أطلق الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمرشح لرئاسة الاتحاد الدولي، برنامج حملته الانتخابية والذي يهدف إلى إصلاح وإعادة هيكلة وتنظيم (الفيفا) لتكون مؤسسة خدمية تتمتع بأعلى المعايير المهنية والأخلاقية؛ من خلال التطوير المهني الراسخ، والعمل على تحسين فرص الأقليات بشكل فاعل، والاستماع الدائم إلى جميع الأصوات المعنية بمصلحة المنظمة.ويقترح البرنامج الانتخابي للشيخ سلمان فصل الاتحاد الدولي إلى «فيفا لكرة القدم» يكون مسؤولاً عن كافة القضايا التي تتعلق بهذه الرياضة ووفرة الأحداث التي تتضمنها أنشطة اللعبة، و»فيفا إدارة الأعمال» التي تتولى إدارة القضايا المالية والتجارية والتمويل، وفي هذا السياق أكد الشيخ سلمان أن الطريقة الوحيدة لضمان إعادة إحياء الاتحاد الدولي لكرة القدم من جديد بحيث يكون خاضعاً للمساءلة ويحظى بالاحترام «هي الفصل الصارم بين الموارد المالية والإشراف على تدفق الأموال التي يتم إنفاقها». وأضاف: «يجب إعادة هيكلة الاتحاد بدءاً من القمة إلى الأسفل لأغراض معالجة المشكلات التي يرزح تحتها، وذلك من خلال عملية إصلاح تنظيمي شاملة، وإرساء آليات ضبط صارمة تتيح لنا إعادة إطلاق الفيفا من منظور شامل، إذ إنه وتحت قيادتي سنعمل على حشــد جميع السبل المهنية للارتقاء بالمنظمة والنهوض بها، لضمان إعادة ولادة ناجحة ودائمة».وركز الشيخ سلمان على أهمية إجراء مراجعة عميقة لجميع هياكل الإدارة العليا، وقال: «الفيفا ليست فقط الأشخاص الأربعين الذين تم القبض عليهم أو إدانتهم أو فعلياً اتهامهم بعدد من القضايا؛ إذ إنها تتجاوز في مكانتها مجموع الموظفين الأربعمائة الذين يمثلون 40 دولة، والذين يعانون من الأذى الذي تسبب فيه آخرون ممن يرتبطون بالمنظمة ارتباطاً ضعيفاً».أيام التفرد بالقرار ولتويؤكد المرشح الآسيوي إلى رئاسة الاتحاد في برنامجه الانتخابي بأن أول ما سيقوم به، عند انتخابه، هو جمع كافة الموظفين والمباشرة في حوار مستمر وبناء مع الجميع قائلاً: «لقد ولت الأيام التي ينفرد فيها الأشخاص باتخاذ القرار من أبراجهم العاجية، وظيفتي ستكون إعادة توحيد الموظفين على جميع المستويات، والاستماع إليهم، والتعلم من تجاربهم الفردية والجماعية، وسأقوم بالريادة من خلال تفويض الصلاحيات مع التشديد على المشاركة، فأيام الأوامر المنفردة قد ولت».رئيس غير تنفيذي وأبدى الشيخ سلمان المرشح الوحيد الذي سيكون رئيساً غير تنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- عند انتخابه، التزامه بالكشف عن جميع المعلومات المالية وتقديمها للرأي العام، وقال «في حالة انتخابي رئيساً، فإنني سأكون رئيساً غير تنفيذي، إذ إنني لن أقوم بإدارة متناهية الصغر للاتحاد، كما إنني لن ألعب دوراً في القضايا التشغيلية اليومية، وأرى أن وظيفة الرئيس تنحصر في وضع وتطوير الاستراتيجيات، وتحديد الأهداف؛ في حين أن جميع مسؤوليات المهام التشغيلية يجب أن يتولاها من هم مسؤولون عن الأنشطة اليومية».تفعيل مبدأ المساءلةوأكد الشيخ سلمان بن إبراهيم على ضرورة أن يخضع جميع منتسبي الفيفا للمساءلة عن أعمالهم، بمن فيهم أعضاء مجلس الفيفا (اللجنة التنفيذية للفيفا سابقاً في حال قبلت الجمعية برنامج الإصلاح الحالي للجنة التنفيذية المتفق عليه)؛ بالإضافة إلى الرئيس الجديد وجميع كبار مدراء الأقسام والمدراء من المستوى المتوسط.ويؤكد الشيخ سلمان في هذا السياق أن الافتقار إلى المساءلة، هي إحدى المشكلات الرئيسة التي أوصلت الفيفا إلى الفوضى التي تعاني منها اليوم قائلاً «من غير المجدي أن نستمر بالشكوى عن سلوكيات عدد كبير من الأعضاء، إذ إن السؤال هو: لماذا تطلب الأمر سنوات طويلة لإدراك الأخطاء الهيكلية الكبيرة والأفعال الإجرامية دون القيام بأي محاولة جادة لتصحيح هذه الأخطاء؟».الشفافية الماليةوأكد الشيخ سلمان على ضرورة الإفصاح عن أجور الإدارة العليا في الاتحاد الدولي « باعتبارها أمراً متبعاً في جميع المنظمات الكبرى، مشدداً على أهمية توسيع أطر التقرير المالي للفيفا؛ بحيث يشمل أدق تفاصيل الإنفاق التي تتضمن مبالغ كبيرة.وقال: «الفيفا لم تفشل في كل المجالات؛ فتقرير الأنشطة السنوي للمنظمة يعتبر وثيقة يحتذى بها لا يقرؤها الكثيرون أو حتى يعلمون عنها، لا يجب علينا التغاضي عن كل شيء ببساطة بما في ذلك أنشطة المنظمة التي تستند إلى أرضية صلبة، كما لا ينبغي علينا التخلي عن المسؤوليات القائمة التي يطالب فيها الأعضاء ويتوقعونها بشكل مشروع».التطوير والتنميةويتضمن برنامج الشيخ سلمان الانتخابي نهجاً مختلفاً ومتميزاً يصبو إلى التطوير والتنمية؛ من خلال التركيز على «التطوير الذي يستند إلى متطلبات الأفراد» وليس منهجية «الواحد للجميع» التي تستند إليها السياسة القائمة. وشدد الشيخ سلمان على أهمية تعزيز برامج التطوير القائمة قائلاً «يجب علينا الانتقال من النهج العام إلى نهج تطوير الأهداف والارتقاء بكافة أجزاء المنظومة الكروية، ينبغي علينا المضي بخطوات جريئة إلى الأمام وتحقيق أقصى قدر من الدعم للأعضاء الذين يستحقون ذلك، والذين لن يتمكنوا من القيام بمهامهم دون دعم الفيفا». وختم الشيخ سلمان بيانه بالقول: «إن من شأن العزم والعمل الصادق والإجراءات الفعالة فقط أن توفر البيئة المثالية التي يحتاج إليها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسأعمل على تخصيص وقتي وطاقتي للقيام بذلك بسرعة وبصورة دائمة وذلك بمعية فريق عمل يتحلى بالمهنية والقدرة على الإبداع، هذا هو موقفي وهذا ما أثق بأنني قادر على القيام به عند انتخابي».