عواصم - (وكالات): تم أمس إجلاء أكثر من 450 مسلحاً ومدنياً من 3 بلدات سورية بموجب اتفاق بين النظام والفصائل المعارضة المقاتلة، في إطار عملية تبادل نادرة عبر لبنان وتركيا، في وقت قتل 19 شخصاً وأصيب العشرات جراء تفجيرات هزت مدينة حمص وسط البلاد.ووصل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام في محافظة إدلب شمال غرب البلاد والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة، الى الحدود التركية، في طريقهم الى مطار أنطاكيا للانتقال جواً إلى مطار بيروت على أن يعودوا إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا في وقت لاحق.في المقابل دخل مقاتلو المعارضة الجرحى الخارجون من الزبداني المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق، الأراضي اللبنانية عبر نقطة المصنع الحدودية ووصلوا لاحقاً إلى مطار بيروت، على أن يستقلوا الطائرة إلى تركيا، للعودة لاحقاً إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة شمال سوريا.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «بدأ صباح أمس إجلاء أكثر من 125 شخصاً هم مقاتلون جرحى وأفراد من عائلاتهم من الزبداني واكثر من 335 شخصاً بينهم جرحى ومدنيون من الفوعة وكفريا، تنفيذاً للمرحلة الثانية من الاتفاق بين قوات النظام والفصائل المقاتلة».وأورد التلفزيون السوري الرسمي من جهته أن أفرادا من «عائلات الجرحى وكبار السن» هم في عداد المغادرين من الزبداني.وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة الى اتفاق في 24 سبتمبر الماضي بإشراف الأمم المتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفاً لإطلاق النار في المناطق الثلاث ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية.ونصت المرحلة الثانية على السماح بخروج الجرحى والمدنيين من المناطق الثلاث على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة لستة أشهر.وشنت قوات النظام و«حزب الله» الشيعي اللبناني في يوليو الماضي هجوما عنيفا على الزبداني أدى إلى محاصرة مقاتلي الفصائل وسط المدينة. وفي رد على هذا الهجوم، ضيق مقاتلو الفصائل الخناق على الفوعة وكفريا اللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة. وتمكن ائتلاف فصائل «جيش الفتح» من السيطرة على محافظة إدلب بالكامل الصيف الماضي باستثناء هاتين البلدتين اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام.ومن المتوقع إدخال مساعدات إنسانية خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الفوعة وكفريا والزبداني ومدينة مضايا المجاورة والمحاصرة في ريف دمشق والتي تأوي الآلاف من السكان والنازحين، بحسب الأمم المتحدة.ويأتي تنفيذ اتفاق الزبداني بعد يومين على تجميد اتفاق آخر لإحلاء 4 آلاف شخص، بينهم أكثر من ألفي مسلح غالبيتهم من تنظيم الدولة «داعش» و«جبهة النصرة» من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك في جنوب العاصمة، اثر مفاوضات بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن عملية «اخراج المسلحين» من الزبداني تأتي في «إطار الجهود المبذولة لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين».وبحسب عبد الرحمن، فان «تنفيذ الاتفاق يأتي في إطار مساعي النظام لتأمين العاصمة أما من خلال استعادة المناطق تحت سيطرة الفصائل أو التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار».من ناحية أخرى، هز تفجيران متزامنان، أحدهما بحزام ناسف والآخر بسيارة مفخخة حي الزهراء ذا الغالبية العلوية في مدينة حمص، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة العشرات. وبات النظام السوري يسيطر على مدينة حمص بشكل شبه كامل بعد بدء تنفيذ اتفاق خرج بموجبه في بداية الشهر نحو 300 مقاتل معارض من حي الوعر، آخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة، ويتوقع استكماله في الأيام المقبلة.