شيخة العسم أرجع مدير مركز دراسات المواصلات والطرق بجامعة البحرين د.عبدالرحمن الجناحي الازدياد المضطرد في عدد الحوادث المرورية لجهل السائقين وعدم إلمامهم بالأنظمة والقوانين المرورية، مقترحاً عدة حلول انتهت إليها دراسات علمية أجراها المركز أهمها رفع سن القيادة القانونية في البحرين من 18 إلى 20 عاماً، وتعزيز الجانب التطبيقي للتوعية وتحويلها إلى سلوك عملي.وذكر د.عبدالرحمن الجناحي، في حوار مع «الوطن»، أن المركز يسعى لتطوير البنية التحتية الحالية، باستخدام أنظمة النقل الذكية ITS بالتعاون مع إدارة المرور بالداخلية.ولفت إلى أن أنظمة النقل الذكية تتميز بسرعتها ودقتها في توفير معلومات النقل وأداء المرافق في الطرق والشوارع والنقل العام. ونبه إلى أهمية مواكبة السلامة المرورية جميع التطورات التقنية المتوفرة في المركبات، لدورها في خفض نسبة الحوادث الناتجة عن الأخطاء الفنية.وفيما يلي نص الحديث:ما هي أسباب الارتفاع في عدد الحوادث المرورية؟ عام 2014 شهد وقوع 5 حوادث وفاة لسائقي الدراجات و39 حادث إصابات بليغة و36 إصابات بسيطة، وفي العام الحالي وقع 7 حوادث وفيات و24 حادث إصابات بليغة و28 إصابات بسيطة في الفترة من يناير وحتى أغسطس 2015 لمختلف الفئات العمرية.وتعود مسبباتها إلى عدة أمور من أهمها: جهل السائقين وعدم إلمامهم بالأنظمة والقوانين المرورية، ولذلك أجرينا دراسة عن الإلمام بالقانون المروري ومدى الرقابة المرورية في البحرين.ما أبرز الحلول الممكنة للحد من الحوادث المرورية؟من أهم هذه الحلول رفع سن القيادة القانونية في البحرين من 18 إلى 20 عاماً، وتعزيز الجانب التطبيقي للتوعية وتحويلها إلى سلوك عملي، وقمنا بإجراء تجربة لطلبة الجامعة استخدمنا فيها جهازاً إلكترونياً يشبه الكبسولة حيث يقوم الطالب بالجلوس عليه رابطاً الأحزمة، وينطلق الجهاز على منحدر بسرعة 30 كلم في الساعة مما يخلق الشعور بالخوف والرهبة لدى الطالب من توقع حدوث اصطدامات، وذلك يعمل على ترسيخ المعلومة في أذهان الطلبة لتوخي الحذر من السرعة أثناء القيادة.ويجب رفع كفاءة الجانب النظري من خلال إلمام السائق بأدوات المركبة ومعداتها، وكذا رفع المستوى العلمي والمعرفي للمدربين لمواكبة التطور التقني الذي تشهده المركبات.وتوعية السائقين بالهدف من وضع الكاميرات الذكية في أرجاء شوارع المملكة، فالهدف ليس مضاعفة العقوبة، بل الحد من التعرض للحوادث الناتجة عن عدم الالتزام بأنظمة السلامة المرورية. ما أبرز الدراسات التي قدمها المركز لمعرفة حول الطرق والحوادث؟قدمنا العديد من البحوث والدارسات المتنوعة التي حظيت بالدعم من القطاعين الحكومي والخاص، من ضمنها الإشراف على مشاريع التخرج لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا من كلية الهندسة، وقمنا بإجراء دراسات عن الوضع المروري تضمنت: السلامة المرورية للأطفال في المركبة، ومدى كفاءة كاميرات الضبط المروري للحد من مشكلة تخطي الإشارات الحمراء عند التقاطعات، ومدى كفاءة «رادار السرعة» في تحسين معدلات السلامة المرورية، بالإضافة إلى بعض الدراسات البيئية عن حلبة سباق الفورمولا1، وجسر البحرين وقطر، والتأثير البيئي والصحي للمواصلات، ودراسة كمية ونوعية لجسر الملك فهد.واستهدفت أغلب الدراسات فئة الشباب لأنها من أكثر الفئات العمرية تعرضاً للحوادث المرورية، ولذلك قمنا بأخذ عينة من طلبة جامعة البحرين لقياس وعيهم المروري والتعرف إلى الحلول المقترحة من وجهة نظرهم للحد من نسب الحوادث.ما هي أهمية الفحص الدوري للمركبات؟يعد الفحص المستمر من الأمور بالغة الأهمية التي لا يجب الإغفال عنها، نظراً لتعرض أدوات ومعدات المركبة للعطل والتلف، ولذلك لم تشهد البحرين سوى نسبة طفيفة من الحوادث الناتجة عن خلل فني في السيارات.هل أصبح المركز بيت خبرة فيما يتصل بالنقل والمواصلات؟في طور التقدم الذي يشهده المركز في مجال الطرق والمواصلات الناتج عن تبادل الخبرات والمعرفة مع شركائنا المحليين والإقليميين والدوليين على مر السنين، أصبحنا قادرين على إنتاج المعرفة بأنفسنا. ويلجأ إلينا العديد من الاستشاريين العالميين في أمريكا، وبريطانيا، والسويد، وأستراليا، وهولندا، وسنغافورة لمعرفة الأوضاع والدراسات المحلية للعمل بها مما يسفر عن تطور هذا المجال.ما دور المركز في تعزيز ثقافة السلامة والأمان في القيادة؟قمنا بتدريس المقررات المتخصصة في مجال هندسة الطرق التي تتضمن عروضاً تقديمية في موضوعات السلامة المرورية، فيجب على الطالب أن يقوم بالبحث عن المادة العلمية بنفسه ويكتسب المعرفة، ومن ثم يقوم بعرضها أمام زملائه في الفصل. وإقامة الدورات والمحاضرات المتخصصة والحلقات النقاشية والمساهمة في حملات التوعية كخدمة للمجتمع.ما أبرز التحديات التي واجهها المركز؟ضعف الوعي المجتمعي لدى المجتمعات الخليجية بأهمية الأبحاث والتطوير والدراسات مقارنة بالدول الغربية التي تعتبرها موضوعاً حيوياً، مما انعكس سلباً على توفير الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية للجامعة، ومن الأهمية بمكان مواجهة الصعوبات المتعلقة بالتعامل مع السيارات المستوردة من الخارج، وعدم إغفال قضية ازدياد التلوث الناتج عن دخان الوقود، وهو الأمر الذي توليه الدول الغربية اهتماماً بالغاً، حيث تقوم باستخدام عنصر الهيدروجين بدلاً من الوقود الأحفوري الذي نعتمد عليه في تعبئة السيارات.ما أبرز الأنشطة والفعاليات التي ينظمها المركز؟نظم المركز المؤتمر الدولي للسلامة على الطريق، الذي شاركت في تنظيمه كل من الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية، ووزارة الأشغال، ومن خارج البحرين المعهد السويدي للأبحاث في مجال الطرق، والمجلس الأمريكي للبحوث والنقل «TRB»، ومركز أبحاث ومختبرات النقل والطرق البريطاني «TRL»، إذ تمت الاستفادة من أبرز توصيات المؤتمر، وهو إقامة مؤتمرات صغيرة تعنى بقضايا المواصلات والطرق. كما تم تنظيم ورشة عمل بعنوان «السلامة المرورية: التفكير خارج الصندوق» تطرقت إلى واقع الحوادث المرورية في دول الخليج والبحرين بشكل خاص، بالإضافة إلى الإسهام في ندوات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.ما أبرز الخطط الاستراتيجية والمستقبلية للمركز؟الموضوعات التي سنوليها اهتماماً ضمن خططنا الإستراتيجية المستقبلية، تأهيل واستقطاب طلبة في مرحلة الدراسات العليا للبحث عن قضايا الطرق والمواصلات، بالإضافة إلى مواصلة الدراسات المتعلقة بالنقل العام واستخدامات الأنظمة الذكية فيها لأنها دراسات المستقبل، ولدينا مقترح يتمثل في إقامة دورات تدريبية لمسؤولي السلامة المرورية في وزارة الداخلية حول التعامل مع أجهزة ووسائل الإعلام، ونسعى لتوظيف الخبرات المتنوعة في كليات الجامعة المختلفة التي تضم نخبة من المتخصصين في مختلف المجالات، مثل: الهندسة المدنية، والميكانيكية، والكهربائية، والإلكترونية، والكيميائية، وإدارة الأعمال، والاقتصاد، والإعلام، وعلم النفس، وغيرها.