ذكرت قناة "العربية" أن تظاهرات حاشدة ثارت اليوم الجمعة، في ضاحية الثورة في مدينة أم درمان أكبر المدن السودانية، نقلاً عن مصادر في المعارضة.وأفادت المصادر أن قوات الأمن تطلق الرصاص، الجمعة، على متظاهرين في شارع الستين شرق الخرطوم.ومن جانبها، كشفت وزارة الداخلية السودانية عن اعتقال 600 شخص في احتجاجات الخرطوم و ودمدني خلال اليومين الماضيين.وأوضحت القناة إن الأمور ما زالت تبدو هادئة بالعاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم الجمعة، إلا أن هناك حالة من الترقب الحذر، كما أشار إلى الانتشار الأمني الشديد في الشوارع، تحسباً لاستئناف المظاهرات ودخولها يومها الخامس، حيث دعت القوى الثورية والشبابية جموع الشعب السوداني للخروج للشوارع، باعتبار أن يوم الجمعة أصبح رمزاً للتظاهر منذ بدء الربيع العربي.وأشار إلى انتشار الشرطة وقوات الأمن حول مساجد بالعاصمة السودانية ومناطق سكنية ومرافق استراتيجية.ووردت أنباء تفيد أن السلطات السودانية قامت بمصادرة صحيفتي "السوداني" و"المجهر" ومنعت "الوطن" من الصدور، وقد أكد الكاتب الصحافي طلال إسماعيل الخبر، مشيراً إلى أن التعتيم الإعلامي على المظاهرات لم يشمل الصحف فقط، بل طال الإنترنت أيضاً.وأكد أن الحكومة تخاف من أن تتحول الاحتجاجات إلى بوادر ربيع عربي في البلاد، وأضاف أن المواطن السوداني بدأ يشعر بالتضييق المعيشي، لذا قرر الخروج للشارع للاحتجاج على الأوضاع المعيشية السيئة، مشيراً إلى أن اليوم الجمعة غالباً سيحدد مسار تلك الاحتجاجات فيما بعد.وقال إن الأحزاب السياسية تنتظر ما سيسفر عنه، الجمعة، لمعرفة مدى صمود تلك التظاهرات.هذا.. وتواصلت التظاهرات في السودان، أمس الخميس، حيث رفع المحتجون سقف شعاراتهم مطالبين بإسقاط النظام، وتحدثت المعارضة عن سقوط قرابة 140 قتيلاً، بينما المصادر الرسمية حددت حصيلة القتلى بحوالي 30 قتيلاً معظمهم وفق مصادر طبية تعرضوا لإصابات في الرأس والرقبة.كما تحدثت المعارضة عن استخدام أفراد الأمن الذين استعانوا ببعض وحدات الجيش رصاصاً حياً لاسيما في أحياء أم درمان.من جانبه، قال نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم، رئيس القطاع السياسي في حزب "المؤتمر الوطني السوداني" الحاكم إن السلطات ألقت القبض على عدد من الضالعين في الاحتجاجات الأخيرة, مؤكداً أن المتورطين في عمليات القتل سيمثلون أمام المحاكم.وعلى الرغم من اتهام السلطات السودانية عدداً واسعاً من المتظاهرين بالتخريب, في ضوء الاحتجاجات على أسعار الوقود, إلا أن الوضع الاقتصادي للسودان يشهد تردياً زادت وتيرته مع انفصال الجنوب.فقد أخذت الاحتجاجات الشعبية منحنى آخر حسب ما وصفها أحد ممثلي الحزب الحاكم الذي رأى أن الثورة التي لا تحمل لافتات سياسية وشعارات تندد بالغلاء وتطالب بمطالب شعبية حقيقية لا تعتبر ثورة، وإنما شغب يضر بالمدنيين ويسعى إلى تدمير مؤسسات وقطاعات مختلفة.يذكر أن الحكومة السودانية بدأت منذ العام الماضي برفع تدريجي للدعم عن الغاز، وقامت اقتصادياً بزيادة صادراتها من الذهب لمواجهة الانخفاض الذي بلغ ثلاثة أرباع احتياطاتها البترولية بعد انفصال الجنوب في عام 2011.العصابات وراء سقوط الضحاياومن جانبه، أكد وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، الجمعة، أن المسؤول عن سقوط ضحايا خلال الاضطرابات الأخيرة في السودان هم من أسماهم "العصابات". وقال إن الأوضاع خلال الخميس والجمعة هادئة، بعكس الأيام الثلاثة التي سبقتها.وقال إن الحكومة السودانية لن تسمح بمعاودة النهب والسلب، وإنه لا غضاضة في المظاهرات السلمية.وذكر أنه لا توجد حكومة راشدة تسمح لمجموعات بالنهب والسرقة، ونحن لم نتدخل إلا بعد تدهو الأوضاع.ونفى المسؤول السوداني اعتقال أي من قادة المعارضة في المطار.ورداً حول قيام الحكومة بإغلاق صحف، قال إنه توجد خطوط حمراء للصحافة في تناول القضايا الأمنية.وألمح إلى أن أرقام الضحايا التي تنقلها الوكالات غير حقيقية، وأن القصد منها هو الفتنة، على حد تعبيره.وتعليقاً على القرارات التي اتخذتها الحكومة السودانية برفع الدعم عن الوقود، قال بلال إن تلك القرارات في صالح المواطنين، ونحن نعتقد أن الإصلاح الاقتصادي هو حزمة، والحكومة لا تستطيع دعم كل شيء، وليس لدينا موارد كافية لذلك، فالسودان ليس دولة غنية.
International
إطلاق رصاص على متظاهرين بالسودان والحكومة تتهم العصابات
27 سبتمبر 2013