يبحث الكثيرون دائماً عن دلائل عظمة وقدرة الله في الكون، فيبدؤون بالبحث من أعمق نقطة في المحيط إلى أبعد نجم في السماء، وفي الحقيقة أنهم يغفلون عن أن ينظروا إلى أنفسهم!! الإنسان ذلك المخلوق المعجز المليء بالعجائب والأسرار ما لا يجد العقل له تفسيراً. دقة خلق الإنسان وعظيم صنعه وعمله كلها تقودنا إلى الله الخالق العظيم. ورغم هذه الثورة العلمية التي يشهدها العالم إلا أنهم عجزوا عن صنع خلية واحدة مماثلة لخلايا الإنسان، والحديث عن جسم الإنسان لا يسعه مقال ولا كتب، وسأتناول في هذه السلسلة الحديث عن إعجاز خلق الله في جسم الإنسان على أجزاء منفصلة من الجسم وأولها وأهمها هو القلب.بحجم قبضة اليد ويمثل 0.5% من وزن الإنسان، فوجودنا في هذه الحياة متوقف على نبضاته التي تعمل باستمرار على مدار الـ24 ساعة طوال العام من دون توقف إلى قبل ولادتنا وتستمر حتى الوفاة. فأنسجة القلب المتكونة من أكثر من تريليون خلية متلاصقة تنبض جميعها في وقت واحد وبدقة شديدة، بحيث لا تسبق خليةٌ خليةً أخرى. نبضات القلب والتي عددها يزيد عن مائة ألف نبضة يومياً تغذي جميع أجهزة وأنسجة الجسم بـ28 مليلتر، فالنبضة بما يقارب 830000 لتر في اليوم. وهذه العضلة تتكون من أنسجة غير متجددة؛ فجميع أنسجة الجسم تتجدد باستمرار بل وتتجدد كلياً كل خمس سنوات ماعدا القلب والدماغ، فالأنسجة هي ذاتها من وقت الولادة وحتى الوفاة. فلك أن تتخيل مدى عظمة وقوة القلب الذي يعمل دون توقف ليل نهار، في وقت عملك ووقت نومك طوال فترة حياتك، فكل نبضة هي حياة جديدة لك تستحق الشكر، ومن شكر النعمة الحفاظ عليها.الحفاظ على القلب ليس بالأمر الصعب، فعليك بالغذاء الصحي وممارسة الرياضة، وعليك أيضاً بالفحص الدوري للقلب لتدارك أي مخاطر في مراحل مبكرة، ويصبح الفحص مهماً إذا لاحظ الشخص أعراض أمراض القلب كآلام بالصدر والتعب والإرهاق لأقل مجهود. كما أن صحة القلب تتأثر سلباً بالأزمات والمشاكل النفسية كالقلق والإجهاد والحزن، فعليك الابتعاد عنها.قلبك هو سر وجودك، فكما أنه بحجم قبضة يديك فالحفاظ عليه بيديك وباختيارك.ريهام فتحي عبدالرحمنعضو فريق البحرين للإعلام التطوعي
«وفي أنفسكم أفلا تبصرون».. القلب
22 ديسمبر 2015