أعلن الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن اليوم الخميس أن القوات الأمنية في العاصمة عثرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على منشورات وأقراص مدمجة تحرّض على العنف الطائفي، حيث عادة ما تلقى هذه المنشورات في حدائق المنازل أو تعلق على أبوابها، وهي تهدد ساكنيها بالقتل، في حال عدم مغادرتهم مناطق سكناهم إلى أخرى في عمليات تغيير سكاني تجري على أساس الهوية الطائفية في مناطق من بغداد ومحافظات جنوبية. تهجير سكاني على أساس طائفيوأشار المسؤول الأمني في تصريح صحافي مكتوب تلقته "إيلاف" اليوم الخميس إلى أن القوات قد عثرت خلال الساعات الأخيرة أيضًا على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة ومواد شديدة الانفجار.. كما ضبطت خلال تنفيذ عمليات مختلفة 27 عبوة ناسفة و24 قنبلة هاون و122 قنبلة يديوية و7 قواعد لإطلاق الصواريخ محلية الصنع.من جهتها، فقد أعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن "قلقها المتزايد إزاء الأوضاع بسبب موجة الهجمات الأخيرة من العنف الطائفي، التي تهدد بوقوع شرارة تهجير داخلي للعراقيين الفارّين من التفجيرات والهجمات الأخرى".وقالت مفوضية اللاجئين إن عام 2003 الحالي شهد نزوح "حوالي خمسة آلاف عراقي، بسبب التفجيرات وتصاعد التوترات الطائفية، ومعظم هؤلاء فرّوا من بغداد باتجاه محافظتي الأنبار وصلاح الدين" غرب بغداد، بحسب متحدثة باسم المنظمة. وأشارت أيضًا إلى أن هناك أكثر من مليون و130 ألف نازح داخل العراق من الذين تركوا منازلهم هربًا من العنف الطائفي، الذي اجتاح البلاد، وبلغ ذروته بين عامي 2006 و2008.بغداد تبلغ واشنطن بخطورة الأزمة إزاء ذلك، فقد أبلغت بغداد واشنطن أن الأزمة الحالية في العراق خطيرة ومتفاقمة وذات طابع مذهبي. جاء ذلك خلال اجتماع مع السفير الأميركي لدى العراق ستيفن بيكروفت، عقده رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، والذي أبلغه خطورة الوضع المتفاقم طائفيًا في البلاد. جرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع على الساحة العراقية، إذ أكد النجيفي أن الأزمة في البلد متفاقمة وخطيرة، ولها طابع طائفي واضح، يراد منه تحويل العراق إلى نقطة اشتعال مذهبي، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب إعلام البرلمان تسلمته "إيلاف"، لافتًا إلى أن تنظيم القاعدة والميليشيات المسلحة مشتركة في هذا الموضوع. كما تناول البحث قانون الانتخابات في العراق وسبل تعزيز التعاون الثنائي في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين.وأمس، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مواطنيه إلى مواجهة مَن أسماهم بالقتلة وأمراء الحرب القادمين من وراء الحدود، ويستهدفون أرواح العراقيين على الهوية الطائفية والقومية. وقال إن العراق قد ابتلى بثقافة لم يعرفها من قبل هي ثقافة العنف والكره، والتي ليست من شأن العراقيين، الذين اعتادوا الألفة والمحبة بينهم، بعربهم وكردهم وتركمانهم، بشيعتهم وسنييهم ومسيحييهم، بصابئتهم بيزيدييهم، وبكل قومياتهم ومذاهبهم.وأضاف: "جاءنا الإرهاب والإرهابيون ودعاة الطائفية من الخارج، والذين تعاونوا معهم في الداخل، فوضعوا بين أبناء البلد الواحد والجسد الواحد هذه الحواجز والقواطع، التي أصبحت تصنّف الناس، وأحيانًا يمارس القتل على الهوية وعلى الاسم، نريد ثقافة بديلة ترفض الطائفية رفضًا مطلقًا وتحذر منها، ونحن نحذر من الطائفية والطائفيين، ونقول لهم: مهما سفكتم دمًا شيعيًا، ومهما سفكتم من دم سني، ومهما سفكتم دمًا كرديًا أو مسيحيًا أو يزيديًا، فإن هذا لن يعطيكم يومًا فرصة لكي تكونوا حاكمين لهذا البلد، وأن تعيدوا عجلة الحياة إلى الوراء، أقتلوا من شئتم، ولكنكم ستواجهون غضبة الشعب".واليوم قتل 19 شخصًا على الأقل، وأصيب 50 بجروح في سلسلة تفجيرات ضربت بغداد، واستهدفت أسواقًا شعبية فيها، وبذلك يرتفع عدد العراقيين الذين قتلوا منذ بداية الشهر الحالي إلى 700 شخص في أعمال العنف اليومية، التي تشهدها البلاد، قضى عدد كبير منهم في هجمات استهدفت مجالس عزاء سنية وشيعية.ويواجه العراق حاليًا، وبعد حرب المساجد والحسينيات التي بدأت قبل أشهر لتفتح واحدة من أخطر الجبهات في ساحة العنف في البلاد، يواجه على نطاق واسع مواجهة من نوع آخر هي حرب "مجالس العزاء". فخلال الشهرين الأخيرين تم استهداف الكثير من مجالس العزاء، سواء تلك التي تقام في المناطق والمحافظات ذات الغالبية الشيعية أو ذات الغالبية السنية، حيث شهد الأسبوع الماضي استهداف ثلاثة مجالس عزاء في بغداد، هي: مجلس عزاء كبير في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية الكبيرة والغالبية الشيعية، راح ضحيته أكثر من 90 قتيلًا وخلف 300 جريح، أعقبه بيومين تفجير انتحاري في مجلس عزاء في مدينة الدورة جنوب بغداد ذات الغالبية السنية، ثم تلاه الاثنين الماضي تفجير انتحاري هو الآخر في مجلس عزاء في حي الأعظمية السني في شمال غرب بغداد.
International
الداخلية العراقية تضبط منشورات ميليشيا شيعية تتوعد السنة بالعذاب والقتل
26 سبتمبر 2013