع الطفولة عموماً والطفولة البحرينية بشكل خاص، والإسهام في تلبية احتياجاته وحل مشكلاته وتنمية مواهبه وقدراته عن طريق البحث العلمي وتوفير الخدمات التدريبية النوعية والاستشارات المتخصصة من أجل ضمان مستقبل أفضل للطفل.