بغداد - (وكالات): أعلن مسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب في العراق أمس فرار جميع مسلحي تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي من المجمع الحكومي الواقع وسط مدينة الرمادي، لتحقق بذلك القوات الفيدرالية العراقية أهم مكاسبها منذ اجتياح التنظيم المتطرف للبلاد صيف 2014، فيما أفاد تقرير صادر عن قسم شرطة نينوى العراقية حول جرائم «داعش» في الموصل بأن التنظيم الإرهابي أعدم 837 امرأة منذ احتلاله لثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان بعد بغداد، في يونيو قبل الماضي. وقال المتحدث في جهاز مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعمان إن «جميع مسلحي «داعش» فروا ولم يعد هناك أي مقاومة» مشدداً على أن «العملية حسمت وقواتنا ستدخل المجمع خلال الساعات القادمة». وأضاف أن «قواتنا تحاصر المجمع الحكومي بشكل كامل وتقوم بتفتيش المباني»، مشيراً إلى أن «الطرق المحيطة جميعها مفخخة وتحتاج إلى جهد هندسي كبير، إضافة إلى تفخيخ المباني الحكومية بشكل كامل». ولم تعلن الحكومة العراقية رسمياً بعد تحرير الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، لكن احتفالات عمت في بغداد وفي عدد من المحافظات ابتهاجاً بهذا التقدم العسكري للقوات العراقية. وقال ضابط عراقي رفيع «إن المنطقة أصبحت ساقطة عسكرياً بيد قواتنا، لكن لن نعلن عن التحرير إلا بعد دخولنا إلى المجمع ورفع العلم العراقي فوقه». من جانبه، قال علي داود رئيس مجلس قضاء الخالدية، شرق الرمادي، إن «مسلحي «داعش» أجبروا جميع الأسر التي تسكن في محيط المجمع الحكومي على مرافقة مقاتليهم الذين فروا باتجاه منطقة السجارية والصوفية وجويبة لاتخاذهم دروعاً بشرية». وأشار إلى «قيام عدد كبير من مسلحي «داعش» بحلق ذقونهم للتستر عند فرارهم مع المدنيين باتجاه مناطق شرق الرمادي». وكانت القوات العراقية حققت تقدماً ضد «داعش» وسط مدينة الرمادي بعد اشتباكات تكبد فيها التنظيم الجهادي خسائر كبيرة، بحسب مسؤولين أمنيين. وبلغت القوات العراقية تقاطع منطقة الحوز، وهو تقاطع استراتيجي باتجاه المجمع الحكومي الذي تعتبر استعادته تأكيداً لفرض السيطرة الكاملة على المدينة. وبعد الهجوم الكبير الذي شنته القوات العراقية على المدينة والذي تمكنت خلاله من اختراق خطوط دفاع «داعش»، سرعان ما تباطأ التقدم إثر انتشار القناصة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة الموزعة بشكل كثيف على الطرقات. وأعاق عمليات التقدم، المدنيون والعائلات العالقة داخل مدينة الرمادي والتي يسعى التنظيم لمنعهم من الخروج لاستخدامهم دروعاً بشرية. وبلغ عدد الأسر التي تم إنقاذها من مناطق الاشتباكات داخل مدينة الرمادي أكثر من 250 عائلة تم نقلها إلى معسكرات خاصة بالمهجرين في منطقة الحبانية.