عندما يطلع الفجر على أرضك يناجي كل ما حولك، فاستيقظ من سباتك وافتح له قلبك، حان موعد الصحوة من غفلتك. نسيم بارد رقيق هو للقلب دواء من كل داء، هو للنفس بلسم وشفاء، نسيم بارد هب يهتز له قلبك وكأن الحياة بعثت على هذه الأرض من جديد، إنه الفجر باعث الحياة من جديد. وقفة صادقة مع الذات يتلوها تغيير في الاتجاهات تتراجع عن طريق لم يقدك سوى خارجك آلاف الخطوات، ونظرة إلى طريق يبزغ مع نسمات الفجر يعطيك علامات، طريق يملأ ممراته نسيم فيه عبير الحياة، يدخل النورفي لب قلبك فتترك عقلك بعيداً أو عقلك هو الذي يتركك وحيداً، ليس بإمكانه السير معك لأنه لا يفهم لغتك، ولأنه أنت داخل قلبك لست هنا تطارد الرغبات والأماني والوعود الزائفات، جميعها تخلت عنك وبقيت مع عقلك عند ناصية الطريق. عش نسمات الفجر فاتحاً قلبك مستمتعاً بإحساس الحب، إنها هي نفس القلب جداً رقيقة مع هذه النسمات، مصدرها لا عقول البشر وما تبثه من طاقات، القلب مسترخٍ لأنه يحيا آنية اللحظات، لا يفكر بما مضى وفات ولا بما هو آت، داخل روضته ستحيا إشباعاً وجمالاً، ستعي أنك مرادف الكمال والاكتمال، ليس بالإمكان وجود أجمل من هذا الحال، آنية الحال يزورك فيها الجمال وتختفي فيها كل الآلام.علي العرادياختصاصي تنمية بشرية
عش نسمات الفجر
28 ديسمبر 2015