عواصم - (وكالات): قتل 6 عناصر أمن أكراد في تفجيرات انتحارية استهدفت مقراً أمنياً رئيساً وسط مدينة أربيل شمال العراق، في هجوم نادر في الإقليم الكردي المستقر عادة، لم تستبعد الحكومة العراقية أن يكون مرتبطاً بالأحداث السورية. في موازاة ذلك، قتل 27 شخصاً وأصيب 35 في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء أقيم داخل مسجد في المسيب جنوب بغداد، فيما قتل 14 شخصاً في هجمات متفرقة أخرى، ليرتفع إلى 800 عدد الذين قتلوا منذ بداية سبتمبر الجاري.وقال مسؤول أمني كردي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته إن هجوماً بسيارة مفخخة استهدف مبنى مديرية الأمن التابعة لقوات «الأسايش»، مضيفاً «نعتقد أن انتحاريين كانوا يتواجدون في السيارة».وفي وقت لاحق، أكد المسؤول نفسه أن انتحارياً كان يقود السيارة المفخخة، بينما ذكر مسؤول أمني آخر أن سيارة إسعاف مفخخة استهدفت عناصر الأمن الذين تجمعوا في موقع الهجوم بعد الانفجار الأول.وأعلن محافظ أربيل نوزاد هادي أن 4 عناصر أمن أكراد قتلوا في هذا الهجوم الدامي، قبل أن يؤكد وزير الصحة في الإقليم ريوكت محمد رشيد ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم إلى 6 قتلى من عناصر الأمن و39 جريحاً.وذكر بيان صادر عن «الأسايش» أن 4 انتحاريين حاولوا دخول مبنى المديرية عقب التفجير الأول، غير أنه «تم التصدي لهم وقتلهم. وبعد دقائق جاءت سيارة إسعاف وحاولت اقتحام المبنى لكن عند توقيفها عند المدخل الرئيس قام انتحاري بتفجير نفسه بالسيارة».وأغلقت قوات الأمن الكردية الطرق المؤدية إلى المكان الذي توافدت إليه سيارات الإسعاف، وفقاً لمراسل فرانس برس. وهذا أول هجوم من نوعه يستهدف عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي والمستقر أمنياً، منذ مايو 2007 حين استهدفت شاحنة مفخخة المقر ذاته في هجوم قتل فيه 14 شخصاً.وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي «ندين بشدة الهجوم، وهذا يؤكد أن الإرهاب لا يتقيد بساحة معينة، إنما يستهدف الجميع، مشدداً على أن «التعاون موجود ويجب أن يتعزز أكثر لمواجهة الإرهاب».وأضاف «سوريا أثرت علينا جميعاً، وليس ببعيد أن يكون الهجوم أحد شظايا الأزمة السورية، ونحن ندعو لحل سياسي بأقرب وقت ووقف تدفق الأسلحة التي بدأت تشكل خطراً على الدول المحيطة والمجاورة لسوريا».من جهته رأى المحلل الأمني العراقي علي الحيدري أن الهجوم «مرتبط بخلاف الأكراد مع جبهة النصرة في سوريا».وقال «هناك معارك بين الأكراد وجبهة النصرة، والجبهة هجرت الأكراد من أراضيهم وهي تنتمي إلى تنظيم القاعدة، واليوم تنتقم من الأكراد داخل أراضيهم» في إقليم كردستان.وهدد رئيس الإقليم مسعود بارزاني بالتدخل للدفاع عن أكراد سوريا في حال ثبوت تعرضهم للقتل على أيدي الجماعات «الإرهابية» في سوريا.ووقع الهجوم في أربيل بعد يوم من إعلان نتائج انتخابات البرلمان المحلي في الإقليم عقب فرز 95% من الأصوات، والتي فاز حزب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بأكبر عدد من الأصوات فيها.وحلت حركة التغيير «غوران» خلفه متفوقة للمرة الأولى على حزب الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يتلقى العلاج في ألمانيا من جلطة دماغية أصيب بها نهاية العام الماضي.