حصل على المراكز الأولى في عدد من المسابقات الفنية، ويملك مرسماً صغيراً خاصاً به، ويطمح لأن يملك مرسماً كبيراً وأن يصل للعالمية، ومن بين هذه المسابقات مسابقتي:» لوحة من وطني»و»أسرتي حياتي» التي نظمتها وزارة التربية والتعليم وفاز فيهما بالمركز الأول...إنه الطالب فواز محمد عبدالله الذي بدا، حين زارته «الوطن» لإبراز موهبته، منهمكاً في رسم لوحته الفنية بإحدى الورش التدريبية التي قدمها مركز رعاية الطلبة الموهوبين خلال العطلة الصيفية، ويشكل المركز منذ تأسيسه في 2007 الحاضنة لمواهب وإبداعات الطلبة بكافة المجالات الفنية والعلمية. والطالب فواز، من إعدادية الإمام الغزالي للبنين، هو أحد المواهب الفنية التي يحتضنها المركز، ويظهر تميزه من مشاركته في ما يقارب 200 مسابقة فنية، وفي 6 معارض، وحصل في العديد منها على الجوائز والشهادات المتقدمة.استوقفناه قليلاً لنتعرف على رحلته ومغامراته في عالم الرسم، وكان بيننا هذا الحوار.كيف كانت رحلة البداية وتعلمك للرسم والفنون؟ -كانت البداية غريبة نوعاً ما، وكان لعمي دور كبير في اكتشاف موهبتي بالصدفة وتشجيعي.فعمي من ذوي الاحتياجات الخاصة (فئة الصم والبكم) وهو بدوره حباه الله بموهبة الرسم، وقد كانت وسيلته للتواصل مع العالم الخارجي، وأما عني فكنت وما زلت أقلد رسومات عمي بشكل دائم، الأمر الذي ساعدني بشكل كبير في تطوير وصقل موهبتي. وكان لعمتي هي الأخرى دور في صقل موهبتي، فهي تمتاز بالحس النقدي الذي استفدت منه كثيراً في تطوير أعمالي الفنية، كما أنها قامت بدفع رسوم مشاركتي بمدرسة الفنون، وهنالك تعلمت أساسيات الرسم بالرصاص وبالألوان المائية. كما أن والدي له دور كبير أيضاً في تطوير موهبتي، فقد كان كثير النقد ودائماً ينظر إلى الجانب السلبي من لوحاتي، ولكن كنت أصر على تقديم الأفضل وأتقبل نقده ووجهة نظره بكل سرور لأنني أعلم أنه يريد لي الأفضل، وحرصاً منه على تنمية موهبتي قام بتخصيص غرفة لي في المنزل كمرسم أعمل فيه. أما عن والدتي فهي حريصة دائمة على توفير مستلزمات الرسم من لوحات وفرش وألوان من دون ملل أو تعب. ولا أنسى دور أستاذ التربية الفنية بالمدرسة عبدالله الرحاحلة في تنمية موهبتي وتشجيعي دائماً.يقال إن للسفر دوراً في تعلم الفنان للرسم، فهل كانت لك تجربة مع السفر؟ -نعم بالفعل، لقد سافرت إلى ماليزيا ورومانيا، وفي كلا المرتين كنت أجالس الرسامين المتجولين وأتعلم منهم أساسيات الرسم كأن أتعلم طريقة مسك الفرشاة والقلم بالطريقة الصحيحة ودمج الألوان وغيرها من الأمور التي يتعلمها الفرد عن طريق المحاكاة. السفر بشكل عام يشكل متنفساً للفنان يجد فيه المتعة في رسم مناظر أخرى مختلفة عن بيئة وطنه، كما أنه يتعرف إلى ثقافة المجتمع في اللوحات الفنية المتاحة للبيع في الطرق والأسواق أو حتى اللوحات العالمية الشهيرة بالمتاحف. شاركت فيما يقارب 200 مسابقة فنية، ولكن ماذا عن مشاركتك الأولى؟ -كانت أول مشاركة لي في الصف السادس الابتدائي وهي مسابقة جداريات نظمها مركز الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصة، لقد كان لهذه المشاركة الأثر في نفسي، فقد شاركت ضمن فريق عمل مع زملائي الطلبة وأساتذة مادة التربية الفنية المنتسبين لمدرسة البسيتين للبنين آنذاك، ونظراً لظروف خارجة عن الطلبة اعتذروا عن المشاركة. المضحك في الأمر أنني لم انسحب بل شاركت لوحدي، ورسمت جدارية عن البحرين وفزت بالمركز الأول. لقد مهدت لي هذه المسابقة وفتحت لي الأفق في الانتساب لمركز رعاية الطلبة الموهوبين، حيث كانت الأستاذة زينب سوار أخصائية أولى مواهب أدائية إحدى أعضاء لجنة التحكيم، والتي حثتني وشجعتني للانتساب للمركز. ومن هنا بدأت تتعاقب مشاركاتي الفنية في المسابقات، حيث شاركت في 200 مسابقة و6 معارض فنية غالباً ما كنت أفوز بالمراكز المتقدمة، من بين هذه المسابقات مسابقة لوحة من وطني ومسابقة أسرتي حياتي التي نظمتها وزارة التربية والتعليم وقد فزت بالمركز الأول في كلتا المسابقتين. ماذا تطمح أن تحقق في المستقبل؟ -لدي مرسم صغير، وأطمح أن يصبح لي مرسم كبير على مستوى عالٍ من الحرفية والشهرة، وأتمنى أن أصبح فناناً معروفاً يشار إليه بالبنان، وأن تحقق أعمالي الفنية العالمية أسوة بكبار الفنانين على مستوى البحرين والعالم، كما أطمح أن أتخصص في هندسة الطيران.