قد نواجه داخلياً تساؤلات عديدة تتجذر من أسلوب تعامل الموظفين مع المواطنين في الوزارات والمؤسسات الحكومية على وجه التحديد، لماذا غالباً ما يكون التعامل مع المواطنين جافاً؟ وما هي التبعات؟علينا في بادئ الطرح وضع كافة المؤثرات العملية المحيطة جانباً، والبدء في تحليل الصورة العامة لكي يتم تسليط الضوء على كافة الأجزاء سواءً الظاهرة أو غير الظاهرة.إن الموظف قبل كل شيء إنسان، يتأثر بالظروف وتؤثر بدورها فيه تلقائياً، لأن الإنسان ما هو إلا كتلة ضعيفة من طين أوجدها الله تعالى في هذا الكون مؤثرة ومتأثرة وأوجد معها كل ما نراه حولها، وبطبيعة الحال سوف تؤثر في سلوكها أبسط المتغيرات الحياتية التي ستواجهها. ولكن، هل يشفع لنا ذلك باختيار عدم الاختيار في السلوك الذي نتعامل به والآخرين مع الانصياع خلف الهوى أو كما ندعوه «المزاج»؟ بالطبع لا، فكما إن لديك ظروفاً قد تجدها صعبة التحمل فلغيرك ظروفٌ مشابهة لظروفك وقد تكون أشد، والسلوك في العمل لا يجب أن يتغير بتغير الظروف الشخصية، بل من الأفضل أن يكون ثابتاً ويسير على رتم مستقر ومتوازن في جميع الظروف، حتى لا نجعل الآخرين يشعرون بأننا نقوم بتهميشهم أو التقليل من شأنهم.سببٌ آخر قد يكون مؤدياً لهذا السلوك الجاف، وهو ثبات موظفي القطاع الحكومي على مستوى واحد من السلم الوظيفي مع عدم السعي إلى التطوير والاكتساب، تلك نقطة تضاف إلى السبب الأول.أما النقطة الأخيرة التي سوف نطرحها ها هنا فهي تتعلق باطمئنان الموظف بأن الوزارة أو المؤسسة لن تستطيع التخلي عن خدماته ولذلك فهو يتعامل مع غيره وفق هواه، وبالطبع فأنا لا أعمم ذلك على بعض الموظفين الذين رغم شدة عملهم فنادراً ما نراهم متجهمين أو غير مبتسمين. ثمة سبب آخر قد يكون، يتلخص في اعتماد الموظف على غيره في إتمام مهامه لأن العمل لا ينتهي وربما هذه هي السلبية الوحيدة للقطاع الحكومي، وهي أن الأعمال تأخذ وقتاً طويلاً بالمقارنة مع الأعمال ذاتها في القطاع الخاص وإن كانت الظروف تختلف. ** نقطة ارتكاز الأسلوب الجيد هو ما يجملك في عيون الآخرين، فلا تقبح نفسك بنفسك.سوسن يوسفنائب رئيس فريق البحرين للإعلام التطوعي
تعامل الموظفين «جاف» يحتاج «الترطيب»
21 ديسمبر 2015