عواصم - (وكالات): قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الولايات المتحدة بصدد إعداد عقوبات جديدة ضد مؤسسات وأفراد في كل من إيران وهونغ كونغ بسبب ارتباطها ببرنامج طهران للصواريخ الباليستية، في المقابل، طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني من وزير الدفاع حسين دهقان توسيع برنامج الصواريخ رداً على العقوبات الأمريكية، بينما نفت طهران أن تكون نفذت تجربة إطلاق صواريخ قرب سفن أمريكية وفرنسية في مضيق هرمز.وستكون هذه أول عقوبات أمريكية على طهران منذ الاتفاق الذي أبرمته في فيينا في يوليو الماضي، الدول الكبرى وإيران حول برنامج طهران النووي والذي يقضي برفع عقوبات غربية أخرى عن طهران.وقالت الصحيفة إن العقوبات الجديدة التي ستستهدف شبكتين مرتبطتين بإيران ستشكل رداً على تجربتي إطلاق صواريخ باليستية اللتين أجرتهما إيران في أكتوبر ونوفمبر الماضيين. وقالت إدارة الرئيس باراك أوباما إنها «تدرس مختلف الجوانب» المرتبطة بعقوبات جديدة ممكنة وبـ»تطوير في عملها الدبلوماسي مع إيران».وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية «ندرس منذ فترة إمكانات اتخاذ إجراءات إضافية مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية بسبب مخاوفنا المتواصلة المتعلقة بهذه النشاطات». ويأتي نشر المعلومات بعد أسبوعين من صدور تقرير لهيئة خبراء تابعة للأمم المتحدة اعتبر أن قيام إيران بتجربة إطلاق صاروخ «عماد» المتوسط المدى والذي يمكن تجهيزه برأس نووي يشكل انتهاكاً للقرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2010.ويحظر القرار 1929 وخصوصاً فقرته التاسعة على إيران إجراء أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليستية التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية بما في ذلك إجراء عمليات إطلاق تعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.وردت طهران بتأكيد أن صواريخها الباليستية محض دفاعية ولم يتم صنعها لحمل رؤوس نووية ما يعني أن أياً من قرارات الأمم المتحدة لا يستهدفها.وقالت الصحيفة إن العقوبات التي تعدها وزارة الخزانة الأمريكية تستهدف شركة «مبروكة تريدينغ» ومالكها حسين بورنقشبند اللذين تتهمهما واشنطن بتزويد طهران بألياف كربون تدخل في صناعة الصواريخ الباليستية.وأضافت الصحيفة أن واشنطن تعتقد أن بورنقشبند استخدم فرعاً للشركة مقره هونغ كونغ لتأمين وشراء هذه المادة المقاومة للحرارة. وستستهدف وزارة الخزانة أيضاً 5 مسؤولين إيرانيين عملوا على هذا البرنامج، حسب الصحيفة نفسها.وهذه العقوبات تثير على الأرجح استياء إيران. وكان وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أكد أن بلاده لن تقبل أن يتم «وضع حدود» لبرنامجها الباليستي.وبحسب مسؤولين إيرانيين فإن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قد يعتبر العقوبات الأمريكية الجديدة انتهاكاً للاتفاق الذي أبرمته بلاده مع الدول العظمى في فيينا حول برنامج طهران النووي. ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أمريكيين أن اتفاق فيينا لا يمنع وزارة الخزانة الأمريكية من فرض عقوبات على إيران لأسباب لا تتعلق ببرنامجها النووي، مثل الصواريخ الباليستية أو انتهاكات حقوق الإنسان أو الأنشطة الإرهابية. من جهة أخرى، نفت طهران أن تكون نفذت تجربة إطلاق صواريخ قرب سفن أمريكية وفرنسية في مضيق هرمز، كما اتهمها مسؤول أمريكي. وقال المسؤول في الحرس الثوري الإيراني الجنرال رمضان شريف إن «القوة البحرية التابعة لحرس الثورة لم تنفذ خلال الأسبوع الماضي أي تجربة بينما يدعي الأمريكيون أن صاروخاً أطلق في منطقة مضيق هرمز». والقوة البحرية الإيرانية مكلفة بضمان أمن المصالح الإيرانية في مضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي لعبور النفط والذي تجوبه السفن الإيرانية الحربية بانتظام وتقوم فيه بمناورات. وأعلن مسؤول أمريكي أن البحرية الإيرانية أجرت الأسبوع الماضي تجارب على إطلاق صواريخ سقط بعضها قرب سفن حربية أمريكية وفرنسية. وقال «نعتبر أن إطلاق النار على مسافة قريبة إلى هذه الدرجة من السفن هو أمر استفزازي للغاية». وكان المسؤول يؤكد معلومات أوردتها محطة التلفزة الأمريكية «إن بي سي نيوز» ومفادها أن أحد الصواريخ وصل إلى أقل من 1.5 كلم من حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هاري ترومان» لدى مرورها في مضيق هرمز. وكانت فرقاطة فرنسية والمدمرة الأمريكية «يو إس إس بلكيلي» تبحران أيضاً في الجوار وكذلك سفن تجارية عدة. وحدث ذلك في 26 ديسمبر الماضي، بحسب المصادر الأمريكية التي أشارت إلى أن البحرية الإيرانية أنذرت قبل ذلك بقليل باللاسلكي السفن الموجودة في المنطقة بأنها على وشك إجراء تمرين بالذخيرة الحية طالبة منها عدم الاقتراب.وقد أبرمت إيران في 14 يوليو الماضي اتفاقاً حول برنامجها النووي مع القوى العظمى يفترض أن يؤدي إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على إيران منذ سنوات. ومنذ إبرامه، أجرت إيران تجارب على صواريخ انتقدتها الولايات المتحدة، كما بثت على التلفزيون الرسمي صور قاعدة للصواريخ تحت الأرض. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر الأنصاري أن طهران «سترد على أي تدخل من الولايات المتحدة ضد دفاعاتها». وأضاف في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الرسمية «مثل هذه الإجراءات أحادية وتعسفية وغير مشروعة وإيران حذرت الولايات المتحدة من ذلك». وتابع «ليس هناك أي إجراء يمكن أن يحرم إيران من حقوقها الشرعية في تعزيز دفاعاتها وقدراتها في مجال الأمن».